حقق تنظيم «داعش» مساء أمس (الأربعاء) تقدماً في شرق عين العرب واستقدم تعزيزات إلى محيط المدينة السورية الكردية، رغم تكثيف الائتلاف الدولي لغاراته، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «يسود هدوء حذر عين العرب (كوباني بالكردية) بعدما تمكن مقاتلو تنظيم (داعش) من التقدم مساء لمسافة 50 إلى 70 متراً في شرق المدينة باتجاه وسطها»، مضيفاً أن التنظيم «استقدم تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة شملت جنوداً وعربات».
وحقق مقاتلو التنظيم تقدمهم في عين العرب واستقدموا التعزيزات رغم شن الائتلاف الدولي غارات جديدة أمس على مواقع التنظيم في محيط المدينة وفي داخلها.
وقال عبد الرحمن إن الائتلاف «كثف غاراته واستهدف مرتين مواقع لتنظيم (داعش) داخل المدينة».
وشهد أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية والتنظيم المتطرف لا سيما لجهة الشرق بعد هجوم شنه مقاتلو التنظيم لاستعادة الأحياء التي اضطروا إلى الانسحاب منها تحت وطأة الغارات، قبل أن يحققوا تقدمهم نحو وسط المدينة.
وأوضح المرصد أن الانسحاب جاء ليلاً بعد استهداف «مواقعهم الخلفية بالغارات ما خلف خسائر بشرية في صفوفهم».
وتمكن التنظيم مساء الاثنين من دخول كوباني التي يتقدم نحوها منذ أكثر من ثلاثة اسابيع، بعد معارك ضارية مع المقاتلين الأكراد. وسيطر على ثلاثة أحياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل أن يعود وينسحب منها.
وقال مدير المرصد إن غارات الائتلاف الدولي خلال اليومين الماضيين شملت إطلاق 23 صاروخاً، وقتل فيها ما لا يقل عن 45 مقاتلاً من تنظيم «داعش»، معتبراً إن هذه الضربات «كان لها تأثير (...) على (قوة داعش)».
وقال مدير إذاعة «آرتا. اف ام» الكردية مصطفى عبدي من كوباني إن مقاتلي التنظيم «المسلحين بكل أنواع السلاح والأحزمة الناسفة يطوقون مدينة صغيرة (...) ومقاتلو (وحدات حماية الشعب) يستبسلون في الدفاع عن الأرض، لكنهم يحتاجون إلى أسلحة وذخيرة»، معتبراً أن «الغارات تساعد على منع سقوط المدينة، لكن المطلوب مد الموجودين بالسلاح».
وأضاف «يعاني المقاتلون الأكراد من نقص في الذخيرة والمواد الغذائية».
وذكر أن السلطات التركية «لا تسمح بدخول الأسلحة والمقاتلين»، موضحاً «يومياً يسقط شهداء وجرحى. حتى عند نقل الجرحى، السلطات التركية تفتح البوابة (الحدود) مزاجياً. بالأمس انتظر عشرة جرحى أكثر من ساعة ليسمحوا لهم بالعبور، وتوفي اثنان منهم نتيجة النزف».
إلى ذلك؛ أعلن الجيش الأمريكي في بيان أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية شن الثلاثاء والأربعاء ست ضربات قرب مدينة عين العرب (كوباني) السورية الكردية التي يحاصرها الجهاديون.
وقالت القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) التي تشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا تسع ضربات في المجموع على الأراضي السورية بينها ست ضربات قرب كوباني المجاورة للحدود مع تركيا.
وأوضح الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية «نضرب عندما نتمكن».
وأضاف أن الجهاديين «عدو يتعلم ويعرف كيف يتلاعب ويستخدم السكان والتمويه»، و»بالتالي عندما يكون لدينا هدف، فإننا نضرب». واعتبر أن غالبية سكان كوباني فروا من المدينة للجوء إلى تركيا لكن «ما من شك» أن الجهاديين سيعمدون إلى «تنفيذ فظائع إذا سنحت لهم الفرصة».