تمثل عمليات البيع الواسعة للنساء والأطفال الذين يختطفهم «داعش» واحدة من أهم مصادر التمويل للتنظيم، فضلاً عن أنه يتمكن بفضل هذه التجارة من إغراء واستقطاب مزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم ممن يتم تأمين نساء لهم كــ»سبايا وعبيد» فور وصولهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.
ويدور الحديث منذ أسابيع عن عمليات اختطاف واسعة لنساء من الطائفة الإيزيدية في شمال العراق، ومن المسيحيين، حيث يتم اختطافهن وإخفاؤهن بعد ذلك، إلا أن جريدة «تايمز» البريطانية كشفت لأول مرة عن سوق لتجارة البشر قام «داعش» بتأسيسه في منطقة القدس بمدينة الموصل العراقية، حيث يتم فيه تداول النساء والأطفال، مقابل مبالغ مالية تمثل أحد مصادر الدخل والتمويل لمقاتلي «داعش».
وبحسب الصحيفة فإن سوقاً لتجارة البشر موجود في مدينة الرقة أيضاً وليس فقط في الموصل، وفي كليهما يتم بيع النساء والأطفال من الطائفتين الإيزيدية والمسيحية، إلا أن المفاجأة التي تفجرها جريدة «تايمز» البريطانية هي أن ثمن الطفل الواحد يصل إلى 10 دولارات فقط. وبواسطة النساء والأطفال يتم إغراء المزيد من الشباب في مختلف أنحاء العالم من أجل الانضمام إلى «داعش»، حيث يتم منحهم نساء وأطفالاً عند وصولهم مقابل مبالغ مالية متواضعة، وهو ما يمثل عامل دعم إضافي للتنظيم الذي يسيطر حالياً على مناطق في العراق وسوريا.
وبحسب تقرير تعده الأمم المتحدة، فإن نساءً تم اختطافهن من قبل «داعش» في أواخر أغسطس الماضي تمكن من الاتصال بمحققين أمميين وأبلغنهم بأنهن تعرضن لانتهاكات جنسية.
وتقول الأمم المتحدة إنه في الثالث من أغسطس الماضي اختف مسلحون من «داعش» 500 سيدة من إحدى القرى التي يعيش فيها أفراد من الطائفة الإيزيدية في شمال غرب العراق، وبعدها بيومين تم اختطاف 150 من النساء المسيحيات العراقيات اللواتي تم نقلهن إلى مقاتلي «داعش» في مدينة الرقة السورية لاستعبادهن هناك.
وتقول التقديرات إن تنظيم «داعش» هو الأغنى في العالم في الوقت الراهن، حيث ينتج ويبيع كميات كبيرة من النفط يومياً، وذلك بفضل المصافي والحقول التي تمكن من السيطرة عليها، كما أن مقاتلي التنظيم تمكنوا من نهب مئات الملايين من الدولارات من فرع البنك المركزي العراقي بمدينة الموصل، عندما دخلوها وسيطروا عليها قبل شهور.
وبفضل المنشآت النفطية والمصارف التي تمكن «داعش» من السيطرة عليها فإنه تمكن من بناء اقتصاد متكامل، لكن كافة أعمال التجارة التي يمارسها ليست مشروعة، وليس فقط تجارة البشر، حيث إنه يقوم ببيع النفط لعصابات تهريب غالباً ما تكون في تركيا وتقوم بشرائه بأسعار أقل بكثير من السعر العالمي، لتقوم بإعادة بيعه في السوق السوداء بالدول المجاورة.