قال العلماء في تفسير قول الله تعالى في سورة الحجرات: «ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه»، إن «من الأساليب القرآنية التي اعتمدها القرآن لتبليغ الأحكام والتشريعات أسلوب ضرب الأمثال والتشبيه والتمثيل، وذلك أن الأفكار المجردة غالباً ما تكون عصية على الفهم والإدراك، ومن التمثيلات القرآنية التي ذكرها القرآن الكريم للتنفير من الغيبة، والزجر عن إتيانها، وبيان حرمتها، ما جاء في الآية الكريمة، وليس يخفى أن عرض المسلم من الضروريات الخمس التي حث الشرع على حفظها وصونها، ومن هنا جاء التمثيل في الآية غاية في البشاعة، للتنفير من الغيبة، حيث جعلت الآية من يغتاب أخاه المسلم كالذي يأكل لحمه، فشبهت الآية تمزيق عرض المسلم بتمزيق لحمه، ولما كان المغتاب يمزق عرض أخيه في غيبته، كان بمنزلة من يقطع لحمه في حال غيبت روحه عنه بالموت، ولما كان من وقعت عليه الغيبة عاجزاً عن دفع المغتاب عن نفسه، لكونه غائباً، فقد كان بمنزلة الميت الذي يقطع لحمه، ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه».