كتبت ـ زينب أحمد:
المصائب والمشكلات لا تأتي فرادى، بل حزماً ورزماً، وهذا الحال ينطبق على علي غريب، محروم من المعاش التقاعدي بعد أعوام قضاها حارس أمن بأحد البنوك براتب شهري 250 ديناراً، ورثته ديسكاً في العمود الفقري وآلاماً لا تطاق، وابنته تعاني مرض فقر الدم المنجلي، وفواتير كهرباء يعجز عن سدادها.
يعيل علي غريب ـ الرجل الخمسيني ـ أسرة مكونة من 6 أشخاص، يعاني ديسكاً في ظهره وألماً شديداً برجله اليسرى منذ 2002، أجبرته على دخول مستشفى السلمانية لتلقي العلاج.
اللجان الطبية حينها شخصت الحالة وقرر مصيره «لا تشكو من مرض وباستطاعتك العمل دون مشاكل»، وبعد فترة عاد غريب لحياته الاعتيادية متحملاً قسوة الألم، وبعد فترة أصيب بمرض منعه من الحركة واضطر للتوقف عن العمل لفترة وجيزة.
أجبر غريب على تحمل مشقة الوقوف كحارس أمن لساعات طويلة وبراتب يكاد لا يسد الرمق «250 ديناراً إجمالي المعاش، منقوص منها 130 ديناراً قيمة القرض، وديون كثيرة لا تحصى ولا تعد، وابنتي فاطمة ذات الأربعة أعوام تعاني منذ ولادتها من مرض فقر الدم المنجلي، وهي بحاجة لتزويدها بالدم كل شهر، وبجرعات من الفيتامين، والدواء أحياناً غير متوفر بالبحرين وأضطر لانتظاره قرابة شهر».
البنك أبلغ غريب أنه لا يستحق معاشاً تقاعدياً رغم سنوات خدمته الطويلة ودون بيان الأسباب «يوماً بعد يوم أعجز عن الصلاة والحركة والجلوس والنوم على السرير».
تلقى غريب أخيراً العلاج في مستشفى البحرين الدولي، وتكلفت الجمعيات الخيرية بالكلفة «أبريل الماضي حصلت على شقة مؤقتة في منطقة البسيتين، ومن الاشتراطات عند الانتقال للمنزل الجديد، دفع جميع متأخرات الكهرباء والماء، فمن أين لي هذه المبالغ؟».
تقدم غريب بطلب لهيئة الكهرباء والماء بإلغاء فاتورة منزله القديم وإخلاء مسؤوليته، ولكن بسبب مشكلات عائلية مع والده، رفض الأخير السماح لموظفي الهيئة بإزالة الكيبل.
ويتساءل «ما الحل إذا يرفض والدي السماح لموظفي الهيئة بالدخول واتخاذ الإجراءات اللازمة؟ مسؤول بالهيئة أخبرني أنه إذا وصلت فاتورة الشقة 5 آلاف دينار يحق للهيئة عندها قطع التيار الكهربائي».
وناشد غريب، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بإعادة النظر في حالته الصحية وحالة ابنته، ومساعدته في تلقي العلاج، وصرف معاشه التقاعدي.