كتب – هشام فهمي:
أوصى خبراء في التربية بتطوير دور المدرسة لتؤدي دوراً مؤسساتياً أكثر فاعلية بين مؤسسات المجتمع المدني من خلال تعزيز التواصل مع الآباء ووسائل الإعلام ودور العبادة ، فيما أكد خبير منظمة «الإيسيسكو» د. عبدالعزيز الجبوري عزم المنظمة طرح البحوث وما ينتج عن المنتدى الوطني لمواجهة العنف المنعقد حاليا بالمملكة، من توصيات لوضعها أمام دول العالم الإسلامي الـ 58 العاملة ضمن إطار المنظمة.
وشدد الخبراء على ضرورة تكثيف برامج التوعية للأطفال على وجه الخصوص، وتهيئة الوالدين، وقيام المجتمع المدني بإيجاد حل جذري للأزمة.
وقالت الاستشاري النفسي في جامعة الشارقة د. بشرى أحمد في تصريح لـ «الوطن» إن ورقة العمل التي ستقدمها أمام المنتدى تتناول الدور التربوي لمؤسسة المدرسة لمواجهة العنف والاعتداءات، مؤكدة أهمية التركيز على التنشئة الأسرية والتربية الوالدية عبر توعية الآباء ، نظراً للتأثر الكبير للأطفال بأفكار وسلوك الوالدين.
وأضافت أن المدرسة بدورها يجب أن يكون لها دور فعال بين مؤسسات المجتمع المدني ، وأن يكون لها دور في انتقاء برامج الأطفال التي تطرح في الإعلام، للتصدي لتنمية السلوك العدواني عمداً أو دون قصد، لافتة إلى ضرورة تواصل المؤسسات التربوية مع دور العبادة والعمل معاً انطلاقاً من وجود أهداف يتم العمل من أجلها.
من جانبه، أوضح خبير المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» د. عبدالعزيز الجبوري أن مملكة البحرين تعتبر في مقدمة الدول ذات المنظومة التعليمية المتطورة من حيث المنهج والوسائل وتدابير التطوير، مشيراً إلى عزم الايسيسكو طرح البحوث وما ينتج عن المنتدى من توصيات لوضعها أمام دول العالم الإسلامي الـ 58 العاملة ضمن إطار المنظمة.
وأوضح أن المبحث الأول ضمن أوراق العمل المقدمة من جانبه للمنتدى يعنى بدور وسائل الإعلام في مواجهة العنف، والثاني هو مبحث اجتماعي حول الوقاية من ظاهرة العنف ، موضحاً أن العنف يمثل ظاهرة استثنائية في المجتمع البحريني المسالم الذي ينشد التطور والصدارة في سلم الحضارة الإنسانية.
وأوصى الجبوري بتشكيل لجان لدراسة إعادة ترتيب المناهج الدراسية ليس فقط في البحرين إنما في معظم الدول الإسلامية للمساعدة على وقاية المجتمع من ظاهرة موجودة أساساً في النفس البشرية إذا ما ظهرت إلى السطح، والحيلولة دون تأخر المجتمع والإضرار بمفاصله.
بدوره، تحدث رئيس الإرشاد النفسي بوزارة التربية والتعليم جاسم المهندي للصحيفة عن ورقتي عمل يعتزم تقديمهما في المنتدى حول حالات الطلبة المعرضة للعنف أثناء الأزمة ، وحصر المشكلات النفسية والسلوكية لهم، موضحاً أن إحداهما بينت وجود حوالي 5 آلاف و171 اعتداء نفسياً ، و58 إيذاء جسدياً تم حصر أسمائهم بعد الأزمة، نتجت عن اشتباكات بالأيدي وتهجم على الآخرين إضافة إلى إصابات نتيجة أعمال الحرق.
وأضاف أن البحث الثاني تناول تحليل رسوم الأطفال أثناء الأزمة في 3 محافظات هي المحرق والوسطى والشمالية شملت 225 طالباً، مشيراً إلى أن الدراسة رصدت وجود إيذاء نفسي واكتئاب وحزن شديد والعدوانية، فيما أوصت هاتان الدراستان بتكثيف البرامج التوعوية للأطفال على وجه الخصوص، وتهيئة الوالدين، وقيام المجتمع المدني بإيجاد حل جذري للأزمة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}