رفع مقاتلو تنظيم «داعش» راياتهم على مبنى يقع شرقي مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا أمس (الإثنين) بعد معركة استمرت ثلاثة أسابيع، غير أن المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة أكدوا أن المقاتلين المتشددين لم يدخلوا وسط المدينة بعد.
وأمكن رؤية الراية السوداء لـ«داعش» عبر الحدود التركية أعلى مبنى مؤلف من أربعة طوابق على مقربة من موقع شهد أعنف الاشتباكات في الأيام الماضية.
وشن التنظيم معركة للاستيلاء على المدينة ذات الأغلبية الكردية بعد السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق في الأشهر الأخيرة.
وأخفقت الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات التحالف في وقف تقدم الإسلاميين الذين حاصروا المدينة من ثلاثة جوانب وقصفوها بالمدفعية الثقيلة.
وأكدت مصادر محلية داخل كوباني أن التنظيم رفع رايته، لكنها أشارت إلى أن المقاتلين الأكراد صدوا تقدمه حتى الآن.
وأمطرت «داعش» الأحياء السكنية في كوباني بقذائف المورتر، كما أصابت قذائف الأراضي التركية عن طريق الخطأ في الأيام الأخيرة، غير أن مناشدات الأكراد للمساعدة لم تلق آذاناً صاغية حتى الآن رغم وجود دبابات تركية على الحدود على مرمى البصر من البلدة.
وخاضت «داعش» معارك شرسة في مطلع الأسبوع من أجل السيطرة على مستانور؛ وهو تل استراتيجي يطل على كوباني. ويبين تسجيل فيديو بثه التنظيم الأحد مقاتليه وهم يسيطرون على هوائيات إذاعة عند القمة، لكن لم يتسن التأكد من مصادر مستقلة، وقال أسكين إن القتال من أجل السيطرة على أراض مرتفعة مستمر.
وحتى وقت قريب لم تصل الحرب الأهلية التي انتشرت في معظم سوريا إلى البلدة، بل إنها وفرت ملاذاً آمناً للاجئين من القتال في كل مكان، حيث اختار الرئيس السوري بشار الأسد السماح للسكان الأكراد بالحصول على حكم ذاتي فعلي.
وقالت مصادر محلية وجماعة مراقبة إن مقاتلة كردية فضلت تفجير نفسها أمس الأول على أن تتعرض للأسر بأيدي «داعش» بعد أن نفدت ذخيرتها.
وتعالج المستشفيات التركية تدفقاً منتظماً من المقاتلين الأكراد الجرحى الذين يجري نقلهم عبر الحدود.
وقال شهود عيان فروا من كوباني إن النساء المسنات تقدم لهن قنابل لإلقائها والشابات اللائي ليست لديهن خبرة في القتال يجري تسليحهن وإرسالهن إلى المعركة.
وتعهد المدافعون عن كوباني بعدم التخلي عن البلدة مما أثار مخاوف من وقوع مذبحة إذا اقتحمها مقاتلو «داعش». وقال عصمت الشيخ رئيس هيئة الدفاع في كوباني «إذا دخلوا كوباني ستكون مقبرة لنا ولهم ولن نسمح لهم بالدخول ونحن أحياء». وأضاف «إما أن ننتصر أو نموت. سنقاوم حتى النهاية».
وأكد سياسيون أكراد أن صالح مسلم أحد رؤساء وحدات حماية الشعب اجتمع مع مسؤولين أتراك ليحثهم على السماح بدخول أسلحة إلى كوباني من تركيا وإن كانت لم تتوفر تفاصيل أخرى.