إن حياة الإنسان على الأرض ما هي إلا ظاهرة كونية أكثر منها أرضية، تتأثر ديناميكية العالم بفعل ديناميكية أفكاره، كل فكرة يولدها متوافقة مع أحداث هذا العالم، لأن كل ما يحدث في الداخل ينعكس للخارج، فلا يوجد هناك ما يضيع فقط هو التوقيت الذي يختلف. فكل فكرة تولدها، كل كلمة تتكلمها وكل فعل تقوم به تجاه نفسك أو الآخرين أو البيئة المحيطة بك، يولد إشعاعاً من الطاقة غير المرئية واهتزازات في الكون، وهناك جانب مهم جداً من وعيك هو الذي يؤثر على نوعية هذه الاهتزازات هو النية أو المعنى الخفي وراء كل فكرة وكلمة وفعل، عندما تكون النية من ذلك هي محض من الإيجابية والمحبة غير المشروطة، حزمة من الطاقة الإيجابية للسلام والمحبة والتمنيات الطيبة والسعادة والحقيقة تنتشر في الكون. من ناحية أخرى عندما تكون النية من ذلك هي السلبية والخوف، سوف تساهم بملء الكون بطاقة من الغضب والجشع والعنف دون أن تدرك ذلك، عندما تستقبل الكيانات التي من حولك تلك الاهتزازات سوف تصبح أنت مصدر الإلهام السلبي لهم، وسوف ترجع إليك تلك السلبية عاجلاً أم آجلاً، لأن العدالة الإلهية لا يضيع عندها شيء.
صفي النية فإن بحر الحب الذي يدعو كل الأشياء إليه يستدعيك، فيجب عليك أن تركب سفينتك وتبحر في الحال تحت النور، لأنك لو أقمت الليلة ههنا فإنك مع أن ساعات الليل ملتهبة ستتجمد وتتقيد بقيود الأرض الثقيلة.
علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية