كتب- خالد أبو أحمد:
قديماً قيل «للناس فيما يعشقون مذاهـــب»، أي أن الله سبحانـــه وتعالــى قد خلق البشــر وأودع فيهم الإحساس بالحب والعشق، واختلف هؤلاء العشاق في الأشياء التي يحبونها وبالطريقة التي يعشقون بها، هذا يعشق لاعب كرة ويموت في حبه، ويطــوي الليالي والأيام والسنوات لكي ينعم بمصافحته، وذاك مغرم بنوع معين من السيارات يطوي فيها عشقه ويحلم بها ليل نهار، وتختزن ذاكرته صوت محركها، ويتراءى له صوتها وكأنه موسيقى حالمة يسمعها في الصحو والمنام، وهذا متيم في لوحة تشكيلية نسخ صورتها ووضعها في سيارته وفي مكان نومــه وفي المكتب الذي يعمـــل عليه..!!.
كله عشق.. وكل فيما يحب ويعشق مذاهب أي طرق مختلفة..لكن الشاب البحريني عيسى جاســم الشروقي هوايته أيضــاً غريبة بعض الشيء، وقد ساقه حبه للغة الأم (اللغة العربية) أن يعشق جمال خطوطها فهو من هواة الخط العربي، وما جلس في مكان وفيه ورق وأحبار إلا وجرت يده تلقائياً بالخط العربي، وقد قاده هذا الحب والتمسك باللغة الأم إلى مكان عشق غريب أن يكون عاشقاً للخط المعروف لدى الخطاطين والرواة والأدبــاء بخط (المسند)، والتقته (الوطن) وأدارت معه هذا اللقاء القصير..
*من أين جاءت هذه الفكرة؟
تبلورت هذه الفكرة في خضم بحثي عن الحضارات العربية قبل الإسلام، فقد شيع أن العرب كانوا بدواً متناحرين قبل الإسلام، لكن أُثبت بطلان هذا القول بالآثار التي اكتشفت في اليمن خلال القرنين المنصرمين ومن الأدلة وجود أمة أسست حضارة هي الكتابة حيث إن خط المسند كـان متقدماً تاريخياً وذلك من علامات الحضارة حيث إن الكتابة في ذلك الزمن كانت وبشكل من الأشكال حصراً على الدول المتقدمة، ومن هــذه النقطة بدأ موضوع خــط المسند يشغل بالي بتساؤلات من حيث مظهره فإنه إلى حدٍ مــا يشابه اللغة الأمازيغية، وفي ذلك مشكلة عظيمة! وبدأت البحث إلى الآن لأتوصل إلى الحقيقة وقد بدأت تتجلى كلما تعمقت، وبعد حين أدركت أهمية إحياء خط المسند للحفاظ على هذا الإرث العظيم من التلاشي التام.
*لمـــاذا خــــط المسنــــد دون الخطوط الأخرى؟
السبب هو أن خط المسند خط طبيعي أي لم يتأثر بشكل كبير باللغات الأخرى لذلك هو خلاصة جوهر فجر حضارتنا وفيه نربط أكثـــر مـــن 2500 سنـــة بيومنا الحاضر وهذا بحد ذاته يشعرني وكأني أشد خيطاً من طرف وأجدادي من طرف آخر.
*ما هـي رؤيتــك لبعــث خــط المسند من جديد؟
هـــذا هو التحـــــدي الجديــــد، أصبــح خط المسند وكأنه كتابات مسماريــة بسيطة اخترعت فــي عصــر الجهـل، لكن في الحقيقــة هي تروي مدى عقلية الإنسان التحضرية فبالعمل الجاد سأحاول أن أثبت الحقيقة قبل أن تنتشر الخرافة التي قبلها. إن الله قد اختـــار الخط العربي الشمالـــي لتكتب فيه كلماته وهذا ما ثبت الخط العربي الشمالي المتأثر بشكل كلي تقريباً بالحروف السامية الشمالية وبتحديد اللغة السريانية. إن في باب إحياء خط المسند الكثير من الإثراءات وأكثرها تبلوراً هو الإحساس بخصوصيات حضارتنا الضاربة في التاريخ البشري. إن محاولة توعية الناس بأهمية خط المسند التاريخي قد يحرك فيهم المشاعر الروحية التي تربطهم بأجدادهم.
*هل تعتقد بأنك ستجد تجاوباً من الآخرين؟
حسب الوضع الحالي احتمالية أن أجد تجاوباً بحيال هذا الموضع هي ضعيفة نسبياً بِسبب تركيز المؤسسات بشتى مجالاتها على ما تراه أولوية غير آبهين بهذا الإرث العظيم، ولكن لابد من الاستثناء فلا يخلو جزء من هذه المؤسسات من أشخاص ذوي نظرة ثاقبة تخترق جدارهم الزمني وكأنها ترى المستقبل فتدرك أهمية هذا الموروث وتهتم به ليحملها للأجيال القادمة حتى هي تحملهم وتعيدهم إلى مكانتهم بين الأمم كما رفعت أجدادهم في السابق.
*ما أهمية الخطوط العربية من وجهة نظرك؟
بالنسبة لي فإن الخط العربي بشتى أنواعه يحكي إلى تطور هذه الحضارة، فكل خط يروي قصة تعود إلى زمن معين لنغوص في جماليات كل عصر فهو بحد ذاته تاريخ ولأكون أوضح فلنرسم في أذهاننا خيطاً رفيعاً ونرى لوحات مخطوطة كتبت في عهد الرسول (ص) ومن ثم نرى لوحة أخرى تصور ازدهار الخط في العهد الأموي والعباسي ومن ثم نرى كيف أصبح أكثر ازدهاراً في العهد المملوكي وفي أوج الازدهار الفني في الدولة العثمانية ومن بعد العثمانيين نرى أن الخيط يكاد ينقطع مع تصدير الثقافة الغربية ومن ثم الكمبيوتر لكن هناك ضوء يلوح في الأفق فلنستعد ولنعد الجيل القادم من أجل مواصلة الازدهار الفني.
قديماً قيل «للناس فيما يعشقون مذاهـــب»، أي أن الله سبحانـــه وتعالــى قد خلق البشــر وأودع فيهم الإحساس بالحب والعشق، واختلف هؤلاء العشاق في الأشياء التي يحبونها وبالطريقة التي يعشقون بها، هذا يعشق لاعب كرة ويموت في حبه، ويطــوي الليالي والأيام والسنوات لكي ينعم بمصافحته، وذاك مغرم بنوع معين من السيارات يطوي فيها عشقه ويحلم بها ليل نهار، وتختزن ذاكرته صوت محركها، ويتراءى له صوتها وكأنه موسيقى حالمة يسمعها في الصحو والمنام، وهذا متيم في لوحة تشكيلية نسخ صورتها ووضعها في سيارته وفي مكان نومــه وفي المكتب الذي يعمـــل عليه..!!.
كله عشق.. وكل فيما يحب ويعشق مذاهب أي طرق مختلفة..لكن الشاب البحريني عيسى جاســم الشروقي هوايته أيضــاً غريبة بعض الشيء، وقد ساقه حبه للغة الأم (اللغة العربية) أن يعشق جمال خطوطها فهو من هواة الخط العربي، وما جلس في مكان وفيه ورق وأحبار إلا وجرت يده تلقائياً بالخط العربي، وقد قاده هذا الحب والتمسك باللغة الأم إلى مكان عشق غريب أن يكون عاشقاً للخط المعروف لدى الخطاطين والرواة والأدبــاء بخط (المسند)، والتقته (الوطن) وأدارت معه هذا اللقاء القصير..
*من أين جاءت هذه الفكرة؟
تبلورت هذه الفكرة في خضم بحثي عن الحضارات العربية قبل الإسلام، فقد شيع أن العرب كانوا بدواً متناحرين قبل الإسلام، لكن أُثبت بطلان هذا القول بالآثار التي اكتشفت في اليمن خلال القرنين المنصرمين ومن الأدلة وجود أمة أسست حضارة هي الكتابة حيث إن خط المسند كـان متقدماً تاريخياً وذلك من علامات الحضارة حيث إن الكتابة في ذلك الزمن كانت وبشكل من الأشكال حصراً على الدول المتقدمة، ومن هــذه النقطة بدأ موضوع خــط المسند يشغل بالي بتساؤلات من حيث مظهره فإنه إلى حدٍ مــا يشابه اللغة الأمازيغية، وفي ذلك مشكلة عظيمة! وبدأت البحث إلى الآن لأتوصل إلى الحقيقة وقد بدأت تتجلى كلما تعمقت، وبعد حين أدركت أهمية إحياء خط المسند للحفاظ على هذا الإرث العظيم من التلاشي التام.
*لمـــاذا خــــط المسنــــد دون الخطوط الأخرى؟
السبب هو أن خط المسند خط طبيعي أي لم يتأثر بشكل كبير باللغات الأخرى لذلك هو خلاصة جوهر فجر حضارتنا وفيه نربط أكثـــر مـــن 2500 سنـــة بيومنا الحاضر وهذا بحد ذاته يشعرني وكأني أشد خيطاً من طرف وأجدادي من طرف آخر.
*ما هـي رؤيتــك لبعــث خــط المسند من جديد؟
هـــذا هو التحـــــدي الجديــــد، أصبــح خط المسند وكأنه كتابات مسماريــة بسيطة اخترعت فــي عصــر الجهـل، لكن في الحقيقــة هي تروي مدى عقلية الإنسان التحضرية فبالعمل الجاد سأحاول أن أثبت الحقيقة قبل أن تنتشر الخرافة التي قبلها. إن الله قد اختـــار الخط العربي الشمالـــي لتكتب فيه كلماته وهذا ما ثبت الخط العربي الشمالي المتأثر بشكل كلي تقريباً بالحروف السامية الشمالية وبتحديد اللغة السريانية. إن في باب إحياء خط المسند الكثير من الإثراءات وأكثرها تبلوراً هو الإحساس بخصوصيات حضارتنا الضاربة في التاريخ البشري. إن محاولة توعية الناس بأهمية خط المسند التاريخي قد يحرك فيهم المشاعر الروحية التي تربطهم بأجدادهم.
*هل تعتقد بأنك ستجد تجاوباً من الآخرين؟
حسب الوضع الحالي احتمالية أن أجد تجاوباً بحيال هذا الموضع هي ضعيفة نسبياً بِسبب تركيز المؤسسات بشتى مجالاتها على ما تراه أولوية غير آبهين بهذا الإرث العظيم، ولكن لابد من الاستثناء فلا يخلو جزء من هذه المؤسسات من أشخاص ذوي نظرة ثاقبة تخترق جدارهم الزمني وكأنها ترى المستقبل فتدرك أهمية هذا الموروث وتهتم به ليحملها للأجيال القادمة حتى هي تحملهم وتعيدهم إلى مكانتهم بين الأمم كما رفعت أجدادهم في السابق.
*ما أهمية الخطوط العربية من وجهة نظرك؟
بالنسبة لي فإن الخط العربي بشتى أنواعه يحكي إلى تطور هذه الحضارة، فكل خط يروي قصة تعود إلى زمن معين لنغوص في جماليات كل عصر فهو بحد ذاته تاريخ ولأكون أوضح فلنرسم في أذهاننا خيطاً رفيعاً ونرى لوحات مخطوطة كتبت في عهد الرسول (ص) ومن ثم نرى لوحة أخرى تصور ازدهار الخط في العهد الأموي والعباسي ومن ثم نرى كيف أصبح أكثر ازدهاراً في العهد المملوكي وفي أوج الازدهار الفني في الدولة العثمانية ومن بعد العثمانيين نرى أن الخيط يكاد ينقطع مع تصدير الثقافة الغربية ومن ثم الكمبيوتر لكن هناك ضوء يلوح في الأفق فلنستعد ولنعد الجيل القادم من أجل مواصلة الازدهار الفني.