مع التجدد والتطور التكنولوجي المتسارع وانفتاح الأسواق المختلفة على بعضها البعض والمنافسة الشرسة التي يشهدها سوق العمل، تزداد الفجوة بين متطلبات هذا السوق والخبرات المتوفرة، وخاصة في الخليج. حيث تتوجه الخبرات العالمية للاستفادة من هذه الفجوة والهيمنة على سوق العمل الواعدة في المنطقة.
وأكد مسعود أحمد، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا في صندوق النقد الدولي أن أبرز التحديات التي تواجه دول الخليج، هي توفير فرص عمل لمواطنيها، حيث إن هناك العديد من الشباب الجدد الذين يدخلون سوق العمل اليوم. وأضاف أن المشكلة ليست في عدم توفر وظائف في المنطقة، بل في كون هذه الوظائف يسيطر عليها الوافدون، لذا للمشكلة هنا تكمن مطابقة مهارات الخريجين المحليين مع متطلبات سوق العمل، لا سيما القطاع الخاص.
وأضاف أنه من هنا برزت أهمية التدريب المهني ولم تعد شهادة مثل ماجستير في إدارة الأعمال أو الـ -MBA ~ -ميزة إضافية، بل أصبحت الوضع العادي الذي يجب أن يمتاز به أي موظف، وخصوصاً إن كان هذا الموظف في العقد الرابع فأكبر.
من جهة أخرى، ترى بوبي هارتشورن- رئيسة شراكات التعليم في Laimoon.com بأن الشهادات العليا أفضل استثمار ممكن أن تقوم به على الإطلاق، وإذا كان بإمكانك الاستمرار في تطوير مهاراتك بعد حصولك على الشهادة الثانية كالـ MBA مثلاً، فستكون في أفضل موقع للحصول على أفضل الوظائف. فمثلاً إن كنت في الأربعين أو الخمسين من عمرك ولم تقم يتطوير مؤهلاتك وصقل مهاراتك، فستقضي عليك المنافسة في سوق العمل. ليس من الضروري أن تأخذ برامج تعليمية معقدة تكلفك المال والوقت، هناك ورشات عمل وبرامج قصيرة تبقيك على اطلاع وتصقل معرفتك.
اليوم حوالي ثلثي الشركات الأوروبية تقوم بتدريب موظفيها وتخصيص ميزانيات كبيرة لتدريبهم وتطويرهم مهنياً. فيما لايزال التدريب المهني يواجه تحديات في منطقتنا.
وأكد عبد الناصر حللي - مدير التسويق الاحترافي في "internationa house" أن أكبر تحد للتعليم هو الإنفاق، حيث مازالت المؤسسات تنفق بشكل ضئيل جدا على تعليم موظفيها، وهو أهم ميزة تنافسية لتطوير موظفيها، وخصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث يجب تدريب الموظفين ليصبحوا جاهزين للطفرة الاقتصادية القائمة.
وأشارت دراسة أجراها موقع MBA50.com عن مستوى السعادة والرضى لأكثر من 1000 طالب MBA من 12 جامعة عالمية أن سبب هذه السعادة ليس الزيادة المحتملة في الراتب فحسب، بل الشعور بالثقة والرضا عن تطوير الذات، وكذلك متعة التعلم بحد ذاتها وبناء شبكة معارف جديدة بنفس الاهتمامات.
75% من الشركات تخطط لتوظيف خريجي MBA هذا العام، مقارنة بـ 71% العام الماضي، وذلك بحسب استطلاع أجراه مجلس الدراسات العليا للإدارة والتسجيل GMAC على 935 شركة من خمسين دولة مختلفة.
وهذا دليل على تعافي سوق العمل منذ عام 2009 حيث 43% فقط من خريجي الـ MBA حصلوا على وظائف.
وإذاً إن كنت ممن أجل قرار الانضمام إلى أحد هذه البرامج التعليمية في السنوات السابقة، فقد ترغب بحسم قرارك اليوم.