قالت منسقة الصحة النفسية بإدارة الصحة العامة د.شريفة بوجيري، إن الاضطرابات الذهنية، والثنائية القطب والاكتئاب؛ شكلت حوالي %77.5 من إجمالي حالات مستشفى الطب النفسي العام 2012، لافتة إلى أن الفصام يشكل أحد أهم الأسباب المؤدية لدخول المستشفى. وبينت د.بوجيري -بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار (التعايش مع الفصام)- أن الفصام يصيب حوالي واحد من كل 100 شخص وتتراوح أعمار المصابين بين سن 15-35 عاماً، ويبلغ عدد المصابين بالفصام في العالم حوالي 26 مليون شخص بحسب منظمة الصحة العالمية. وأوضحت منسقة الصحة النفسية أن الفصام هو اضطراب نفسي يُصيب وظائف العقل المتمثلة في التفكير والإدراك والسلوك والعاطفة ويفقد فيه المصاب القدرة على التفكير بشكل منطقي، فيبدأ بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة في الواقع، إذ يقوم بسلوكيات غريبة كاتخاذ أوضاع غريبة أو القيام بحركات لا معنى لها، ويقل تفاعله العاطفي أو تكون مشاعره غير متناسقة مع الأحداث، لافتة إلى أنه رغم أن سبب الإصابة بالفصام غير معروف إلا أن العلماء يعتقدون بأنه نتيجة عوامل وراثية وعوامل بيئية، حيث ترتفع نسبة الإصابة عند وجود تاريخ عائلي للمرض، كما إن التعرض لنقص إمدادات الأوكسجين أثناء الولادة أو الأمراض الفيروسية أثناء الحمل واستخدام الكحول والمخدرات قد تعمل على زيادة خطر الإصابة بالمرض.وبينت د.بوجيري أن المرض ربما يبدأ بأعراض غير واضحة قد تمتد لشهور إلى أن يظهر بصورته الكاملة، وتشمل هذه الأعراض اضطراب في النوم والشهية وسلوك غير طبيعي بشكل ملحوظ، ومشاعر غير متسقة أو متناقضة تجاه الآخرين وكلام يصعب متابعته إضافةً إلى الانشغال المفرط بأفكار غير عادية كالأفكار المرجعية والتفكير في معنى معين لأشياء ليس لها علاقة ببعض كأن يفكر بأن الأشخاص اللذين يراهم على التليفزيون يتحدثون إليه وتغييرات في مظهر أو صوت أو رائحة الأشياء. وبخصوص أعراض المرض، أوضحت د.بوجيري أنها تشمل الهلوسة، وأكثر أنواع الهلوسة شيوعاً في الفصام هي سماع الأصوات، الضلالات أو الأوهام ومعتقدات مشوهة أو خاطئة مبنية على سوء فهم للأوضاع أو الأحداث، فعلى سبيل المثال، يعتقد المصاب أن جهاز التلفزيون يتحدث عنه، إضافةً إلى اضطراب التفكير كتشويش في الأفكار حيث الانتقال من فكرة إلى أخرى دون وجود صلة بين الأفكار والإحساس بأن هناك من يسيطر على الأفكار والجسد، واضطراب في السلوك الحركي كالإتيان بتصرفات غريبة كاتخاذ أوضاع غريبة أو القيام بحركات لا معنى لها.أما الأعراض السلبية فتتمثل في قلة الكلام والتفاعل العاطفي، وإهمال العناية بالنفس والنظافة الشخصية، وفقدان الحيوية والاهتمام بالدراسة والعمل والانعزال الاجتماعي أو الانسحاب من المجتمع. ولفتت د.بوجيري، إلى أن هناك بعض الأفكار الخاطئة عن المرض كالادعاء بأن مرضى الفصام عنيفون وخطرون والحقيقة أن قليل من المرضى يصابون بنوبات عنيفة ومعظمها تكون حالات إيذاء للنفس وليس للآخرين. وبأنهم غير قابلين للشفاء أو العلاج ويجب إبقاؤهم في المستشفى، بينما الحقيقة، أن حوالي %25 من المرضى يتعافون تماماً، و%25-%35 يتحسنون بشكل كبير ويستطيعون العيش نسبياً بشكل مستقل، و%20 يتحسنون ولكن يكونون بحاجة إلى دعم كبير و%10-%15 فقط لا يستجيبون للعلاج. وجددت منسقة الصحة النفسية بإدارة الصحة العامة د.شريفة بوجيري، تأكيدها أن الفصام مرض قابل للعلاج، حيث توجد طرق مختلفة تُساعد في تقليل الأعراض وتحسين القدرة على الأداء في البيت والعمل والمدرسة. وتشمل طرق العلاج الأدوية التي يتوجب على المصابين تناولها مدى الحياة، والعلاج النفسي، إضافةً إلى التأهيل النفسي والاجتماعي من خلال مجموعات المساعدة الذاتية، والتأهيل المهني، والبرامج المجتمعية ودعم الأقران. ويجب على المريض العمل مع العاملين الصحيين وأفراد العائلة في وضع خطة العلاج المناسبة له، حيث إن إشراك المريض والعائلة والتي تمثل مصدر الدعم الرئيس للمريض الأثر الكبير في استجابة المريض لخطة العلاج، لافتةً إلى أن البدء مبكراً بالعلاج يساعد للحصول على نتائج أفضل حيث تقل احتمالات الحاجة للدخول إلى المستشفى والحاجة للرعاية البيتية الخاصة، ويزيد من فرص القدرة على العمل والعيش بصورة مستقلة.يشار إلى أن العالم يحتفل باليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من أكتوبر من كل عام ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار (التعايش مع الفصام). ويهدف الاحتفال إلى زيادة الوعي المجتمعي وتقليل الوصمة المصاحبة للمرض، والتعرف على حجم المشاكل التي يواجها مرضى الفصام وآثارها على جوانب حياتهم المختلفة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الصحية، وتحفيز المؤسسات الأهلية والجمعيات المختصة لتقديم الدعم المطلوب لهذه الفئة وزيادة الوعي بأهمية دور المجتمع والأسرة في تقديم المساعدة اللازمة للمرضى.
970x90
970x90