كتبت - نورة البنخليل:
لا يكاد أهالي مدينة حمد دوار 22 يقرون عيناً بغياب البعوض والحشرات عن بيوتهم وشوارعهم حتى تعود هذه المشكلة لتطل برأسها مهددة صحة القاطنين وسلامة البيئة في المنطقة، جراء وجود مستنقع لم تفلح جهود المعنيين في التخلص منه على مدى سنتين، بسبب- ما يقول أهالي إنه- «التقصير والاعتماد على الحلول الجزئية القائمة على رش المبيدات دون علاج أساس العلة».
مشكلة البعوض الذي يملأ «مستنقع دوار 22» بمدينة حمد ليست وليدة اليوم إذ إن «الوطن» طرحت هذه المشكلة العام الماضي، ونقلت هموم وشكاوى المواطنين والمقيمين حيالها بالصور، قبل أن تتعهد الجهات المختصة بحل هذه المشاكل بحلول آنية للتخفيف من وجود الحشرات قبل التوجه إلى الحلول الجذرية التي لم تطبق، بحسب المواطنين حتى الآن.
وقال المواطن مسلم مسرع: «تابعت الموضوع منذ بدايته مع الجهات المعنية، وحتى الآن تتقاذف إدارة الصرف الصحي، ووزارة الأشغـــال، والمجلــس البلـــدي المسؤولية من دون وضع أي حلول جذرية لهذه المشكلة»، مشيراً إلى أن «ممثلي المنطقة بلدياً ونيابياً على علم بهذه المشكلة إلا أنهما لم يبذلا الجهود الكافية».
وأضاف أن «وجهتي الأولى كانت إلى المجلس البلدي الذي حولني إلى إدارة الصرف الصحي في سلماباد، حيث قالوا لي إن حل المشكلة سيكون بالتعاون مع وزارة الأشغال التي ننتظر ردها للموافقة على المخطط الجديد، إضافة إلى عدم وجود ميزانية لتنفيذه وهذا سبب تأخير تنفيذ المشروع».
وتابع المواطن مسرع: «تقدمت ببلاغ إلى وزارة الأشغال 1487336618، وعند مراجعتي الوزارة مرة ثانية قالوا لي إن الوزير شخصياً مهتم بالموضوع وسيجد حلاً، إلا أن البعوض والحشرات عادت لتغزو بيوتنا من جديد». وأوضح أن «سبب وجود المستنقع هو تجمع المياه الناتجة من محطات معالجة الصرف الصحي، إذ تكون هذه المياه الآسنة راكدة وتستقطب البعوض كما تنتشر منها الروائح الكريهة»، مشيراً إلى أن «الحلول المؤقتة كالرش أثبتت أنها غير ناجعة إذ إن الحشرات تختفي لفترة قبل أن تظهر مجدداً بكميات أكبر من السابق».
المواطن عادل عون أكد «الاستياء الكبير» بين أهالي المنطقة جراء فشل الجهات المعنية بحل الموضوع، إذ قال إن «أطفالنا يدفعون الثمن وصحتهم في خطر كما أن لسعات البعوض تحرمهم حتى من النوم»، مشيراً إلى أن «حفظ الأطعمة في بيئة جيدة بات مستحيلاً مع هذه الكمية من الحشرات».
وأضاف أن «ابني الآن مصاب بتقرحات في قدمه من كثرة لسعات البعوض التي تعرض لها خلال الأيام الماضية»، مضيفاً أن «كثيراً من الأهالي لجؤوا إلى المستحضرات التجارية لكن من دون أي نتيجة إذ إن الحشرات تستوطن في كل المنازل».
وأشار المواطن عون إلى أن «هذه المشكلة تتجدد كل شهرين أو ثلاثة ما جعل الحياة صعبة جداً في الدوار 22 بمدينة حمد».
ولم يكن المواطن خالد علي بمنأى عن سابقيه، إذ أكد أن «تقصير الجهات المعنية والبلدي والنواب أدى لاستمرار معاناتنا مع هذا المستنقع»، مشيراً إلى أن «المواطنين أوصلوا شكواهم عبر كل الوسائل المتاحة بما فيها التواصل الاجتماعي إلا أن أي تحرك جدي لم يحدث».
وأضاف «طفلتي الصغيرة لا تحصل على أي نوم هانئ جراء لسعات البعوض إضافة إلى الروائح الكريهة التي لا تفارق منازلنا وشوارعنا».
وخلص إلى أنه «بتنا نفكر جدياً بالانتقال إلى منزل آخر بمنطقة بعيدة بعد أن شعرنا بالعجز حيال مشكلة المستنقع والحشرات المتجددة».