حاوره – مازن أنور:
لم يكن اختياره للعودة إلى صفوف المنتخب الوطني بعد غياب دام أكثر من 8 سنوات أمر مفاجئ للشارع والإعلام الرياضي البحريني المتابع، بل كان نظير اجتهادت وتألقه مع فريقه بشكل ملحوظ وواضح، وعلى الرغم من تقدمه في العمر إلا أنه حافظ على رشاقته وأسلوبه في حماية عرين المرمى بطريقته ومهارته الخاصة،


الحارس الدولي وحارس فريق الرفاع الشرقي الأول لكرة القدم علي سعيد حصل على تذكرة العودة مجدداً لصفوف الأحمر نتيجة الأداء الذي قدمه مع الشرقاوية في الجولات الأربع من الدوري المحلي.
الحارس المطاطي هو اللقب الأشهر للحارس علي سعيد في مسيرته الكروية، الحارس المطاطي تحدث في حوار مطول لــ«الوطن الرياضي» حول اختياره مجدداً لتمثيل المنتخب، فكان حديثه ممزوجاً بدموع الفرح ورغبة التحدي وتأكيد الذات وسط تقدم العمر، علي سعيد سجل آخر ظهور مع المنتخب الوطني في عام 2008 عندما شارك المنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا والتي أقيمت في أربع دول حينها وهي أندونيسيا وفيتنام وتايلند وماليزيا ويومها غادر المنتخب الوطني من الدور الأول على يد المنتخب السعودي في مجموعة ضمت كذلك صاحب الأرض والجمهور المنتخب الأندونيسي والمنتخب الكوري الجنوبي.
أول سؤال وجهته إلى الحارس علي سعيد كان متعلقاً بشعوره بعد درايته بخبر استدعائه للمنتخب مجدداً بعد 8 سنوات وقال علي «شعوري حقيقةً كان غريباً فكنت سعيد جداً، الخبر أثلج صدري وحتى دموعي دموع الفرح نزلت لأن تمثيل المنتخب شرف لكل لاعب وخصوصاً بعد غيابي لفترة من 2008 لغاية 2014 فهذا الأمر ليس بالأمر السهل على الإطلاق فهي فترة طويلة».
وعدنا لنسأله ما إذا كان يتطلع لأن يكون الحارس الأول للمنتخب البحريني في بين ثلاثة حراس آخرين يفوقهم خبرة وهم السيد محمد جعفر وحمد الدوسري وأشرف وحيد فقال «لا يوجد حارس أو لاعب لا يتطلع إلى أن يكون الحارس الأول لمنتخب بلاده، ولكن الحديث عن ذلك يعتمد على الاجتهاد ولكل مجتهد نصيب وستكون المنافسة قوية بين الحراس الأربعة لاسيما وأن الموجودين حالياً هم أفضل حراس في الملاعب البحرينية».
وأضاف علي سعيد قائلاً: «وجود أفضل الحراس في المنتخب سيعطيني قوة وإصراراً وطموحاً للوصول للهدف المنشود ووجود هؤلاء سيعطي المركز أكثر روح وحماس للتنافس الشريف بيننا وبالطبع سيعود ذلك بالنفع على المنتخب الوطني».

سر التألق
«الوطن الرياضي» وجه سؤالاً هو سر التألق في الموسم الحالي والماضي.. علي سعيد يُجيب «سر تألقي في الموسم اعتقد مرتبط بروح الإصرار للوصول للهدف الذي وضعته نصب عيني وهو تقديم موسم استثنائي مع الرفاع الشرقي والبروز كقائد للفريق في قيادته لإنجازات جديدة بعد التي تحققت في الموسم الماضي، وبالفعل وفقنا في أول ظهور هذا الموسم بالظفر بكأس السوبر، وانتقل التركيز للبحث عن إنجازات أخرى كالمحافظة على كأس جلالة الملك والمنافسة على لقب الدوري وهو حق مشروع وأخيراً الظهور المُشرف على المستوى الخارجي مع الفريق في البطولة الخليجية»، وأضاف «بالتأكيد هنالك أسباب خفية وراء تألقي مع الرفاع الشرقي فهنالك أشخاص كثيرون قدموا الدعم لا أستطيع أن أحصيهم جميعاً وأذكرهم بالاسم فهؤلاء لهم كل التقدير والاحترام وأحمل لهم معزة خاصة في قلبي على تشجيعهم الدائم لي».

الحديث عن الثقة
كيف ستستطيع الظفر بثقة الجهاز الفني للمنتخب الوطني .. يجيب علي سعيد قائلاً «كل لاعب حينما يتم اختياره للمنتخب يبذل كل ما في وسعه للظهور بالمستوى منه، أنا عن نفسي سأعطي كل ما عندي لأثبت صحة اختياري للمنتخب ولأؤكد للجهاز الفني بأن اختيارهم كان صائباً، لدي ثقة أن أظفر بثقة الجهاز الفني وحسن ظنهم في اختياري مجدداً للأحمر، وأتوجه بالشكر للجهاز الفني ومدرب حراس المنتخب على منحي هذه الفرصة وهذه الثقة فلولا قناعاتهم ومشاهدتهم لمستواي لما تم الاختيار فكل الشكر لهم عل هذة الثقة، وهنا أشيد بعملهم لأن اختيار حارس سبق له تمثيل المنتخب ويغيب للعام الثامن على التوالي عن المنتخب هي بادرة تستحق الشكر، وهذا يؤكد مما لا يدع مجال للشك بأن الجهاز الفني للأحمر اعتمد على المستويات في اختياره لعناصر المنتخب وهذا قرار شجاع وأمر مُحفز لبقية لاعبين الأندية من أجل بذل مجهود مضاعف للحصول على ثقة الجهاز الفني وتمثيل الأحمر مستقبلاً».
«الوطن الرياضي» تسأل عما إذا كان علي سعيد متخوفاً من العودة لحماية عرين المنتخب في ظل تقدن العمر والسن نسبياً .. علي سعيد يقول «لست متخوفاً طالما أنا كلاعب أملك ثقة بنفس وبإمكانياتي وقدراتي، جميع هذه الأمور تمنحني دوافع إيجابية لتقديم الأفضل مع المنتخب، مستواي مع الرفاع الشرقي وعامل الخبرة والعمل الجاد عندما يجتمعون فلا خوف لدي بحماية عرين الأحمر.

حديث الأمل والذكريات
عاد الحوار ليطرق باب الذكريات لمنتخب 2004 والذي كان علي سعيد حارسه الأساسي وتحديداً في نهائيات كأس آسيا بالصين وحينها وصل الأحمر إلى الدور نصف النهائي وغادر البطولة على يد المنتخب الياباني .. «الوطن الرياضي» تشأل علي سعيد حول إمكانية مشاهدة منتخب بحريني كمنتخب 2004 قادر على مقارعة منتخبات القارة الآسيوية .. عل سعيد يُجيب «نعم أنها ذكريات جميلة ومنتخب قوي ومميز وأعتقد البحرين قادرة على إنجاب منتخب كالذي ظهر بالصين، نمتلك المواهب والخامات وهنالك حالياً على مستوى عال من المهارة والفكر الكروي ولكن ما ينقصهم هو الاحتكاك فقط بخوض مباريات دولية كثيرة وبالتالي خلق الانسجام داخل وخارج المستطيل الأخضر وهذا الأمر سيساعد على صناعة منتخب مشابه لمنتخب 2004»، وأضاف «كل العوامل السابقة تحتاج إلى استقرار فني وإداري لأن الاستقرار يخلق النجاح وأتمنى أن تكون هذه المرحلة للمنتخب البحريني هي مرحلة استقرار بعد التغييرات الكثيرة التي شهدها المنتخب في السنوات الأربع الأخيرة».

شارة القيادة وكأس الخليج
«الوطن الرياضي».. كأس الخليج على الأبواب .. محاولة جديدة للأحمر البحريني .. هل تعتقد بأننا قادرون على كسر النحس الذي لازمنا لأكثر من 40 سنة.. علي سعيد يُجيب «هنالك رغبة كبيرة لدى الشارع والإعلام الرياضي البحريني بتحقيق هذا اللقب ويجب أن يعرف الجميع بأن هذه الرغبة موجودة لدى لاعبي المنتخب في كل مشاركة بكأس الخليج، فلا يوجد أي لاعب في العالم لا يتمنى تحقيق البطولات، ويجب أن يعلم الجميع بأن المنتخب البحريني يجتهد لكأس الخليج وهنالك سبعة منتخبات تجتهد كذلك وفي النهاية سيكون البطل واحد.. عوامل تحقيق البطولة كثيرة ومنها التوفيق والاستقرار والصفوف المكتملة وغيرها ويجب أن تجتمعجميعها في البطولة، وبالتالي سيكون نصيب منتخب واحد في هذا الأمر، ولكن ذلك لا يعني هروباً من المسؤولية بل تأكيد على أن البطولة بحاجة لجهود مضاعفة أتمنى أن تتواجد لدينا هذه المرة وأن نحقق لقب طال انتظاره للبحرين». «الوطن الرياضي» تعود للسؤال.. وهل تتمنى لو تكون حارساً للأحمر في خليجي 22 بشارة القيادة .. علي سعيد يبتسم ويُجيب «أعتقد لا يوجد لاعب في العالم لايريد ان يكون قائداً لمنتخب بلاده، في أي بطولة مهمة كبطولة الخليج بالنسبة لنا».

حديث الختام
«الوطن الرياضي» تختتم لقاء علي سعيد بسؤال أخير يتعلق بموعد اعتزاله لكرة القدم .. وعلي سعيد يقول «لم أحدد بعد هذه النقطة ولله الحمد أنا أشعر بأنني ما زلت قادراً على العطاء وهذا ما أثبته المنتخب معي، ولله الحمد أنا اعيش أيام جميلة كلاعب مع فريق الرفاع الشرقي في ظل الدعم اللامحدود من إدارة النادي وجماهيره والجهازان الفني والاداري ولهم دين علي أتمنى أن أوفي به».