قال استشاري أمراض القلب بمجمع السلمانية الطبي د.خالد بن ثاني، إن الأمراض القلبية تعد السبب الرئيسي للوفيات في البحرين وفي دول العالم، مؤكداً احتفال وزارة الصحة باليوم العالمي للقلب، تحت شعار (لصحة قلبك ..أجعل بيئتك صحية)، بهدف زيادة الوعي لدى المجتمع حول مشاكل القلب والسعي إلى التضافر مع كافة الجهات من أجل تحقيق أقصى حد من الوقاية.
وأضاف د.ثاني أن وحدة القلب بمجمع السلمانية الطبي أعدت دراسات مسحية حديثة حول أمراض القلب، أوضحت أن نسبة الإصابة بفشل عضلة القلب الانقباضية وهبوط الكفاءة القلبية لما تحت 40%، وصل لمعدل انتشار بحدود 5 مرضى لكل 10 آلاف من مجموع السكان، بينما تنقسم أمراض فشل عضلة القلب إلى فئتين أساسيتين، وقد بلغت نسبة أمراض توسع عضلة القلب مجهول السبب أو الفيروسي إلى 50,7% وتوسع عضلة القلب نتيجة انسداد الشرايين 49,3% ، وكشفت الدراسة أن 70,7% من العينة يعانون من داء السكري و 72,1% يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وتابع د.ثاني أن الدراسات الإكلينيكية أوضحت أن العوامل المساعدة على انتشار انسداد شرايين القلب في مملكة البحرين هي الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، مشيراً إلى أن متوسط عمر الأفراد المصابين بانسداد الشرايين القلبية والجلطات القلبية يصل إلى 59 عاماً ما قد يشكل تحدياً كبيراً في السنوات المقبلة لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية قبل حلول سن التقاعد بقليل.
وأشار إلى أن العوامل المساعدة للإصابة بجلطة القلب بحسب الدراسة هي: مرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة 33% و ارتفاع الكولسترول بنسبة 21% ومرض السكري بنسب 44% وكان التدخين من أكثر العوامل المساعدة على حدوث الجلطات القلبية بنسبة 54%.
وبين أن ثلث من يعانون من داء السكري في الدراسة لم يكونوا يعلمون بالإصابة حتى حدوث الجلطة القلبية والتأكد بالتحاليل المخبرية، وهذا بحد ذاته مؤشر خطورة حيث إن الجلطة القلبية تعتبر أحد المضاعفات لداء السكري ويتطلب منا تكثيف الجهود لرفع الوعي بالفحص الدوري للسكر في سن مبكرة.
وأكد د.ثاني أن وزارة الصحة بذلت جهوداً كبيرة من أجل توفير كافة أشكال الرعاية الصحية والعلاجية لمرضى أمراض القلب، فوفرت الوزارة كافة الطرق التشخيصية الحديثة مثل سونار القلب المناظير القلبية والطب النووي والأشعة المغناطيسية ومراقبة الضغط ونبض القلب عن بعد كما أدخلت بعض التحديثات من خلال توفير وحدة الأشعة المقطعية مؤخراً في مجمع السلمانية الطبي إلى جانب سعيها في توفير الأدوية ذات الجودة والفعالية العالية للمرضى وإضافة معدات متطورة وحديثة لمختبر القلب في العيادات الخارجية وتوفير وحدة متخصصة لتأهيل مرضى القلب بتطعيمها بآخر الأجهزة والمتطلبات.
وأشار استشاري أمراض القلب بمجمع السلمانية الطبي إلى آخر الدراسات والتصريحات لمنظمة الصحة العالمية، شددت على ضرورة التخفيف من استخدام الملح في الطعام إذ إن الإكثار منه قد يؤدي للإصابة بالأمراض المزمنة مثل الضغط وبدوره المساهمة في إصابة الأفراد بأمراض القلب، فبحسب دراسة منظمة الصحة العالمية فإن نسبة استخدام الملح في إقليم الشرق المتوسط تفوق المعدلات العالمية.
وبمناسبة يوم القلب العالمي، أشار الاتحاد العالمي للقلب إلى أن أمراض القلب والسكتة الدماغية من العوامل الرئيسية للوفاة، وأن الأرقام في ارتفاع، وبحلول العام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنوياً.
يذكر أنه بحسب الدراسات الصادرة عن الاتحاد العالمي للقلب، فإن 80 % من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية يمكن تجنبها إذا تم التحكم في عوامل الخطر الرئيسة: التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني.
وحدد الاتحاد العالمي للقلب الفئات المستهدفة من الاحتفال بيوم القلب وهم النساء اللاتي يعانين من مرض القلب والأطفال وعامة المجتمع إلى جانب صناع القرارات الصحية والعاملون في القطاع الصحي.
وأشار الاتحاد العالمي للقلب إلى أن الأهداف والرسائل العامة للاحتفال باليوم العالمي للقلب تشمل تعزيز صحة القلب عند الفرد، من خلال الحد من المخاطر المتعلقة بالسلوكيات ونمط الحياة مثل: التدخين، قلة النشاط البدني، سوء التغذية والتركيز على فئتي صغار السن والنساء و الحاجة إلى الكشف المبكر لأمراض القلب الوعائية وضرورة توفير العلاج إلى جانب تقديم المعلومات الصحية للمجتمع، مثل المنشورات التوعوية حول أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ووضع السياسات الصحية التي تسهم في الحد من مشكلات القلب كمنع التدخين والحد من انتشاره بين الفئات العمرية المختلفة.
ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للقلب إلى تشجيع العادات الغذائية الجيدة، مثل تقديم معلومات توعوية حول أضرار زيادة الوزن والغذاء غير الصحي، وإضافة المزيد من وجبات الحبوب الكاملة، والمنتجات الطبيعية والفاكهة، والخضراوات، إلى محتويات قائمة الطعام والتوعية بأهمية ممارسة الرياضة أثناء فترات الراحة على الأقل لمدة 30 دقيقة يومياً، والتي من الممكن أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
ودعت منظمة الصحة العالمية جميع البلدان لتنفيذ تدابير الحد من تناول الملح وحثت المجتمعات المحلية لدعم جهود الصحة العامة الرامية للحد من تناوله بصورة مفرطة ، وتشجع الأفراد على التقليل من استهلاكه لتجنب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وجاء في التقرير الصادر عن المكتب الإقليمي للشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن تناول الملح بنسب عالية يعد مساهماً رئيسياً في زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية في جميع أنحاء العالم و التي يلعب تناول الملح بنسب عالية دوراً رئيسياً فيها وإن الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع ضغط الدم وتناول كميات كبيرة من الملح تربط كذلك بانخفاض استهلاك الملح وتحسن النتائج الصحية بأدلة قاطعة لا يمكن الجدل فيها. وبحسب التوقعات الإحصائية وفي البلدان التي خفضت تناول الملح بمقدار 1 غرام للشخص الواحد يومياً، يتوقع انخفاض الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتة الدماغية بأكثرمن7%.
أما في الشرق الأوسط وبحسب تقرير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية فإن متوسط استهلاك الملح في معظم البلدان يبلغ حوالي 10 غرامات للشخص الواحد في اليوم أي ضعف الكمية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، كما أن الأطعمة الشرق أوسطية بطبيعتها تحتوي على الملح فإذا أضيف إليها مقدار منه أثناء تجهيز الطعام وإعداده زادت نسبته عن الحد الصحي.
وأشار التقرير الصادر إلى الحد من تناول الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم ما قد يقي من مرض القلب والأوعية الدموية، وهو القاتل رقم واحد في الإقليم وفي العالم اليوم.
وأضاف التقرير الصادر أن الحد من الملح هو التدبير الأفضل لمكافحة الأمراض غير السارية ، بتكلفة تبلغ حوالي نصف دولار أمريكي للشخص الواحد في السنة. والمقصود بأفضل التدابير هي التدخلات الأكثر فعالية من حيث الجدوى، والتكلفة الرخيصة، وقابلية التنفيذ ثقافياً وعملياً في جميع البلدان.