كتب – عبدالرحمن صالح الدوسري:
كثيرون يجهلون روائع النشاط المسرحي المدرسي في البحرين، رغم كونه أحد الدعامات المهمة والبذرة الأولى للمسرح البحريني، كما كان أحد الروافد المهمة التي ساهمت في تخريج كوادر فنية متميزة قدمت الكثير من الأعمال المسرحية التي كان لها الفضل فيما شهدته النهضة المسرحية البحرينية في عصرها الذهبي.. وحول تفاصيل تلك المرحلة المهمة في تاريخ المسرح بالبحرين، اقتربت أكثر من تلك الفترة الذهبية على خشبات مسرح المدارس عبر حواري مع عبدالله الذوادي «بوحامد»، كونه واحداً من ممثلي المسرح المدرسي بالمرحلة الابتدائية، ليفتح خزانة ذكرياته العامرة بالمشاهد والفصول حول الحركة المسرحية بالبحرين في تلك الفترة، وما أفرزته من فنانين لمختلف ألوان فنون المسرح.
المسرح المدرسي
بدأ عبدالله الذوادي، حديث ذكرياته العامرة حول المسرح المدرسي، قائلاً إن «البحرين مركز الإشعاع الثقافي في الخليج العربي، وعاصمة كل الفنون، فقد عرفت مختلف أنواع الطرب، وبها افتتحت أول دار للسينما، وشهدت نهضة مسرحية تبنتها الأندية الوطنية، وقدمت على مسارحها مختلف المسرحيات التاريخية والاجتماعية التي أعدها أبناء البحرين، أمثال: الشاعر إبراهيم العريض، والشاعر عبدالرحمن المعاودة، ومحمود المردي، الذي قدم مسرحية عبدالرحمن الناصر مستخدماً حوش بيت الوجيه حسن القصيبي بفريج الفاضل، وكانت قمة في الإبداع من حيث التمثيل والديكور للفنان المبدع المرحوم يوسف قاسم، وذلك في الأربعينيات، كما أن المدارس، مثل: الهداية الخليفية، والحد، والمدرسة الغربية، والشرقية، وبعد ذلك مدرسة القضيبية، احتضنت الفن المسرحي بوجود أساتذة أفاضل يهوون الفن المسرحي، ومكنتهم قدراتهم اللغوية من تأليف المسرحيات الاجتماعية والتاريخية باللغة العربية الفصيحة، ولعل كثيراً من الممثلين تلقوا دروسهم في التمثيل بتلك المدارس، ونقلوها معهم إلى الجمعيات التي أنشئت في الخمسينيات، مثل: أسرة هواة الفن، وفرقة البحرين التمثيلية، كما أن حوار المسرحيات باللغة العربية مكن الطلاب من إجادة اللغة الفصيحة.
ويضيف، كانت مدرستي، المدرسة الغربية - مدرسة أبوبكر الصديق حالياً - ففي المدارس كانت هناك جمعيات تتقاسم الطلاب، مثل: جمعية الشيخ أحمد الفاتح، وجمعية الشيخ عيسى بن علي، وجمعية الشيخ حمد، وجمعية الشيخ سلمان، وكانت لهذه الجمعيات أنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية، وكنت أحد أعضاء جمعية الشيخ حمد، وأمين صندوقها، ويرأسها صلاح المعضاد، ولا أدري لم اختاروني أميناً للصندوق، وأنا أتحرج من مسك الروبية لخشيتي أن تضيع منى، وليس في مقدوري التعويض، ولذلك شكلت لي تلك المهمة هماً كبيراً ومعاناة ليس في مقدوري تحملها، ولذلك كنت أودع كل ما أجمعه من اشتراكات وهي زهيدة لا تتجاوز الأربع آنات في الشهر عند زوجة خالي، وهي التي ربتني منذ أن كنت طفلاً.
«نرسيا» وتاجر البندقية
ويستكمل الذوادي، قائلاً «في أسرة الشيخ حمد عرفت ألف باء المسرح، من خلال مسرحية « تاجر البندقية» في العام الدراسي 1950 – 1951، وهي مسرحية عالمية وباللغة العربية الفصيحة، وكنت في تلك السنة الدراسية في الصف الثاني الابتدائي - الصف الرابع الابتدائي في النظام الحديث-، ولعل ختمي للقرآن الكريم ساعدني كثيراً على حفظ نصف دوري في المسرحية، كان دوري، وأنا الوحيد من طلبة الصف الثاني الابتدائي، دور الوصيفة «نرسيا Narc ya» في حين قام بدور برشيا، وهو دور رئيسي، الزميل سلمان ماجد الشاهين، وكان من طلبة الصف الرابع الابتدائي، -الصف السادس حسب النظام الجديد-، والأخ سلمان ماجد الشاهين هو أول سفير لدولة الكويت الشقيقة في البحرين، وكان يقيم أثناء دراسته مع أسرته بفريج الفاضل، وكان شقيقه محمد الأصغر منه سناً في نفس المدرسة ومعي في نفس الصف، أما دور «أنطونيو» فقام به المرحوم الدكتورعيسى السماك، وقام بدور «شيلوك» محمد علي مراد، وقد أبدع سلمان ماجد في دوره بما بعد إجادته لتنكره في المسرحية بدور المحامي عن أنطونيو، الذي كان قد تعهد لشيلوك اليهوي برطل لحم من جسده إذا تأخر في سداد الدين، وقد طلب المحامي أي «برشيا» من شيلوك أخذ رطل من لحم أنطونيو من جسده، دون أن تسيل قطرة دم واحدة لأن ذلك لم يكن ضمن الشرط، فالشرط واضح هو رطل لحم واحد لا يزيد ولا ينقص، مقابل الدين ودون قطرة دم واحدة، وكان أنطونيو فقد ثروته في البحر عندما غرق المركب المحمل ببضائع أنطونيو، ويذكر أن، سلمان الصباغ رسم الخلفية منظر البحر من خلال بلكونة تطل على البحر، وقد انبهر بها الجمهور الذي حضر المسرحية، ومسرحية تاجر البندقية مسرحية عالمية للأديب شكسبير، وتعالج جشع اليهود وقسوتهم، ونجحت المسرحية نجاحاً باهراً، ولكن للأسف لم تعرض إلا مرة واحدة، رغم أن الإعداد لها كان لأكثر من أربعة أشهر.
إجادتي لدور «أم ناصر»
ويضيف الذوادي، في حديث سرد الذكريات، «إلى جانب نظام الأسر، كانت هناك جمعيات منها جمعية الرسم، ويرأسها سلمان عبدالوهاب الصباغ، وجمعية اللغة الإنجليزية ويرأسها سلمان الصفار، وجمعية التمثيل ويرأسها محمد صالح عبدالرزاق القحطاني، وجمعية الجغرافيا والتاريخ ويرأسها عثمان ترك «لبناني»، وفي نفس السنة التي قدمت فيها مسرحية تاجر البندقية، قدمت المدرسة المسرحية الشعبية «أم ناصر» من إعداد وتمثيل المرحوم سلمان عبدالله الجاسم، وأذكر أن دور «أم ناصر» أسند للأخ يوسف جبر الدوسري، ولكن بعد فترة ترك المدرسة، واحتار سلمان الجاسم خاصة وأنه لم يبق على موعد الحفل سوى شهر واحد، ولما كنت أعشق التمثيل طلبت من سلمان أنه في مقدوري القيام بالدور بدلاً من الأخ يوسف جبر الدوسري وهو دور أم ناصر، وقد أجدت الدور بامتياز إلى درجة أنه في ليلة العرض كان من أهم الحضور الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة لكون ابنه الشيخ خليفة «بوبدر» رحمة الله عليهما من ضمن تلاميذ المدرسة، فلم يصدق أن من قام بدور أم ناصر هو تلميذ من تلاميذ المدرسة، فطلب من حسن الجشي مدير المدرسة أن يرى أم ناصر فأحضرني الأستاذ الجشي -رحمة الله عليه - إلى الشيخ عبدالله، وقلعت البطولة فضحك، وكان يعرفني - رحمه الله - عز المعرفة لأني أخو ابنه الشيخ خليفة من الرضاعة، وأعطاني عشر روبيات تقديراً لتمثيلي فطرت فرحاً بالمبلغ.
دور «المرابي» الرئيسي
وفي العام الدراسي 1952 – 1953، يستذكر الذوادي، كنت في الصف الرابع الابتدائي -السادس نظام حديث-، وأسند إلى محمد صالح عبدالرزاق الدور الرئيس في مسرحية «المرابي»، حيث كنت أحد أعضاء «جمعية التمثيل»، ومعي في دور «ابني» الأخ حسن اليوسف - أحد أصحاب اليوسف للصرافة الآن-، والدكتور خليل رجب، وكان يقوم بدور زوجتي «غنيمة»، وبعض الممثلين الآخرين، ونجحت والحمد لله في أداء الدور ما جعل حسن الجشي مدير المدرسة يثنى على أدائي ويقدرني حتى بعد تخرجي من المدرسة، وأنا أكن له كل الاحترام والتقدير إلى أن لقي ربه بعد عطاء توجه برئاسة المجلس الوطني في السبعينيات، وكان أحد الوطنيين البارزين في البحرين ويعتز بعروبة البحرين، وهكذا هو المسرح المدرسي الذي حفظ للمسرح البحريني وهجه وتألقه، وخرج الكثير من كبار الممثلين البحرينيين الذين لا يزالون يواصلون العطاء أطال الله في أعمارهم.
من جانب آخر، فإن المدرسة الغربية، لم تكن المدرسة الوحيدة التي عنيت بالمسرح، لما له من دور في تقوية الطلبة لغوياً وثقافياً وفكرياً، بل كان إلى جانبها المدرسة الشرقية، التي تولى فيها الإشراف على جماعة التمثيل المرحوم أحمد يتم، والمرحوم عيسى عبدالرزاق القحطاني، شقيق محمد صالح عبدالرزاق وغيرهم من الأساتذة، ومن أبرز الطلبة في ذلك الوقت في المسرح المدرسي سلمان ماجد الدلال «أبو أسامة»، وحسين شرفي، وقد لعبا دوراً بارزاً في المسرح البحريني في الخمسينيات والستينيات، إلى جانب زميلهما المرحوم سعيد جوهر الفيروز، وغيرهم من الطلبة الموهوبين.
المسرح و«الهداية الخليفية»
ويقول بوحامد، كان لمدرسة الهداية الخليفية دور بارز في المسرح المدرسي، ولعله من المفيد أن أستشهد بما كتبه سعيد الحمد الذي كان أحد تلاميذ المدرسة الجنوبية بالمحرق عام 56 – 57، قبل انتقاله إلى مدرسة الهداية الخليفية، وكان ذلك العام هو العام الأول الذي بدأت العمل في سلك التربية والتعليم بالشهادة الابتدائية، فقد كتب سعيد الحمد موضوعاً في جريدة الأيام بعنوان «الهداية وذاكرة المسرح» في عددها رقم 9595، ولم تكن المدارس التي ذكرتها في الخمسينيات والستينيات وما قدمته من نشاط مدرسي بداية مسيرة المسرح بالبحرين، فقد نشأ المسرح قبل ذلك بزمن طويل وما الأساتذة الذين تولوا شؤون المسرح المدرسي في هذه الحقبة التاريخية، إلا امتداد لمرحلة سابقة في ذات المدارس والمدارس الأهلية، والتي كان أشهرها مدرسة الشاعر الكبير عبدالرحمن المعاودة في المحرق، والشاعر الكبير إبراهيم العريض من حيث التأليف والإخراج والتمثيل، تلك هي النواة الأولى للمسرح البحريني الذي ظهر بشكل بارز فيما بعد حين تأسست أسرة هواة الفن، بجهود الأساتذة: الفنان التشكيلي عبدالكريم العريض، وسلمان الدلال، وحسين شرفي، والفنان التشكيلي عزيز زباري، ويوسف حسين، وسلطان سالم، ومحمد صالح عبدالرزاق، الذي أسس فرقة البحرين التمثيلية، ولم يقتصر نشاطها على المسرح، بل ساهمت في تقديم التمثيليات الأسبوعية عندما افتتحت إذاعة البحرين عام 1955، وكنا نحن تلامذة ذلك الجيل في الغربية والشرقية من ممثلي أسرة هواة الفن، وفرقة البحرين التمثيلية، إلى جانب ذلك نشأ مسرح لدى بعض الأندية، من بينها: البحرين بالمحرق، والحد، والأهلي، والفردوس، والفجر، والنور، هذه الأندية قدمت الكثير من المسرحيات وحافظت على الوهج المسرحي إلى يومنا هذا، ولعله من المفيد ذكر الفرق المسرحية مثل: الجزيرة، وأوال الذي يعد من أنشط المسارح، والريف، والبيادر، وغيرها من المسارح، ومن المؤسف أن مسرح الجزيرة صفى وجوده، وتحول لمركز الجزيرة الثقافي، إلى جانب محاولات شبابية لمسارح في دور الحضانة الفنية، ولعل شح النشاط المسرحي في البحرين لعدم وجود بنية تحتية لهذا الفن، فالنشاط المسرحي كان يقام على مسارح المدارس أو الأندية، وهي مسارح تفتقر لكثير من المقومات المسرحية كالمساحة والديكورات والإضاءة، وكان المسرحيون يبذلون جهوداً كبيرة للتغلب على هذه المشاكل، وكان مسرح الجزيرة هو الوحيد الذي بني مسرحاً متواضعاً بجهود ذاتيه، لكنه صفى نشاطه المسرحي مؤخراً كما ذكرت.
المسرحية الاجتماعية «بريئة»
ويواصل الذوادي، حديثه، «الآن، قامت وزارة الثقافة ببناء مسرح حديث ضمن منشآت متحف البحرين بين المنامة والمحرق، وكل الأمل أن يكون ساحة للتنافس المسرحي بين الفرق الموجودة، وأن تحظى المسارح بدعم فني ومادي ومعنوي من الوزارة، ذلك أن المسرح هو الناطق الرسمي لتراث الشعوب لإحياء تراثها وماضيها وحاضرها، وهو ما نأمله من وزارة الثقافة، بأن تنهض بالمسرح وتشجع المسرحيين على الإبداع واحتضان الموهوبين وتطوير قدراتهم، وابتعاثهم للدراسات الفنية المتخصصة في التمثيل عموماً والمسرح خصوصاً، وإذا كان المسرح المدرسي بالأمس لعب دوراً ريادياً في غرس حب التمثيل لدى الطلبة، حتى أن معظم الممثلين عشقوا التمثيل من خلال المسرح المدرسي من ناحية التمثيل والتأليف والإخراج، وأدى إلى إيجاد الفرق المسرحية التي ذكرتها والتي ساعدتنا على حب التأليف والتمثيل والإخراج، إما من خلال الفترة المدرسية أو الأندية، وسأذكر تجربة شخصية أقدمت عليها في نادي الفجر عام 1959، حيث قمت بتأليف مسرحية اجتماعية باسم «بريئة» قدمناها على مسرح النادي الأهلي، إذ ذاك عندما كان مقره على شارع الزبارة شارع دور السينما والأندية، إلى جانب فاصل فكاهي، من تأليف الفنان محمد عواد، والمرحوم فوزي الزياني بعنوان «الهيلاهوب»، ونجحت المسرحية و«الإسكتش»، ما دعانا لتمديد العرض، أما أدوار مسرحية «بريئة» فقد قام بها إلى جانبي عيسى قاسم عاشير، وعلي محمد الغرير، وهو شخص آخر غير علي خالد الغرير، وعيسى أحمد ثاني، وعلي صالح، وخالد شعبان «فلسطيني»، ومثل دور القاضي، وأحمد دحلة «فلسطيني»، ومثل دور المدعى العام، وكان نص المسرحية باللغة العربية الفصيحة، وقدمنا خلال الحفل بعض الأغاني للأساتذة: حمد الدوخي، ويوسف هادي، وبدر السيد، وبعض المؤلفين الآخرين، بمصاحبة فرقة النادي الموسيقية بقيادة الفنان حمد الدوخي الذي صمم الديكورات مع مجموعة من زملائه، أمثال: محمد صالح الكوهجي، ومشاركة منى، وعدد آخرين الرسامين، كل هؤلاء الفنانين من ممثلين وموسيقيين ورسامين هم نتاج المسرح المدرسي، الذين تعلموا هذه الفنون على أيدي أساتذتهم المدرسين في مختلف مدارسهم.
مسرحية «المدلل»
ويستطرد الذوادي، قائلاً «واستمر الناشط المدرسي، ولعب الأستاذ عتيق سعيد دوراً بارزاً في ازدهار المسرح المدرسي، عندما كان بمدرسة القضيبية، وبرز من بين طلابه سامي يعقوب القوز، والفنان إبراهيم حبيب، وأحمد الشافعي، وعبدالله الحمد، وغيرهم لا تحضرني أسماؤهم، وكان الأستاذ عتيق سعيد طاقة فنية كبيرة جذبته إذاعة البحرين، فقدم خلالها الكثير من الفقرات الفنية من تمثيلية وغنائية، ومن الفنانين الذين تبناهم الأستاذ عتيق، سعيد الحمد، ولطيفة الحمد، وأحمد الخميري، ورحمة الذوادي، وإبراهيم حبيب، وغيرهم كثيرون، من خلال برنامج الأطفال، وقدم إسكتش عنوانه «متوتر خربه»، ويقول الإسكتش «موتر خربه يا رباح - تضرب هندل يا ترى طاح على نغم من أغاني الفنانة نجاح سلام..»، وهكذا أفرز المسرح المدرسي عدة فنون، بفضل أساتذة أوفياء ومخلصين لهذا الوطن الغالي البحرين، ومن أولئك الممثلين الذين كانوا صغاراً في مدارسهم أصبحوا عمالقة في عالمنا اليوم، ممثلين وموسيقيين ومطربين ومسرحيين ممثلين ومؤلفين، وأذكر أنني في مدرسة رأس الرمان توليت تدريس التربية الفنية إلى جانب عملي كسكرتير للمدرسة، وأنشأت فرقة مسرحية، وأقمنا معرضاً فنياً وحفلاً مسرحياً قدمت خلاله مسرحية بعنوان «المدلل» تمثيل المرحوم عبدالعزيز محمد علي، وتوفيق على نقى، وحسن بوحمد، وأحمد العباس، وغيرهم، وأقمنا المسرحية والمعرض على مسرح مدرسة المنامة الوسطى إبان إدارتها من قبل الأستاذ الفاضل محمد شبر ومساعدة المرحوم الأستاذ مصطفى جعفر، الذي كان مدرساً في مدرسة رأس الرمان قبل أن يرقى إلى مدير مساعد -استبدل اسم المدرسة إلى مدرسة الإمام علي بفريج المخارطة، وكان المعرض والحفل تحت رعاية المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة مراقب التعليم وقتذاك، وحضره عدد من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وجمهور غفير ونجحنا في إقامة المعرض والحفل وأجاد الممثلون أدوارهم بطريقة ممتازة، وأثنى على المسرحية الجميع، وقدم المرحوم عبدالعزيز الشروقي فاصلاً فكاهياً، بعدما أجبرت أحداث المسرحية على إدرار دموع المشاهدين، وحبست أنفاسهم للمشاهدة والتمثيل الدرامي من الأم «عبدالعزيز محمد علي، وحمد بوحمد وتوفيق تقي»، وأذكر أن مدرسة الإمام علي «الوسطى سابقاً» أسندت إدارتها لي كمدير للمدرسة عام 1970.
وهذه نبذة عن تاريخ المسرح المدرسي وما نتج عنه من مسارح ونهضة فنية مسرحية، نأمل أن تتواصل الجهود لنهضة مسرحية بحرينية تلعب دوراً في ازدهار العمل المسرحي، وهذا يقع على عاتق وزارة الثقافة التي نأمل أن تحتضن الفن المسرحي وتسمو به إلى الآفاق العالمية.