الرياض - عادل محسن:
حظيت «الوطن» بفرصة الاطلاع على معالم الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ضمن قافلة سياحية سيرها المركز العربي للإعلام السياحي، بالتعاون مع المركز السعودي للإعلام السياحي، تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.
ونظم المركز السعودي للإعلام السياحي زيارات رسمية وسياحية لوفد الإعلاميين من الإمارات وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان ومصر بالإضافة إلى إعلاميين من السعودية. فيما تبنت هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة العربية السعودية، إطلاق خطتين لدعم السياحة العربية، بإطلاق برنامج خاص بالسياحة العربية يليه تدشين قناة خاصة تعنى بالسياحة.
السديري: الإعلام شريك استراتيجي
زار الوفد الإعلامي العربي صحيفة الرياض وكان في مقدمة مستقبليهم رئيس التحرير تركي السديري، الذي أكد أهمية تكامل الجهود العربية إعلامياً لدعم البرامج والفعاليات السياحية، واستثمار مقومات الوطن العربي تاريخاً وجغرافيةً لجذب السياح، واكتشاف المعالم التراثية والأثرية.
وذكر أن تشجيع السياحة العربية بحاجة إلى إعلام مستنير يتحمل مسؤولياته المهنية نحو نقل السياحة من مفهوم محدود للزيارات والترفيه إلى صناعة منتجة ذات عوائد مجزية على اقتصاديات الدول العربية، وقيمة اجتماعية تعكس القيم والعادات، وثقافية تعبر عن العمق التاريخي والموروث الإنساني على مر العصور.
وأضاف السديري أن مهمة الإعلام السياحي ليست سهلة في تسويق الأفكار والمعارف والتجارب والامتيازات النوعية للمنتج السياحي في بلد ما، لكن يمكن تحقيق كل ذلك في حال تكامل جهود المجموع العربي في بناء استراتيجية عمل ذات رؤية في التطبيق، والتنسيق، واستثمار إمكانات التواصل التقني في سرعة إنتاج ونقل المعلومات والصور، وتبادل الخبرات، والإفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، موضحاً أن رسالة الإعلام السياحي تحمل مضامين جذب للمتلقي، وبالتالي تحتاج إلى صياغة محددة في ترتيب أولويات اهتمام السائح، وتعدد خياراته، وتقدير احتياجاته، وامتيازات ما يقدم له من خدمات، ومن هنا نصل إلى التأثير في قرار السائح نحو التوجه إلى البلدان العربية.
وبين السديري أن العالمين العربي والخليجي على وجه التحديد بحاجة إلى جهد تكاملي لدعم البرامج السياحية، وتوفير البنية التنظيمية والخدمية التي تضمن تقديم الأفضل في ظل المنافسة السياحية مع دول آسيوية وأوروبية وأمريكية، مؤكداً دعم «الرياض» للجهود الذي يبذلها المركز العربي للإعلام السياحي، والقوافل الإعلامية التي يطلقها في البلدان العربية، مجدداً ترحيبه بالوفد الزائر إلى المملكة، وتزامن حضوره مع احتفالات اليوم الوطني، وهو ما يعكس أيضاً بعداً مهماً لهذه الزيارة في التعرف على معالم التنمية التي شهدتها المملكة أرضاً وإنساناً.
المناعي: كوكبة من الإعلاميين
من جانبه رفع رئيس المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي باسم الوفد أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، مبدياً سعادته والوفد بالحضور إلى المملكة قبل انطلاقته.
واستعرض أهداف وتاريخ نشأة المركز العربي للإعلام السياحي قائلاً: «المركز تم تأسيسه عام 2007 في القاهرة مع كوكبة من الإعلاميين على المستوى العربي، ويهدف إلى تشجيع السياحة العربية البينية واكتشاف أهم المعالم السياحية في وطننا العربي»، مشيراً إلى أن المركز أطلق العديد من القوافل الإعلامية لمعظم الدول العربية بدأت انطلاقتها من جمهورية مصر العربية تلتها المملكة الأردنية الهاشمية ثم تبعتها قافلة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي حرصنا على أن يتم التركيز فيها على إمارة رأس الخيمة التي يوجد بها معالم لم يسبق للكثير رؤيتها بعكس دبي وأبو ظبي اللتين حظيتا باهتمام إعلامي كبير.
وبين المناعي أن الهدف هو إبراز ما تحتويه أي بلد بكاملها وليس التركيز على العواصم أو على مدن معينة، مشيراً إلى إطلاق العديد من الجوائز المتعلقة بالسياحة والشخصيات المؤثرة فيه، وكان لصحيفة الرياض نصيب منها قبل 5 سنوات بتخصيصها صفحة للسياحة وهذا ما يتطلع إليه المركز بتعزيز الإعلام السياحي بعمل تطوعي بحت من إعلاميين عرب، مشدداً على أهمية الترويج للسياحة العربية طوال العام وعدم الاقتصار على العطل الصيفية.
السياحة الغربية
من جهته أكد نائب رئيس المركز العربي للإعلام السياحي خالد خليل أنه لا يوجد محفزات للعمل الإعلامي السياحي قبل سنوات وأن تجربة المركز نابعة من قيام إعلاميين أوروبيين بعمل تطوعي للترويج لسياحة بلدانهم، وقد جاءت الفكرة بإطلاق المركز العربي وبجهود تطوعية وانتشرت فروعه إلى 10 مراكز في مختلف الدول العربية.
أما رئيس المركز العربي السعودي محمد الموسى فأوضح أن هدف تنظيم الزيارة للوفد الإعلامي العربي هو الإطلاع على ما تزخر به المملكة العربية السعودية من مواقع سياحية وتراثية وأهمية إبرازها إعلامياً وحمل رسالة الإعلام السياحي لعدد من المسؤولين في القطاع الحكومي والخاص وزيارة المواقع التراثية والكتابة عن ما تتميز بها من عبق التاريخ.
وعلق الكاتب بجريدة الوطن الكويتية جاسم التنيب أن الدول العربية تزخر بمعالم ليس لها مثيل في الدول الغربية وما تشهده الدول من أحداث سياسية يراد منها تحطيم المقومات والثروات العربية، ومهمة المركز الحالية تنصب في إعادة الروح إلى المواقع العربية التي تفوق دولاً كثيرة.
دعم التلفزيون السعودي
في السياق نفسه؛ زار الوفد الإعلام العربي مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون بالرياض، وكان في مقدمة مستقبليهم رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع.
وأشاد رئيس المركز العربي للإعلام السياحي جاسم المناعي بالتطور الإعلامي الكبير الذي تشهده السعودية وقدم شرحاً كاملاً عن عمل المركز والخطوات التي ستتخذها لتعزيز مكانه في المنطقة العربية بزيادة أعداد الفروع ضمن خطة محددة.
ووعدت الهيئة بالتعاون ضمن خطة قصيرة المدى لإطلاق برنامج سياحي ودعوا المركز لوضع المرئيات والتصورات الكاملة لإطلاق قناة سياحية ضمن خطة طويلة. وتبادلت الهيئة والمركز الدروع التذكارية بمناسبة الزيارة.
الدرعية التاريخية
ضمن القافلة؛ نظمت الهيئة العامة للسياحة والآثار رحلة خاصة للوفد إلى منطقة الدرعية التاريخية، وتعد واحة من واحات وادي حنيفة استقطبت الاستقرار الحضري منذ أقدم العصور، وتحتل منطقة انعطاف وادي حنيفة مكونة منطقة العوجاء الاسم التقليدي الذي عرفت به الدرعية.
وتتميز الدرعية بالمظاهر الطبيعية الجميلة كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير، ويظهر المنجز الحضري من الدور السكنية وأنظمة الري والقنوات والأنفاق والقرى الزراعية بالدرعية ومحيطها الجغرافي.
وذكر المرشد السياحي أن الدرعية احتلت الصدارة على الطريق التجاري من شرق الجزيرة إلى غربها، إضافة إلى تحكمها في طريق الحج إلى مكة المكرمة، فامتد سلطانها على عدد من قرى وادي حنيفة وبلغ نفوذها إلى ضرماء في الجهة الغربية من جبل طويق وإلى أبا الكباش شمال الدرعية. وبظهور دعوة الإصلاح في ربوعها- بعد أن احتضن حاكمها الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى (1157-1233هـ/1788-1818) دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - بدأت صفحة جديدة في تاريخ الدرعية، حيث أصبحت أقوى مدينة في بلاد نجد تحمل رسالة الإصلاح وتحقق الكثير من النجاحات وقوي مركزها السياسي والعسكري والديني وتدفقت عليها الثروة، وتقاطر التجار على أسواقها وغدت منارة للعلم والتعليم وتوافد عليها طلبة العلم من جميع الأقطار.
واستمرت الدرعية المدينة الأشهر بوادي حنيفة خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين، السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وظلت مشهورة حتى بعد أن ألحقت جيوش الدولة العثمانية التدمير بها وبمحيطها الجغرافي، سنة 1233هـ/1818م.
وذكر أنه ضمن اهتمام الدولة بالدرعية التاريخية صدر الأمر السامي رقم 528/م وتاريخ 17/6/1429هـ بالموافقة على أن تتولى الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مسؤولية تطوير الدرعية عبر لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وعضوية عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، ويشمل برنامج تطوير الدرعية التاريخية القرى والأحياء بالضفة الشرقية من الوادي ومنها غصيبة والظهرة والظويهرة والبجيري والمليبيد، وبالضفة الغربية حي الطريف وما يتصل به من روافد الوادي وشعابه، ويشمل النطاق الجغرافي حدود الدرعية في أوج ازدهارها في عهد الدولة السعودية الأولى. ويتم العمل في تنفيذ هذا المشروع بالشراكة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار ومحافظة الدرعية وبلدتها، في حين تم تسجيل موقع حي الطريف بالدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العمراني العالمي باليونسكو يوم السبت في 2010.
المتحف الوطني
ونظمت الهيئة زيارة إلى المتحف الوطني في الجانب الشرقي من مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بحي المربع بمدينة الرياض والمبني على مساحة 17000 م2 وبمساحة إجمالية 28 ألف م2، ويتميز المتحف بتصاميم معمارية مميزة، ويتكون من 8 قاعات عرض دائمة وقاعة عروض مؤقتة وقاعة مخصصة للتوسع المستقبلي، وتحكي القاعات الثمانية تطور شبه الجزيرة العربية الطبيعي والإنساني والثقافي والسياسي والديني حسب سيناريو العرض المتحفي وصولاً إلى تطور المملكة العربية السعودية بأطوارها الثلاثة.
ويضم المتحف 3700 قطعة أثرية وتراثية و221 خزانة عرض و900 وسلة تصويرية موزعة على القاعات إضافة على 45 مؤثر صوتيا و45 مجسما.
نهاية خط القافلة
ضمن فعاليات القافلة العربية للإعلام السياحي ومن خلال استضافة فندق الريتز كارلتون الرياض أكد المدير العام للفندق عادل محبوب في حفل عشاء خاص للوفد أن الفندق روعي فيه الهندسة المعمارية للأجنحة الملكية وتصميمها الداخلي مع لمسات تعكس الإرث العربي للمملكة وتنطبق على 49 جناحاً ملكياً مساحة كل منها 425 متراً مربعاً، ويعد الفندق الوجهة الأولى في السعودية في الفخامة وجودة الخدمة ويقع وسط 52 هكتاراً من الحدائق تحوي على أشجار نخيل محلية وأشجار زيتون من لبنان عمرها أكثر من 600 سنة ونوافير مذهلة بعيداً عن صخب المدينة، لافتاً إلى أن الفندق يضم 493 غرفة وجناح و5800 متر من المساحات المخصصة للاجتماعات ويضم نادياً لرجال الأعمال.
وثمن المركز العربي للإعلام السياحي استضافة الفندق للوفد وتوفير جناح تنفيذي لكل إعلامي وتوفير مواصلات وخدمات الراحة والرفاهية وتجربة تذوق أشهى المأكولات العالمية من خلال المطاعم الضخمة بالفندق، مؤكدين أن هذه الخطوة تعبر عن أهمية الإعلام السياحي وما يمثله من ترويج مهم للسياحة العربية والخليجية.
وضم وفد المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي رئيس المركز (الإمارات العربية المتحدة)، ونائبه خالد خليل (جمهورية مصر العربية)، ورئيس المركز السعودي للإعلام السياحي محمد الموسى، وأمين عام المركز السعودي للإعلام السياحي خالد آل دغيم (المملكة العربية السعودية)، وأعضاء المركز العربي: بندر الحسن فهد الحمود وعبدالعزيز الغامدي وفهد الحقباني وسفر السالم وسليمان الظفيري من السعودية، صالح الغريب (دولة قطر)، جاسم التنيب (دولة الكويت)، عادل محسن (مملكة البحرين) ، سالم النعيمي (دولة الإمارات العربية المتحدة)، سلطان اليحيائي (سلطنة عمان).