وثق الفنان الباحث إبراهيم الدوسري عبر فيلمه «صوغة البحرين» فن صناعة الحلوى البحرينية وتاريخها، ويسلط الضوء على سيرة الوجيه حسين محمد شويطر ودوره الرائد في تطور مهنة صناعة الحلوى.
ويدشن الدوسري فيلمه الوثائقي في مركز كانو الثقافي عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، ويتطرق لأنواع الحلويات البحرينية وتطورها وتداخلها مع الأصناف الأخرى الخليجية والعربية.
وتعتبر البحرين من بين الدول الخليجية الأكثر شهرة في صناعة الحلوى الشعبية المرتبطة بالتراث البحريني والخليجي، كمنتوج متجدد ومستمر منذ قرابة قرن من الزمان، وهي تقدم للضيوف ضمن مائدة «القدوع» في كافة المناسبات والأفراح والأعياد بحيث أصبحت جزءاً من «صوغة البحرين»، ويسعى الزائرون والسياح لشرائها وحملها إلى بلدانهم.
تاريخ الحلوى البحرينية
لصناعة الحلوى ميزة قلما تتوفر في الصناعات الغذائية الأخرى، حيث يبدأ ارتباط الزبون مع هذا المنتج مدعوماً بروائحه الزكية ومكوناته الغذائية الغنية وفوائده الكثيرة ومذاقه الشهي وشكله الجاذب، ولشعور الزبون بارتباطها بمناسبات الأفراح والأعياد.
ورغم أن صناعة الحلوى تحتاج لخبرة متوارثة متراكمة عبر الأجيال، وحرفية تمتزج بالمهارة لإنتاج حلوى بحرينية مميزة لا تقبل إلا الجودة عنواناً، من مستوى عال يضمن تميزها كمنتج قابل للتسويق وملبي لأذواق الزبائن، فإن عائلة حسين محمد شويطر حافظت على هذا التميز من خلال ريادتها لهذه الصناعة منذ عام 1850، أي قبل حوالي قرن ونصف من الزمان، واشتهرت بها على مستوى الدول الخليجية قاطبة وتوارثت فنون وأسرار صناعتها من جيل إلى جيل، أتقنهتا وطورتها من خلال المكونات المضافة دون أن تفقد مضمونها الفريد.
وإضافة إلى المكونات الرئيسة للحلوى وهي السكر والنشا وأنواع المكسرات مثل الفستق والجوز والكاجو والصلوم المستخرج من نوى اللوز المجفف، يدخل في صناعتها أيضاً الهيل والزعفران وجوز الطيب وماء الورد وزيت الذرة لإعطائها نكهة وطعماً طيب المذاق، وتختلف درجة الجودة في صناعة الحلوى من نوع لآخر فهناك النوع الجيد المستخدم في إعداده الزيت المنقى والهيل ومواد التلوين.
طرائق الإعداد
تحضر الحلوى في مصانع حلويات حسين محمد شويطر في إناء نحاسي كبير يسمى «الجدر»، توضع فيه كمية من الماء المغلي ويضاف عليها السكر حتى تفور رغوته في «الجدر»، ثم ترفع ثلاثة أرباع الكمية ويضاف على الربع الباقي النشأ بعد تذويبه في الماء ويترك على ألسنة اللهب العالية حتى يختلط قطر السكر بالنشأ ويصبح هلامياً، ثم يضاف الزيت وباقي المكونات تدريجياً وبمقادير معينة، وتستغرق هذه العملية قرابة الساعة يتم خلالها تحريك جميع المكونات بأداة تسمى «المضرب» حتى تمام النضج، ثم تغرف الحلوى بأداة «الملاس» وتصب في آنية معدنية كبيرة «الطشت».
تنتج حلويات حسين شويطر 9 أنواع من الحلوى هي الحلوى الملكية، الحمراء، الخضراء، حلوى الحليب، النارجيل، الرمان، التين، المشمش وحلوى السمسم وبنكهات متعددة تتجدد يوماً بعد يوم حسب الرغبات والأذواق وخبرة العائلة في الابتكار والتجديد.
وتنتج العائلة أيضاً السنبوسة الحلوة المحشوة بالبيذان والنشاب وقرص الشيخ والرهش واللقيمات والمتاي والمربى والزلابية وأنواع كثيرة من البسكويت وأجود أنواع القهوة والبهارات.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}