صنعاء - (وكالات): يسيطر المتمردون الحوثيون الشيعة بشكل شبه كامل على العاصمة اليمنية صنعاء وسط غياب تام تقريبا للقوات الحكومية، فيما ندد الرئيس عبدربه منصور هادي بوجود «مؤامرة» شاركت فيها جهات داخلية وخارجية محذرا من حرب أهلية. وبالرغم من توقيعهم اتفاقا للسلام برعاية الأمم المتحدة، يستمر الحوثيون بالانتشار بأسلحتهم في صنعاء وسط ذهول السكان والمراقبين من سرعة حسمهم الوضع لمصلحتهم والضمور التام للسلطة.
ويتوجه زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي في وقت لاحق بكلمة حول التطورات في اليمن، بينما أشار المبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى «انهيار» الجيش.
وينتشر مئات الحوثيين المدججين بالسلاح في جميع أنحاء صنعاء ويستمرون بالسيطرة على مقار الحكومة والوزارات والمؤسسات الرسمية فيما قوى الأمن والجيش بعيدة عن المشهد.
وبعد يومين من توقيعهم اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة، يتحكم المتمردون الحوثيون بمداخل العاصمة وشوارعها الرئيسية، حتى أنهم ينظمون حركة السير في بعض الشوارع.
وأكد شهود عيان أن الأجهزة الأمنية والجيش لا تواجه الحوثيين وعناصرها لا يخرجون من مقارهم فيما معظم المقار الرسمية التي تسلمها الحوثيون حصلوا عليها في ظل تسليم من السلطات القيمة عليها.
وقال أحد سكان صنعاء «في الشوارع لا يوجد إلا الحوثيون وبعض عناصر شرطة المرور».
من جانبه، قال الرئيس اليمني عبدربه إن ما تتعرض له صنعاء هو عبارة عن «مؤامرة» محذراً من جر البلد إلى حرب أهلية.
وقال هادي الذي فقد الكثير من قوته على الأرض في اليمن «في هذه اللحظة نشعر بأن هناك مؤامرة تجاوزت حدود الوطن وتحالفت فيها قوى عديدة من أصحاب المصالح».
وبحسب هادي، فإن الأزمة التي انطلقت في 18 أغسطس الماضي مع بدء الحوثيين حركة احتجاجية تصعيدية مطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود، هي أزمة «تكالبت فيها قوى داخلية وخارجية ولتأجيجها وإسقاط تجربة اليمن» في إشارة إلى تنفيذ اتفاق الانتقال السلمي للسلطة.
وأكد هادي «صنعاء لن تسقط ولن تكون حكراً على أحد» مشدداً على أنه سيتحمل مسؤوليته إزاء الوضع وسيعمل على استعادة هيبة الدولة.
وأقام المسلحون الحوثيون نقاطاً أمنية في صنعاء حيث يفتشون السيارات. ووضعت نقاط التفتيش الرئيسة على طريق المطار شمال صنعاء وشارع الزبيري الذي يقسم المدينة إلى شطرين غربي وشرقي، إضافية إلى شارعي حتا والزارعة.
وجاب المسلحون الحوثيون المدججون بالسلاح شوارع المدينة على متن مركبات رباعية الدفع بينها مركبات عسكرية فيما انتشرت مجموعات من المتمردين أمام مؤسسات الدولة برفقة مجموعات صغيرة من الشرطة العسكرية.
وسيطر المتمردون الشيعة بشكل مفاجئ على مقر الحكومة والإذاعة والمقار العسكرية والوزارات المهمة في صنعاء في مشهد أظهر تراجعاً كبيراً للسلطة.
وبعد ساعات على تقدمهم الصاعق في صنعاء، وقع الحوثيون اتفاقاً للسلام برعاية الأمم المتحدة نص على تشكيل حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود.
إلا أن الحوثيين تابعوا فرض سيطرتهم على صنعاء بعد التوقيع على الاتفاق فيما نددت مصادر سياسية باتفاق «تحت ضغط السلاح».
وسيطر المتمردون على عشرات المدرعات من مقر عدوهم الرئيس اللواء علي محسن الأحمر، كما اقتحموا مبنى قناة سهيل التلفزيونية التابعة للقيادي في التجمع اليمني للإصلاح حميد الأحمر.
كما احتفل أنصار الحوثيين بـ»انتصار الثورة» عبر إطلاق المفرقعات في صنعاء.
ورفض الحوثيون بحسب مصادر سياسية متطابقة توقيع ملحق باتفاق السلام ينص على تسليم جميع المقار الرسمية للدولة.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إن ما حصل في صنعاء هو «انهيار واضح للجيش اليمني». وأضاف في مقابلة مع قناة العربية أن «معظم الأطراف لم تتوقع أن يحصل ما حصل بهذه الطريقة».