قال الباحث الأكاديمي علاء حبيب إن كراهية الفرس للعرب قديمة ومتجذرة وتتجسد في أدبياتهم ومناهجهم التعليمية، إن كاهنوا عرباً سنة أو شيعة، مشيراً إلى أن الإيرانيين خدعوا وخذلوا شيعة الخليج العربي بعد ثورة الخميني.
وأشار علاء حبيب، في دراسة تحت عنوان «كراهية الفرس للعرب.. عرب الأهواز (سنة – شيعة) في إيران – تاريخ من الاضطهاد» تنشرها «الوطن»، إلى أن كراهية الفرس وانتقاصهم من مكانة العرب تظهر من خلال المناهج التعليمية سواء القديمة منها أو المعاصرة، حيث امتلأت كتب التربية والجغرافية والتاريخ بمئات الأمثلة التي تسيئ إلى العرب من أجل تنشئة الأجيال الفارسية على كره العرب ومعاداتهم.
وأوضح أن الأدب الفارسي شعراً ونثراً قبل الإسلام وبعده ينضح بكراهية العرب ويتشرب ذلك ناشئتهم، وأكبر ملحمة شعرية في الأدب الفارسي هي ملحمة (الشاهنامة) كتبها في القرن الرابع الهجري أبو قاسم الفردوسي في ستين ألف بيت، والفردوسي من قادة الحركة الشعوبية، والعجيب أنه مسلم، لكن عصبيته غلبت دينه حين امتدح كسرى بقتله الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه -وذم فيها العرب ذماً شديداً.
وذكر أن في إيران ستة ملايين عربي أكثرهم من الشيعة يذيقهم النظام الإيراني شتى أنواع العذاب، ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وأضاف أن النظام الفارسي قام بتهجير الكثير من العرب في مناطق الأهواز العربية إلى ديار الفرس لطمس هويتهم العربية وتهجير الكثير من الفرس إلى الأهواز ليغير التركيبة السكانية العربية، كما أن الحكومة الإيرانية صادرت أراضي الفلاحين الأهوازيين لتؤسس فيها شركات للفرس المهاجرين وذلك تحت التهديد سواء بالسجن أو القتل.
وفيما يلي نص الدراسة:
الحقيقة التي لم تتغير إلى الآن ومنذ أن فتح المسلمون بلاد فارس في عهد الخليفة الراشد (الفاروق) عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه هي كره الفرس للعرب، ولكن الطامة الكبرى أن نرى البعض يقابل هذا التحقير بالإعجاب الشديد الذي يصل في بعض الأحيان إلى مراتب عالية تثير الدهشة. إن الحقد الفارسي لا يقتصر على العرب السنة وحدهم بل يشمل الشيعة العرب معهم، فهم عرب قبل أن يكونوا شيعة وعليه يوجب إظهار العداء لهم.
وبالرغم من أنه لا يختلف اثنان من المسلمين على أن الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه، والملقب بالفاروق لعدله، أحد العشرة المبشرين بالجنة، فإن إيران تخلو من اسم (عمر) أو (خالد: سيف الله المسلول) وذلك لارتباطهما بإنهاء الإمبراطورية الفارسية، وليس ذلك فحسب، بل إن قاتل عمر ابن الخطاب (أبو لؤلؤة المجوسي) له مقام ومزار في وسط طهران وشارع باسمه وساحة باسمه.
أسباب العداء الفارسي للعرب:
يشعر الفرس بالنقص إزاء المستوى الحضاري العظيم للأمة العربية، فالفرس عندما استقروا في الهضبة الإيرانية وجدوا العراق موطن الحضارة الإنسانية والإبداع الإنساني، بينما لم يتمكنوا هم عبر تاريخهم من تقديم إسهام حضاري مماثل، وكان كل الذي فعلوه أنهم نقلوا إنتاج حضارة وادي الرافدين إلى فارس، لذلك فقد أخذوا موقعهم كمتلقين للحضارة لا صانعين لها. فالديانة (الزرادشتية) لم تكن فارسية، وإنما أخذوها من (الميديين)، ولم يجدوا ما يكتبون به كلامهم إلا الكتابة المسمارية العراقية والآرامية العربية... وكان الإسلام الذي جاء به العرب عاملاً إضافياً لجعلهم يكرهون العرب. فبعد أن كانوا يسخرون من العرب أصبحوا جزءاً من الحضارة العربية الإسلامية ، فما انفكوا يحلمون بإعادة أمجاد ساسان.
ظهور الحركة الشعوبية:
ظهرت بوادر الحركة الشعوبية في عصر دولة بني أمية الذين أقاموا دولتهم على أساس العنصر العربي، إلا أن الحركة الشعوبية ظهرت للعيان في بدايات العصر العباسي حيث تم الاعتماد على العنصر الفارسي وإقصاء العناصر العربية، ويقول عنها القرطبي بأنها حركة تبغض العرب وتفضل العجم، كما قال عنها الزمخشري إنها حركة من يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم، في حين تعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة.
تنشئة الأجيال الفارسية على كره العرب:
تظهر كراهية الفرس وانتقاصهم من مكانة العرب من خلال المناهج التعليمية سواء القديمة منها أو المعاصرة، حيث امتلأت كتب التربية والجغرافية والتاريخ بمئات الأمثلة التي تسيئ إلى العرب من أجل تنشئة الأجيال الفارسية على كره العرب ومعاداتهم. ويؤكد الباحثون في الشأن الفارسي أن كتاب الاجتماعيات للصف الخامس الابتدائي قبل سنوات تضمن الكثير من الإساءات إلى العرب، وجاء فيه أن الحركات التي ظهرت في إيران في العصر الإسلامي كانت تهدف جميعها إلى تحرير الإيرانيين من العرب، وأن أبا مسلم الخراساني صمم على أن يضع نهاية للخليفة العباسي ويريح الإيرانيين بصورة قطعية من سيطرة العرب.
وفي المرحلة الإعدادية ورد في كتاب التاريخ للسنة الأولى أن العرب استطاعوا في فترة قصيرة أن يقضوا على القوى العظيمة الإيرانية والرومية في إشارة إلى معارك القادسية وجلولاء ونهاوند.
إن تعليم الناشئة مثل هذه الأمور من شأنه تسميم أفاكرهم، فخطورة البكاء على دولة مجوسية يكمن في خلق ازدواجية قائمة على تمجيد دولة فارسية قديمة وعصر مجوسي، في وقت يعرف فيه الناشئة أنهم مسلمون وأن المعارك المذكورة هي أمجاد إسلامية تحررت فيها شعوب إيران من الظلم والاستغلال وعبادة النار.
إن موقف الفرس من العرب شعباً وتاريخاً ومقومات ثابت وقديم وتجسد أيضاً في أدبياتهم فالشاهنامة عمل أدبي فارسي قديم ينشر العداء للعرب والمسلمين بشكل واضح.
كراهية العرب في الأدبيات الفارسية القديمة:
ينضح الأدب الفارسي شعراً ونثراً قبل الإسلام وبعده بكراهية العرب ويتشرب ذلك ناشئتهم، وأكبر ملحمة شعرية في الأدب الفارسي هي ملحمة (الشاهنامة) كتبها في القرن الرابع الهجري أبو قاسم الفردوسي في ستين ألف بيت، والفردوسي من قادة الحركة الشعوبية، والعجيب أنه مسلم، لكن عصبيته غلبت دينه حين امتدح كسرى بقتله الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه -وذم فيها العرب ذماً شديداً.
في حين أن مواطنه ناصر خسرو يصف العرب في السفرنامة من بعده بستة قرون قائلاً «العرب جهلة» في إشارة إلى عدم اعترافه بالعلوم الدينية والدنيوية التي جاءت من بلاد العرب.
كراهية العرب في الأدبيات الفارسية المعاصرة:
لم يتغير الحال في الأدبيات الفارسية المعاصرة عما كانت عليه قديماً، فقبل ثلاثة أعوام تقريباً أحيا الشاعر مصطفى بادكوبه أمسية شعرية في المركز الثقافي في مدينة همدان ونقلتها وسائل الإعلام الإيرانية المختلفة، خاطب فيها الذات الإلهية المقدسة بقوله «خذني إلى أسفل السافلين يا إله العرب، شريطة أن لا أجد عربياً واحداً فيها، فأنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأنني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية منك للعرب فقط».
وكان سبب هذه الغضبة الساسانية أن الشاعر سمع متحدثاً يقول: إن العربية لغة أهل الجنة. ولأن الشاعر يكره العرب، توجه باحتجاجه إلى الله عز في علاه، واصفاً إياه بإله العرب، ودعاه أن يأخذه إلى أسفل سافلين، وشرطه الوحيد أن لا يجد عربياً هناك.
وقال بادكوبة كل هذا عن العرب، وفي إيران ستة ملايين عربي أكثرهم من الشيعة يذيقهم النظام الإيراني شتى أنواع العذاب، ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
خداع وخذلان الإيرانيين لشيعة الخليج العربي بعد ثورة الخميني:
- أسرة عباس المهري الكويتية نموذج:
عندما قامت ثورة الخميني عام 1979م انخدع كثير من الكويتيين بالشعارات الرنانة للثورة وتحولوا إلى دعاة لها ما حذا بالسلطات الكويتية إلى سحب جنسيات أسر وطردهم من الكويت وكان من بينهم أسرة عباس المهري، والذي حصلت أسرته على عفو أميري بعد حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي.
وروى أحد أبناء عباس المهري لوسائل الإعلام أنهم عاشوا عشرة سنوات من الذل والهوان وأنه لولا زكاة الخمس التي كانت تصلهم من شيعة الكويت لما استطاعوا البقاء أحياء طيلة تلك الفترة.
ويضيف الابن أن والده الذي توفي في إيران كان قد تقدم بطلب الحصول على جواز سفر إلى الإيرانيين من أجل أداء فريضة العمرة إلا أنهم رفضوا وقالوا له «أنت لاجئ سياسي عندنا، يكفيك هذا الأمر، عن أي جواز تتحدث؟ لا تحلم بهذا على الإطلاق»، ويقول الابن إنهم قد عرفوا حينها أنهم باعوا وطنهم الغالي (الكويت) بالأرخص.
التشيع العربي والتشيع الفارسي:
جاء في كتاب الباحث العراقي نبيل الحيدري الذي يحمل عنوان «التشيع العربي والتشيع الفارسي» الصادر حديثاً في 2014عن دار الحكمة بلندن أن الفرس قد أدخلوا الكثير من الانحرافات الفكرية والإشكالات العقائدية والبدع والطقوس في المذهب الشيعي عبر التاريخ، لاسيما الفرس الذين تشيعوا في الكوفة فهم يحملون تراثاً في تقديس الملوك ووضع ألقاب الإله عليهم وبعد أن تبنوا التشيع نقلوا ثقافتهم معهم، وأدخلوا تلك الهالة، أي أخذوا صفات التقديس لملوكهم وأدخلوها في التشيع.
ويؤكد الباحث أنه بعد أن حلت الدولة الصفوية (1501– 1736م)، توسع دورها بشكل كبير في انحراف التشيع العربي وتأسيس التشيع الفارسي، لاسيما في زمن سطوتها إبان عهد الشاه إسماعيل حيدر الصفوي (1478– 1524م)، الذي جمع بين السلطتين الدينية والدنيوية، وقد أحاط به العديد من وعاظ السلاطين، من أمثال المجلسي صاحب البحار، الذين أسهموا في إلغاء الآخر المختلف، وفي تحويل إيران إلى التشيع الفارسي باتخاذ الأساليب القهرية المبنية على مفاهيم خاطئة، لا تخلو من البغضاء والأحقاد والتكفير والسباب.
عرب الأهواز «سنة – شيعة»
في إيران – تاريخ من الاضطهاد:
ظل إقليم الأهواز تحت حكم الخلافة الإسلامية منذ هزيمة الفرس في القادسية وظلت تتبع ولاية البصرة إلى أيام الغزو المغولي، ثم أصبحت تتبع الدولة المشعشعية العربية ذات السيادة ثم أصبحت تتبع الدولة الكعبية عام (1136هـ-1724م) – (1343هـ -1925م).
- الأمير خزعل الكعبي آخر أمراء بني كعب في الأهواز:
في عام 1316 للهجرة (1898 للميلاد) تولى الشيخ خزعل -آخر أمراء بني كعب في الأهواز-الحكم واهتم بالعمران والتطوير على كافة الأصعدة، حيث عرف عنه حب العلم والمعرفة والشعر والأدب. ووصفه الأديب اللبناني الراحل أمين الريحاني بـ «فيلسوف الأمراء»، وارتبط بحكام المنطقة وخاصة حاكم الكويت الشيخ مبارك آل صباح بعلاقات طيبة.
وكانت حينها الدولة الكعبية أقوى دولة في المنطقة، وكان الشيخ خزعل مرشحاً لعرش العراق، ولكن السياسة الاستعمارية رأت أن تقوي الدولة الفارسية لتكون حاجزاً بينها وبين روسيا، وفي عام 1925م‏ تحالف شاه إيران ‏مع الاحتلال البريطاني‏، ‏واختطف الإنجليز الأمير خزعل الكعبي أميرعربستان وسلموه للإيرانيين‏، ‏الذين أعدموه وفرضوا سيطرتهم على إقليم الأهواز وضمه إلى إيران‏.

== نضال العرب ضد رضاه شاه:
بعد أن سيطر رضا شاه على الإقليم الذي تقع فيه الأهواز قام بتغير اسم الإقليم من عربستان (بلاد العرب بلغة العجم) إلى خوزستان وذلك ليعطيها طابعاً فارسياً، وتعرض بعدها عرب الأهواز إلى تمييز عنصري وعانت منطقتهم من الإهمال والتهميش طوال فترة حكم الأسرة البهلوية وقد استمر هذا الحال حتى يومنا هذا.
لم يهدأ عرب الأهواز بعد سيطرة الفرس على أراضيهم وقامت الثورات والانتفاضات تلوى الأخرى ضد المستعمر الفارسي، ولكنها قوبلت بالدبابات، وقد حرم العرب من ارتداء الزي الوطني وأُجبروا على ارتداء الزي الأوروبي والذي أطلق عليه آنذاك الزي البهلوي. كما خضعوا للتجنيد الإجباري وأُبعدوا عن المناصب العليا في الدولة ومنعوا من المشاركة في حكم بلادهم.
لقد كانت فترة حكم رضا شاه والتي استمرت عشرين عاماً 1921-1941 من أحلك الفترات ظلمة في تاريخ شعبنا العربي.
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن والحكومات الإيرانية المتعاقبة تمارس ضد أبناء هذه الأرض العربية أنواع وأشكال الاضطهادات منها عدم السماح لهم بالدراسة بلغتهم بالإضافة إلى محاولاتهم المستميتة لنزع الهوية العربية عن عربستان، وتجدر الإشارة هنا إلى أن محافظات الأهواز هي الفلاحية والمحمرة وعبادان والحويزة والخفاجية والبسيتين و-معشور والخلفية وتستر.
ويضم الأهواز نحو ‏85‏% من البترول والغاز الإيراني‏، و35% من المياه في إيران ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، وتعود أصول عرب الأهواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد.
‏كما تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط كما تجري هناك ‏3‏ أنهار كبيرة هي كارون والكرخة والجراحي وتتهم المعارضة العربية الأحوازية حكومة طهران بحرمان السكان العرب من هذه الخيرات الطبيعية، مما يجعل البعض يصف الشعب الأحوازي بأنه أفقر شعب يسكن أغنى الأرض خصوبة وخيرا‏ً.
نضال عرب الأهواز ضد إيران الخمينية:
لقد قام أبناء الأهواز بانتفاضات وثورات عديدة ضد الحكومات الإيرانية ليعيدوا السيادة إلى أراضيهم لكن الحكومات الفارسية قمعت الثورات وأعدمت قادتها وذلك منذ سقوط الإمارة وحتى الساعة.
ومن أبرز هذه الثورات هي ثورة مدينة المحمرة التي تقع على ضفاف شط العرب وقد استشهد المئات من أبنائها عام 1979م، وقد أحيا الأحوازيون هذا العام الذكرى الخامسة والثلاثين للثورة ومجزرة الأربعاء الأسود التي ارتكبها النظام الإيراني بحق العرب في عربستان.
ثم انتفاضة 15 نيسان لعام 2005 وانتفاضة الخامس عشر من نيسان عام 2011م وقد استشهد خلالهما العشرات وجرح المئات واعتقل الآلاف من أبناء هذه الأرض العربية وما زال الكثير منهم يرزح في الزنزانات الانفرادية ويمارس ضده أبشع أنواع التعذيب.
مجزرة المحمرة (الأربعاء الأسود) 05/29/ 1979م
انخدع الشعب الأحوازي كغيره من الشعوب بالتغيير الجذري الذي حدث في الخارطة الإيرانية حين مجيء نظام جديد يدعي أنه مناصر للشعوب المضطهدة والمهمشة خاصة أنه رفع شعارات رنانة، ولقد بنى عرب الأهواز آمالاً كبيرة عليه لاسترجاع حقوقهم المغتصبة وتحقيق العدالة الإنسانية التي كانت ضائعة في العهدين البهلويين.
دور عرب الأهواز في سقوط الشاه:
لعب الأهوازيون دوراً فاعلاً في سقوط الشاه وكانت لديهم آمال في استرداد حقوقهم المسلوبة وقاموا بعد التغيير في السلطة بتشكيل منظمات سياسية ومراكز ثقافية استعداداً لإيفاء النظام الجديد بوعوده لهم، علماً أن أبناء شعب الأهواز قاموا بدور مميز في الدعم والإسناد والحفاظ على كافة المؤسسات التابعة للدولة لمدة ستة أشهر من الثورة، ويقول الأستاذ الباحث محمود بشارى الكعبي الأهوازي الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأهواز أن الشعب العربي الأهوازي المناضل قد اكتشف بعد فترة وجيزة أن جميع وعود الخميني كاذبة وكلها خداع وتضليل خصوصاً بعد أن انفرد بالحكم.
- استخدام الخميني لعناصر من جهاز مخابرات الشاه (سافاك) لمواصلة إرهاب شعب الأهواز.
قام الخميني بتعيين عناصر من جهاز المخابرات في عصر الشاه والذي كان يطلق عليه (سافاك) وذلك من أجل الاستفادة من خبارتهم في إرهاب شعب الأهواز العربي ومن بين أولئك الرائد المدعو أحمد مدني الذي كان ضابطاً بالبحرية في مدينة المحمرة وتمت ترقيته إلى محافظ وهو العسكري الوحيد بين جميع المحافظين الذين تم تعيينهم بعد مجيء خميني إلى الحكم.
كما زج نظام الخميني في عدة مدن أحوازية من ضمنها (مدينة عبادان -مدينة المحمرة) بعدد من رجال الدين بالإضافة إلى مدنيين فرس لاختراق وحدة الصف العربي، ويقول أهل الأهواز أنهم في ليلة وضحاها أنكروا عشرتهم مع العرب وحسن ضيافتهم لهم.
بدأ نظام الخميني بتسليح المهاجرين من الفرس بشكل سري وزج بهم في أوساط الأهوازيين، وقام رجال الدين الفرس العنصريين بالإضافة إلى مسؤولين في النظام بعملية التحريض ضد السكان الأصليين (العرب)، تساندهم الصحافة الفارسية مستخدمة عبارات جارحة جداً ضد العرب، وهو الامر الذي دفعهم إلى الهجوم على مقار هذه المؤسسات وحرقها. وعلى الفور حضر رئيس الوزراء الفارسي بازركان إلى المحمرة والتقى الشيخ محمد طاهر الخاقاني للاعتذار على التصريحات الجارحة تلك.
وأثناء الزيارة قام الأهوازيون بتظاهرات مليونية شملت جميع مدن الأحواز تنديداً بالسياسة الفارسية ضد العرب تم على إثرها تشكيل وفد ممثل عن شرائح الشعب الأهوازي وطوائفه بقيادة الخاقاني وذهبوا إلى قم للقاء الخميني إلا أن الأخير لم يبد أي اهتمام، وهنا علم العرب أنه لا أمل في هذا النظام الفارسي الرافض لكل ما وصل إليه عن طريق العرب.
بعد هذه الحادثة قام النظام بتهديد الأهوازيين ووضع المركز الثقافي العسكري الفارسي في المحمرة نقاط تفتيش من أجل مضايقة العرب مما أثار حفيظتهم، وقد قام العرب بالهجوم على المركز واعتقال بعض عناصره إلا ان الخاقاني دعاهم إلى ضبط النفس وعدم إعطاء ذريعة للنظام الحاقد.
حاول الشعب الأهوازي الأعزل إنهاء تلك الأزمة وخاصة بعد ما رأوه من استعدادات لشن هجوم وشيك عليهم، إلا أن رغبة النظام في القضاء على كل ما هو عربي ليس لها علاج، وقام محافظ المحمرة بتوزيع الحرس والبسيج على كافة مداخل المدينة وبنفس الطريقة التي تم بها استدراج الشيخ خزعل الكعبي قام السفاح المدني بدعوة شيوخ عشائر الأحواز في المحمرة للتحاور معهم حول الأزمة، إلا أنهم أدركوا تلك المكيدة الرامية إلى اعتقالهم كي لا يتسنى لهم تقديم الدعم للمقرات الأهوازية والتي رفض أبناؤهم التخلي عنها رغم طلب الخميني منهم ذلك، وقد كانت دعوة الخميني ضد عرب الأهواز على أنهم كفار وجاؤوا من الدول المجاورة مثل العراق ودول الخليج العربي للحرب ضد الجمهورية الإسلامية، وأفتى الخميني بوجوب محاربة العرب ( سنة – شيعة).
مجزرة الأربعاء الأسود:
شهدت مدينة المحمرة فجر الأربعاء 29/5/ 1979م، حرباً ضروساً شنها الفرس على الشعب الأهوازي الأعزل وتعد من أبشع الجرائم التي ارتكبت في تاريخ البشرية، حيث تجسد من خلالها الكره الفارسي للعرب، ويروي أهل الأهواز أن الإعدامات تمت من دون محاكمات وأن الجنود قاموا بفتح بطون الحوامل وقتل الأمهات أمام أطفالهن. كما قام الحرس الثوري بتعذيب الأسرى، وقد قامت العشائر العربية في المدن والقرى المجاورة للمحمرة بمحاولة الوصول إلى جسر المحمرة من أجل دخول المدينة إلا أن أغلبهم قتلوا أو جرحوا بعد أن فتح عليهم الحرس الثوري النار.
قام عرب الأهواز بإعادة رص الصفوف وتشكيل مجموعات تتيح لهم سهولة التحرك لمواجهة الفرس وأخذوا ببث الرعب في نفوس المستوطنين الفرس الذين ما لبثوا أن عادوا إلى ديارهم التي جاؤوا منها.