يبدو الأفق السياسي اليمني غامضاً أكثر من أي وقت مضى غداة رفض المتمردين الحوثيين الشيعة رئيس الحكومة المعين، ما يعزز المخاوف من اندلاع أعمال عنف كالهجمات التي شنتها القاعدة فجر أمس (الأربعاء) وأسفرت عن مقتل عشرة رجال أمن.وبعد ساعتين فقط من إعلان تسمية أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة العتيدة الثلاثاء من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، أعلن الحوثيون رفضهم ذلك مؤكدين أن هذا الأمر يعكس «إرادة خارجية».وأكد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أن الأخير سيتوجه بكلمة إلى اليمنيين حول قرار تسمية بن مبارك رئيساً للحكومة الجديدة.واعتبر البيان المقتضب أن «هذا القرار تجاوز المعايير المتفق عليها من كل الأطراف، ولم يكن أيضاً انعكاساً داخلياً بقدر ما كان قراراً خارجياً».وكان الرئيس اليمني استقبل بعد تسمية بن مبارك رئيساً للحكومة، كلاً من سفير الولايات المتحدة والسعودية بشكل منفصل.من جانبه، قال مصدر دبلوماسي غربي في صنعاء أن رفض تسمية بن مبارك يأتي أيضاً من قسم من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.وأصدر المؤتمر الشعبي العام بياناً حول تكليف بن مبارك مؤكداً أن الأخير «لم يكن محايداً ولا مستقلاً».وأضاف أن بن مبارك «شخصية لا تتوفر فيه الشروط المتفق عليها في وثيقة السلم والشراكة الوطنية» مشيراً إلى أن اختياره يمثل «خروجا» على الاتفاق الذي «يؤكد الحيادية والاستقلالية وعدم التحزب وللأسف الشديد فابن مبارك لم يكن محايداً ولا مستقلاً وكان متحزباً منذ نعومة اصظافره ولازال».واتهم حزب صالح بن مبارك باتخاذ «مواقف عدائية ومتطرفة تجاه (...) المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره ومؤيديه».وكان مؤيدو صالح انضموا إلى الحوثيين في تحركهم الاحتجاجي الذي انطلق في أغسطس للمطالبة باسقاط الحكومة وخفض أسعار الوقود وانتهى بسيطرة المسلحين الحوثيين على السواد الأعظم من المقار الرسمية في العاصمة اليمنية.إلى ذلك، قتل عشرة عناصر من الشرطة على الأقل في سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري، نسبت إلى تنظيم القاعدة ووقعت فجر أمس في مدينة البيضاء في وسط اليمن، بحسب حصيلة للمستشفى الرئيسي في المدينة.وقال مسؤول المشرحة في مستشفى الثورة «لدينا جثث عشرة عناصر من الشرطة بينهم تسعة قضوا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة» استهدف مقر قوات الأمن الخاصة.وشنت مجموعات مسلحة من القاعدة خلال ساعات الفجر الأولى عدة هجمات استهدفت مقر قوات الأمن الخاصة ومقر شرطة المرور وحاجزي تفتيش تابعين للجيش، بحسب مصادر محلية وأمنية.وشن شخص يعرف باسم أبو دجانة اللحجي هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف مقر قوات الأمن الخاصة، ما أسفر عن مقتل تسعة من عناصر هذا الجهاز بحسب مصادر من أجهزة الأمن.وبحسب مصادر محلية في محافظة البيضاء، أتى الهجوم بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط بالقاعدة، تقرر خلاله أن يتم «التصدي لتمدد الحوثيين في منطقة البيضاء».
970x90
970x90