اعتذرت الولايات المتحدة الأمريكية من دولة الإمارات العربية المتحدة أمس عن «أي إيحاءات» فهمت من تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بأن تكون الإمارات دعمت نمو بعض التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وقدم بايدن اعتذاره، في اتصال هاتفي مع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي أمس، إذ قال إن «الولايات المتحدة تقدر دور دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخي في مكافحة التطرف والإرهاب وموقعها المتقدم في هذا الشأن»، مشيداً بـ»تعاون دولة الإمارات الوثيق مع المجتمع الدولي في دعم أسس الاستقرار والأمان في المنطقة».
وكان نائب الرئيس الأمريكي قال في خطاب حول سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في جامعة هارفرد الخميس، نقلت صحيفة تركية مضمونه أن «مشكلتنا الكبرى كانت حلفاؤنا في المنطقة(..) الأتراك أصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والمقيمون في الإمارات العربية المتحدة وغيرها، لكن همهم الوحيد كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد(..) وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل الذين يقبلون بمقاتلة الأسد». وأكد الجانبان الإماراتي والأمريكي، خلال المحادثة الهاتفية، «الرؤية المشتركة للبلدين فيما يتعلق بمحاربة والتصدي للتنظيمات الإرهابية وأفكارها المتشددة والمنحرفة الأمر الذي يستدعي جهداً إقليمياً ودولياً لمكافحتها ومحاصرتها واجتثاثها وتجفيف منابع تمويلها».
وشددا على «أهمية التعاون الدولي وبذل كافة الجهود التي من شأنها أن تضع حداً لهذه التنظيمات وممارساتها الإرهابية وفي مقدمة هذا التعاون التحالف الدولي الحالي الذي يقوم بالتصدي لها وإفشال أهدافها في بث الفوضى في المنطقة».
وجاء اتصال بادين بعد أن عبرت الإمارات العربية المتحدة عن استغرابها لتصريحاته بشأن دعم دول متحالفة مع الولايات المتحدة للجهاديين وطالبت بتوضيح رسمي لهذه التصريحات. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان بثته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش «أبدى استغرابه من هذه التصريحات وأشار إلى بعدها عن الحقيقة خاصة فيما يتعلق بدور الإمارات في التصدي للتطرف والإرهاب».
وأضاف أن «التصريحات المشار إليها تتجاهل الخطوات والإجراءات الفاعلة التي اتخذتها الإمارات ومواقفها التاريخية السابقة والمعلنة في ملف تمويل الإرهاب وذلك ضمن موقف سياسي أشمل في التصدي لهذه الآفة». وطالب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «بتوضيح رسمي لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي التي خلقت انطباعات سلبية وغير حقيقية حول دور الإمارات وسجلها خاصة في هذه الفترة التي تشهد دعماً إماراتياً سياسياً وعملياً لجهود التصدي لتنظيم داعش بشكل خاص ومكافحة الإرهاب بشكل عام». وأكد أن «توجه الإمارات ضد الإرهاب يمثل التزاماً وطنياً رائداً يدرك خطر التطرف والإرهاب على المنطقة وأبنائها». وبعد رد عنيف من رجب طيب أردوغان على هذه التصريحات التي نشرتها صحيفة تركية، أعلن مكتب بايدن أن نائب الرئيس الأمريكي اتصل هاتفياً بالرئيس التركي ليقدم له اعتذاراً على هذا التصريح. وكان أردوغان رد بعنف في وقت سابق السبت على تصريح أدلى به بايدن واتهم فيه دولاً حليفة للولايات المتحدة، بينها تركيا، بتمويل وتسليح منظمات «إرهابية» في سوريا مثل تنظيم «داعش» المتطرف و»جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وقال مكتب بايدن في بيانه إنه خلال المكالمة الهاتفية بين نائب الرئيس الأمريكي وأردوغان «اعتذر نائب الرئيس على أي إيحاء بأن تكون تركيا أو حلفاء أو شركاء آخرون في المنطقة، قامت عمداً بدعم أو تسهيل نمو تنظيم الدولة الإسلامية أو متطرفين عنيفين آخرين في سوريا».