قالت المملكة العربية السعودية إن التحديات «غير المسبوقة» التي تواجه اليمن منذ أن سيطر الحوثيون الشيعة على العاصمة قد تهدد الأمن الدولي، ودعت إلى إجراء سريع للتعامل مع انعدام الاستقرار في اليمن، فيما قالت مصادر قبلية ومحلية إن انفجار سيارة ملغومة في مستشفى يستخدم قاعدة لجماعة الحوثيين باليمن أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.
وكانت المملكة العربية السعودية قد رحبت بالاتفاق الذي جرى توقيعه في العاصمة اليمنية في 21 سبتمبر لتشكيل حكومة جديدة تضم الحوثيين وبعض القوى الانفصالية الجنوبية اليمنية.
ولم يتضح ما إذا كان اتفاق اقتسام السلطة سيلبي مطالب الحوثيين أم أنهم سيطالبون بمزيد من السلطات. ووفقاً لملحق الاتفاق كان من المتوقع أن ينسحب الحوثيون من صنعاء مقابل ضمهم للحكومة الجديدة. وحتى الآن مازالوا في أماكنهم.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للجمعية العامة للأمم المتحدة إنه يأمل أن تكون هناك نهاية للأزمة.
وأضاف «عدم تنفيذ الملحق الأمني للاتفاق وعدم إنفاذ الاتفاق نفسه على الوجه المطلوب من قبل جماعة الحوثي قد بدد تلك الآمال».
وقال الأمير سعود الفيصل «دائرة العنف والصراع (في اليمن) ستمتد بلا شك لتهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وقد تصل لمرحلة تجعل من الصعوبة بمكان إخمادها مهما بذل لذلك من جهود وموارد».
إلى ذلك؛ قالت مصادر قبلية ومحلية إن انتحاريا له صلة بالقاعدة قاد سيارة ملغومة وصدم بها مستشفى يستخدم قاعدة لجماعة الحوثيين الشيعة امس مما أدى إلى مقتل 15 شخصا على الأقل.
وذكرت المصادر أن الهجوم وقع في بلدة مجزر بمحافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء.
وقالت جماعة أنصار الشريعة وهي الذراع المحلية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان عبر حسابها على تويتر «سقط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين الروافض اثر استهداف استشهادي من أنصار الشريعة لتجمع لهم في مستشفى الجفرة بمنطقة مجزرة في ولاية مأرب بسيارة مفخخة».
وتحول مستشفى الجفرة إلى قاعدة لعمليات الحوثيين في المنطقة. وقال رجال قبائل محلية إن 15 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم وأصيب أكثر من 50.
ولم يرد تعقيب فوري من الحوثيين.
من جانب آخر؛ تظاهر المئات من اليمنيين في صنعاء ضد المتمردين الحوثيين للمرة الأولى منذ سيطرة هؤلاء على غالبية العاصمة اليمنية، وطالبوا بانسحاب المسلحين من المدينة.
وكسر المتظاهرون حاجز الخوف؛ إذ إن الحوثيين ينتشرون بكثافة في شوارع صنعاء، وساروا مرددين شعارات مطالبة بانسحاب المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية وإعادة المظاهر المدنية إلى العاصمة.
ويسيطر الحوثيون منذ أسبوع على غالبية المباني الحكومية في صنعاء، وذلك بعد أن قررت أجهزة أمنية وعسكرية عدم مواجهتهم.
والحضور الأمني الرسمي غائب منذ 21 سبتمبر بشكل كبير عن صنعاء.
ووزع المتظاهرون بياناً طالب بـ «خروج المليشيات المسلحة من العاصمة وعودة الأجهزة الأمنية إلى مهامها السابقة في حفظ الأمن».
كما طالب البيان بـ «استرداد المنهوبات العامة والخاصة والاعتذار لكل من تعرضت مصالحة وممتلكاته للمصادرة والعبث».
وطالب المتظاهرون زعيم التمرد الحوثي بـ «الاعتذار إلى الشعب اليمني وإصلاح الأضرار التي ترتبت عن الحرب وتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة والملحق الأمني والعسكري التابع لها».
ووقع الحوثيون بالتزامن مع سيطرتهم على صنعاء اتفاقية للسلام تنص على تشكيل حكومة جديدة.