أحكم جهاديو تنظيم «داعش» أمس (الخميس) الطوق على مدينة كوباني الكردية السورية رغم غارات التحالف الدولي. فيما يستعد المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عن المدينة الواقعة في شمال البلاد على الحدود التركية «لقتال شوارع» في حال دخول مقاتلي «داعش»، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال إن «المعارك العنيفة على أبواب كوباني مستمرة منذ 36 ساعة بدون توقف» بين مئات المقاتلين الأكراد الذين يعانون نقصاً في التجهيزات وآلاف الجهاديين المجهزين بأسلحة ثقيلة، مشيراً إلى ضربات جديدة شنها التحالف ليلاً على مواقع لتنظيم «داعش» في ضواحي ثالث أكبر مدينة كردية في سوريا.
وأضاف إن تنظيم «داعش» يتقدم نحو كوباني من ناحية جبهتي الجنوب-شرق والغرب والتي انسحب منها مقاتلو وحدات حماية الشعب» للتمكن من الدفاع عن المدينة نفسها. وأوضح أن الجهاديين أصبحوا على مسافة كيلومترين من المدينة المحاصرة.
وقد خلت المدينة السورية الحدودية مع تركيا من سكانها بشكل شبه كامل، بحسب ما أفاد المرصد، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «نزح حوالي ثمانين إلى 90% من سكان كوباني والقرى المجاورة خوفاً من هجوم وشيك على المدينة».
لكنه أشار إلى استمرار «وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة».
وكان المرصد عبر عن مخاوفه من أعمال انتقامية يقوم بها تنظيم «داعش» ضد آلاف المدنيين الذين بقوا في كوباني إذا تمكن من خرق خطوط الجبهة التي تدافع عنها وحدات حماية الشعب الكردي في محيط المدينة.
والضربات التي شنها التحالف الأربعاء لم تؤد إلى وقف تقدم التنظيم نحو كوباني. وإذا سيطر التنظيم على هذه المدينة فسيتمكن من السيطرة على شريط طويل من الأراضي ممتد على طول الحدود بين سوريا وتركيا.
من جهة ثانية أقر البرلمان التركي بأغلبية كبيرة مشروع قرار حكومي يجيز للجيش شن عمليات ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
وبعد رفض صريح أبدت تركيا في الأيام الماضية استعدادها للانضمام إلى الإئتلاف العسكري بقيادة الولايات المتحدة لمقاتلة التنظيم، لكن الحكومة لم تحدد وسائل تدخلها بعد.
وأقر القانون بأغلبية 298 نائباً، وعارضه 98 نائباً.
ويعطي القانون الضوء الأخضر للجيش للقيام بعملية عسكرية في الأراضي السورية والعراقية، ويجيز له كذلك نشر قوات أجنبية على الأراضي التركية يمكن أن تشارك في تلك العملية.
ودعا رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى اجتماع للمسؤولين المدنيين والعسكريين بعد التصويت مباشرة لتحديد آليات التدخل التركي ضمن الإئتلاف الدولي.
وحث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء الائتلاف الدولي على إيجاد حل «دائم» لتهديد (داعش) في العراق وسوريا منتقداً التأثير المحدود للضربات الجوية الحالية.