اقترب موعد عيد الأضحى المبارك هذه المناسبة الكبيرة التي يقام فيها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو ركن الحج، فمن الناس من حالفهم الحظ بالذهاب للديار المقدسة وأداء مناسك الحج، ومن لم يستطع الذهاب للحج بدأ استكمال استعداداته لاستقبال عيد الأضحى بأبهى حلة والذي يقوم فيه العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله بالتضحية بأحد الأنعام وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيته، تطبيقاً للآية الكريمة من قول الله: «إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر» ومن هنا جاء اسمه عيد الأضحى، ومن الناس أيضاً من يفضل السفر في إجازة العيد وبدأ حزم حقائبه بغية قضاء الأوقات الممتعة مع الأهل والأصدقاء خارج المملكة.
هذه المناسبة يجب أن لا تنسينا أطفالنا وأطفال الآخرين، فلا يمكن حرمانهم من فرحة العيد وتشديد الرقابة عليهم ومنعهم من اللعب والخروج، فهم ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر للحصول على العيدية ولبس أحلى الملابس والخروج للعب والتنزه مع الأصدقاء والأهل في الأماكن العامة والمجمعات، ولكن ينبغي على أولياء الأمور تهيئة الطفل وتنبيهه بالمخاطر المحتملة، كأن ينتبه للسيارات قبل المرور في الطريق وأن يتجنب المشي في وسط الطريق والحرص على عدم لعب الألعاب الخطرة والألعاب النارية وغيرها، ويجب التنبيه على الطفل بعد الخروج مع من يكبرونه سناً والأشخاص الغرباء. كما لا ننسى أن على السائقين أخذ الحيطة والحذر أثناء المرور بداخل الأحياء وأماكن تجمع الأطفال والسير بسرعة منخفضة لتجنب الحوادث لا سمح الله.
من فضل السفر في هذه المناسبة عليه أخذ بعض الإجراءات الاحتياطية لتجنب ما قد يحصل للمنزل أثناء غيابه، فإذا كان السفر يتطلب الكثير من الاستعدادات لتجهيز الأمتعة اللازمة والتأكد من كافة الحاجات الضرورية للرحلة من تذاكر وتأشيرات وصلاحية الجواز وحجوزات الفنادق، فإنه من الواجب أيضاً عدم نسيان اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية لحفظ المنزل قبل مغادرته والتي من شأن إهمالها تعكير صفو الإجازة ودفع ضريبة عدم اتخاذها بعد العودة، فهذه الإجراءات بسيطة وتنفيذها متاح للجميع، إلا أن بعض الأشخاص يغفل أحياناً عن تنفيذها، ما يؤدي إلى وقوع الكثير من الحوادث التي من الممكن تلافيها عبر بعض الإجراءات الاحترازية، ما يمنح الشخص إجازة سعيدة دون قلق وتفكير على ما سيحدث في المنزل.
من ضمن هذه الإجراءات تأمين المنزل بأجهزة الإنذار الأمنية من الحريق والتأكد من تشغيلها بالشكل الصحيح، فصل التيار الكهربائي عن الأجهزة، عدم تشغيل أجهزة التكييف، عدم تخزين المواد الكيميائية والقابلة للاشتعال في الأماكن الحارة ما قد يتسبب بانفجارها وإتلاف ما حولها، غلق المفتاح الرئيسي للغاز والمياه.، إحكام إغلاق النوافذ والأبواب بشكل جيد، تشغيل بعض المصابيح الداخلية والخارجية، تزويد المنزل بأجهزة الإنذار من السرقة، إقفال الخزائن التي تحتوي على أغراض ثمينة، إلى جانب ضرورة تحريز وحماية المقتنيات الثمينة والشخصية والمبالغ النقدية بطرق آمنة، وعدم تركها في مكان مكشوف، ويفضل إيداعها في أماكن آمنة أو في أحد المصارف.
كما يفضل وجود شخص موثوق به من الأهل أو الجيران يقوم بتفقد المنزل للتأكد من سلامته من حين إلى آخر، وأن يأخذ أي أوراق أو إعلانات من أمام المنزل أو من صندوق البريد حتى لا تشير بأن المنزل فارغ.
نتمنى للحجاج حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسيعاً مشكوراً والعودة إلى أهليهم سالمين غانمين، وللجميع عيداً سعيداً آمناً، وللمسافرين إجازة سعيدة والعودة إلى أرض الوطن بحفظ الله ورعايته، وكل عام وأنتم بخير..