كتب ـ محرر الشؤون البرلمانية:
أكد سياسيون أن الركود الانتخابي في ثامنة المحرق «الحد» ينذر بمفاجآت وعاصفة متوقعة، مع وجود ثلاثة مترشحين نيابيين بالدائرة حتى الآن، وعدم إعلان جمعية الأصالة عن أسماء مترشحيها.
وقال السياسيون في تصريحات لـ»الوطن»، إن «الحد» تتميز بانفتاحها وتمسكها بعاداتها وتقاليدها في ذات الوقت، لافتين إلى أن الصورة لم تتضح بعد في الدائرة.
وأضافوا أن توجهات سكان المنطقة قابلة للتغير، وحظوظ المرأة لا يمكن التكهن بها، لافتين إلى وجود ثقل لتجمع الوحدة الوطنية في الانتخابات المقبلة في الدائرة، بعد أن كانت حكراً على جمعية الأصالة الإسلامية.
حظوظ المرأة متباينة
وقال رئيس جمعية التجمع الدستوري الوطني «جود» عبدالرحمن الباكر، إن أغلب دوائر المحرق هادئة ومحتكرة للجمعيات الإسلامية، المنبر الوطني الإسلامي أو «الأصالة».
وأرجع الباكر أسباب الركود الانتخابي في «الحد» رغم اقتراب موعد فتح باب الترشح، إلى طابع أهلها القبلي المتدين، مستبعداً فوز المرأة في هذه المنطقة بالذات، لأن حظوظها بالفوز ضعيفة في المحرق عموماً.
ووصف الباكر المجتمع المحرقي بـ»الذكوري» يغلب عليه طابع التدين، بعكس المجتمعات في المحافظات الأخرى، مشيراً إلى أن مجتمع بعض المناطق الشمالية يتميز بالانغلاق على مكون واحد.
واختلف معه في الرأي الدبلوماسي إبراهيم الماجد من أبناء مدينة الحد، والذي سبق له الترشح للانتخابات النيابية عام 2010، وقال «لم تتبلور ملامح المرشحين في الحد إلى الآن، والانتخابات عموماً تحمل المفاجآت».
وأضاف أن الحد مدينة منفتحة وتتقبل التغير، معتقداً أن وجود كيان كبير وله ثقله كتجمع الوحدة الوطنية من شأنه قلب موازين الدائرة في الانتخابات، وخصوصاً أن رئيس التجمع هو من سكنة المدنية وله ثقله وسمعته في المنطقة.
وحول اتساع رقعة المدينة وإشغالها من قبل سكان مناطق أخرى قال الماجد «الحد ترحب دائماً بساكنيها، وغالبية سكان المناطق الجديدة بالحد هم من أبناء الحد أنفسهم، ولهم امتدادات مع الحد القديمة، والقليل فقط لا توجد لهم صلة قرابة بالسكان الأصليين، لذا فالحظوظ الأوفر لأبناء الحد».
وتوقع الماجد أن يكون للمرأة حظوظ وافرة في المنافسة الانتخابية المرتقبة، لافتاً إلى أن المرأة ستنافس بقوة وهناك وعي كبير من قبل سكان المنطقة بأهمية وجود المرأة في الساحة السياسية والخدمية، خصوصاً بعد نجاح النساء الموجودات حالياً في مناصب صنع القرار الخدمي أو السياسي.
فرصة أبناء الدائرة
من جهته قال عضو المكتب السياسي بتجمع الوحدة الوطنية عبدالحكيم الصبحي، إن ثامنة المحرق يلاحظ فيها ركود وهدوء يسبق العاصفة، واعتبرها من الدوائر المميزة في المحرق.
وأكد أن الحد تتميز بخصائص غريبة ومميزة، حيث إنها مدينة منفتحة وتقليدية بذات الوقت، ورغم اتساع رقعتها إلا أن المرشح الأوفر حظاً في الحد هو من أبناء الحد الأصليين.
وبين الصبحي أن جمعية الأصالة الإسلامية احتكرت الدائرة على مدى 3 فصول تشريعية سابقة، ومن المتوقع أن تدعم الأصالة النائب الحالي للمنطقة سمير خادم.
وكشف عن أنباء تتحدث عن ترشح صلاح الجودر في الحد، وهو أحد سكان مدينة الحد الجدد، لافتاً إلى أن حظوظ الخادم أوفر، لما يتمتع به من شعبية في الحد، وباعتباره سليل عائلة عريقة بالدائرة.
وقال النائب السابق عبدالعزيز الموسى، إن الحد مفتوحة على كل الاحتمالات، ومسألة التنبؤ بالفائز عن الدائرة في الانتخابات المرتقبة، ينطبق على قواعد التنبؤ في الدوائر الأخرى المفتوحة أمام كل المترشحين على اختلاف انتماءاتهم وتياراتهم.
وأضاف الموسى أنه طالما لم يفتح باب الترشح رسمياً، فالوقت مبكر عمن سيفوز بالانتخابات، خاصة إذا حللنا واقع الدائرة وفق نتائج انتخابات 2010 وما سبقها من تكهنات، وغصنا في إنجازات كل نائب وما نفذ من وعوده وبرنامجه الانتخابي.
وأكد أن نتائج استبيانات لآراء الناخبين نشرتها بعض الصحف المحلية، انتقدت غالبيتها أداء النواب ووصفوه بـ»المخيب للآمال»، ما يعطي مؤشرات لتوجهات الناخب بالدورة التشريعية الحالية.
وأردف «في هذا المناخ الملبد بالغيوم، من المتعذر تحديد من سيكون له الغلبة في الدائرة، قبل معرفة كافة المترشحين، وقدرتهم على إقناع الناخب، لأن البرنامج الانتخابي لم يعد كافياً وحده لاجتذاب أصوات الناخبين». وألمح الموسى إلى أن المترشحين في دائرة الحد لن يفوزوا من الجولة الأولى حال الكثير من الدوائر المفتوحة، لافتاً إلى أن احتمالات فوز المرأة بالحد يخضع لعلاقاتها الوطيدة بالمجتمع الحدي، ومدى ما قدمته من خدمات بالدائرة.
وقال إن مجتمع الحد تقليدي محافظ، داعياً المترشحات لإطلاق العنان لمهاراتها في الإقناع والإصرار على تحقيق الفوز والتغلب أولاً على منافسيها بالحجة والمنطق ورصيد العلاقات الاجتماعية.