كشف الوكيل المساعد لشئون المستشفيات الدكتور أمين عبدالكريم الساعاتي عن تشكيل لجنة اختصاصية تهتم بإنشاء عيادة نوعية لجراحات وأمراض السمنة، حيث تضم اللجنة اختصاصين من أمراض جراحة السمنة، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الغدد الصماء، وأخصائي التغذية إلى جانب التخصصات الأخرى المساندة لهذا النوع من العمليات.
وبيـّن الدكتور "الساعاتي" بأن هذه اللجنة، والتي ستترأسها الدكتور أمل الريس رئيسة قسم الجراحة بمجمع السلمانية الطبي، تختص بدراسة الحالات التي سوف تخضع لجراحة السمنة وتصغير المعدة، وستحدد ملائمة الحالات المحولة لها للخضوع لهذا النوع من العمليات والتأكد من أن الشروط والمعايير اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات تتطابق مع هذه الحالات، وسوف يتم إخضاع الحالات التي تنطبق عليها الشروط من حيث الحالة الصحية والبدنية والنفسية إلى نظام قائمة الانتظار الذي سيخصص لعمليات السمنة، وسوف تقدم الحالات ذات الأولوية والتي تحتاج لتدخل سريع لحل مشاكل السمنة التي تؤثر على وظائف الجسم الحيوية الأخرى.
يُذكر أن مجمع السلمانية الطبي قد قام بإجراء العديد من العمليات الجراحية لعلاج السمنة المفرطة أو السمنة ذات المضاعفات المتعلقة بمرض ارتفاع سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، والكولسترول، ولاقت هذا الحالات تحسناً ملحوظاً، بحيث تخلص المرضى من السمنة المفرطة والتي كانت تهدد حياتهم بسبب المضاعفات التي تترتب عليها مع التقدم في العمر، لذلك تلاقي عمليات جراحة السمنة وتصغير المعدة إقبالا واسعاً، ومن هذا المنطلق ارتأت الإدارة العليا بوزارة الصحة تنظيم العملية من أجل حصول شريحة أكبر من المرضى على الخدمات في هذا المجال بحسب حالتهم الصحية.
الجدير بالذكر بأنه يتم تحويل المرضى لعيادة الجراحة لعلاج حالات السمنة إما من المراكز الصحية أو من خلال العيادات الأخرى بمجمع السلمانية الطبي مثل عيادة الباطنية أو الغدد الصماء أو الاوردة، حيث يتم تحويل الحالات التي لديها السمنة المفرطة وتشكل خطر على الصحة العامة، أو السمنة مع المضاعفات مثل سكري الدم وأمراض القلب وضغط الدم والكوليسترول، ويتم استقبال هذه الحالات وعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من تطابق الشروط والمعايير اللازمة لعلاجها جراحياً من قبل فرق طبية مختلفة بمجمع السلمانية الطبي.
وقد حققت هذه العمليات نجاحاً باهراً للحالات التي تعاني من أمراض السكري والضغط والكوليسترول، حيث استطاعوا التخلص من الوزن الزائد في الجسم والدهون في مختلف مناطق الجسم التي كانت تشكل خطراً على صحتهم، وانتظمت وظائف الجسم واستطاع 80% من المرضى التخلص من العلاجات والأدوية التي يستخدمونها طوال فترة حياتهم.
ويستخدم المنظار الجراحي لإجراء جراحات السمنة للتخلص من 60 – 70 % من الوزن الزائد عن طريق عملية تصغير المعدة " Sleeve Gastrostomy " أو تحويل مسار المعدة، "Gastric Bypass"، والتي تستغرق ما بين 40 – 90 دقيقة فقط، ومن ثم يمكث المريض بعد العملية 4 أيام للتعافي وبعدها يستطيع الخروج للمنزل. وفي غضون أسبوع يستطيع ممارسة حياته الطبيعية وجميع الأنشطة اليومية.
وتستقبل عيادة الجراحة حوالي 20 حالة خلال الأسبوع، وتجرى تقريباً من 6 – 8 حالات جراحة في الأسبوع الواحد محولة من مختلف الجهات بالوزارة ، والتي تعاني من السمنة وتحتاج لتدخل جراحي للحد من المضاعفات وتكثر في الفئة العمرية ما بين 25- 30 عاما وتزيد لدى النساء، ويتم تدارس هذه الحالات بشكل وافي قبل الخضوع للعملية، وتستوفى فيها شروط منظمة الصحة العالمية "WHO" بحيث يجب أن تزيد كثافة معدل الجسم على 40%، واكثر من 35% مع وجود مضاعفات السمنة، كذلك تجرى فحوصات هرمونية للتأكد من عدم وجود خلل هرموني يؤدي للسمنة، وفحوصات مختبرية واشعاعية على الكبد والمعدة وباقي وظائف الجسم، وبعد ذلك يتم معاينة الحالة بشكل كلي من قبل فريق طبي يضم التخدير وأمراض التنفس والصدرية والباطنية والجراحة إلى جانب الطب النفسي، لقرار استيفاء الشروط لإجراء عملية السمنة.
وسيأتي إنشاء هذه العيادة الخاصة لمرضى جراحات السمنة بالسلمانية تزامناً مع البحوث والدراسات الحديثة التي كشفت بأن معدل الحياة لذوي السمنة المفرطة أقل من ذوي الوزن الصحيح بعشر سنوات، وازدياد أنماط الحياة الخاطئة التي باتت تغزو حياتنا لها العامل الأكبر في التسبب بالسمنة ومضاعفاتها وتأثيرها على وظائف الأجهزة الأخرى في الجسم، وستضم العيادة فرق طبية التخصصات ذات العلاقة لعلاج هذه الحالات التي بدأت تزيد في الآونة الأخيرة مثل أخصائيين جراحة السمنة وأمراض الجهاز الهضمي وأخصائي التغذية والأمراض الصدرية والرئة وأمراض الغدد الصماء والتخدير والعلاج الطبيعي والأشعة والمختبر.