كتبت - نورهان طلال:
النوم والتأخر على الدوام الدراسي، ظاهرة تصيب غالبية الطلاب في العام الجديد، البعض يلقي اللوم على الساعة البيولوجية لدى الطلبة والتي لم تعتاد بعد على ساعات الدوام الدراسي، في حين يلقي آخرون اللوم على أولياء الأمور، الذين لم يبذلوا الجهد الكافي لتهيئة أبنائهم قبل بدء الدراسة بفترة كافية..»الوطن» استطلعت آراء عدد من المختصين وأهل الخبرة وأولياء الأمور واستمعت لوجهات نظرهم حول كيفية التخلص من ظاهرة التأخر على الدوام الدراسي..
في البداية، أوضح محمد محمود، أحد المشرفين بالمدارس الابتدائية الإعدادية، أن «أولياء الأمور هم السبب الأول والأخير في تغيب الطلاب عن الأيام الأولى بالمدرسة، أو تأخرهم عن الدوام الرسمي نظراً للإهمال وعدم الاهتمام بضبط مواعيد نومهم قبل بدء الدوام المدرسي على الأقل بأسبوع».
وأضاف أن «هناك الكثير من أولياء الأمور يأتون بعد الساعة العاشرة طالبين أخذ أطفالهم بحجة «عدم نومهم الكافي والمجيء إلى المدرسة «سهرانين»، لكن دون جدوى ولا يلقون إلا الرفض التام من إدارة المدرسة»، مشيراً إلى «استغلال بعض الطلاب الصفوف المدرسية خلال الفسحة للنوم ويأتي المشرف لإخراجهم بالقوة».
من جانبها، قالت ندى إيهاب، طالبة بالسادس الابتدائي، إن «أول يومين دراسين ذهبت للمدرسة بعد ليلة سهر طويلة، فلم أستطع النوم حتى الساعة الرابعة فجراً، مما جعلني أقرر الذهاب للمدرسة دون نوم كاف»، مضيفة أن «سهرها أثر عليها من بعد الفسحة، فلم تعد تستطيع القيام بأي مجهود أكثر».
وقالت الطالبة مريم عيسى، إن «السهر بات يؤرق نومها في أول 3 أيام لها في الدوام المدرسي، ولكن لم يؤثر على نشاطها المدرسي حتى وإن كانت تذهب سهرانة». وأكدت إحدى المعلمات بمدرسة القدس الابتدائية للبنات، «انتظام حضور الطالبات وعدم وجود غياب مطلقاً، رغم وجود بعض حالات الكسل خاصة بعد الفسحة لكن هناك تفاعل كبير من الطالبات مع المدرسات في اليوم الدراسي».
وأشار محمود شعبان، الأخ الأكبر لثلاثة طلاب بمدرسة المعري الابتدائية للبنين، إلى طريقة تعامله مع إخوانه قبل الدوام المدرسي بأسبوع، قائلاً «منعنا التلفزيون والفضائيات والإنترنت لمدة أسبوع لتدريبهم على النوم مبكراً لأنهم كانوا يسهرون للساعة 2 فجراً»، مضيفاً أن «اليومين الأوليين من الدوام المدرسي كان أخوتي الثلاثة ينامون في السيارة عند توصيلهم إلى المدرسة، ثم يواصلون نومهم في أول ثلاث حصص ويبدؤون يومهم المدرسي بعد الفسحة».
في حين، قال أحمد حسين، سائق حافلة مدرسية، «لم تصادفني حتى الآن حالة نوم عميق ولكن جميع الطلاب يكونون في حالة نعاس على عكس حالتهم بعد خروجهم من المدرسة متوجهين للبيت».
وشدد حسين، على «أهمية الاهتمام بالطلاب، خاصة الأطفال منهم في الحافلات المدرسية، تحاشياً لأي حوادث اختناق أو موت كما حدث من قبل».
من جهته، أوضح د.محمد النفيعي، طبيب نفسي، أن «هناك عدداً من الأمور التي تؤثر على الحالة النفسية وضبط الساعة البيولوجية للطلاب باختلاف مراحلهم الدراسية، إذ إن التعود على السهر في الصيف يغير الساعة البيولوجية طبيعياً، وتصبح هناك مشكلة خاصة في أول أسبوع دراسي ويمكن ضبطها خلال أسبوع»، مضيفاً أن «طريقة أسلوب الحياة في البيت يؤثر على عدم ضبط نوم الطالب حتى طريقة الأكل والشرب، خاصة بأن طلاب مرحلة الإعدادي والثانوي قد يسهرون ويشربون الكثير من المنبهات والنيكوتين في القهوة والشاي أو حتى التدخين».
وقال إن «هناك فرق بين الطلاب من لديهم أمراض نفسية مسبقة مثل رفضهم البات للدراسة فإن ساعته البيولوجية حتى وإن نام مبكراً لن تتغير، وسيظل لديه أرق وخمول وكسل في المدرسة لرفضه الجامح للدراسة، أما من هم لا أمراض نفسية مسبقة لديهم فلن يأخذ الموضوع أكثر من أسبوع على الأقل لضبط نومهم».
ونصح د.النفيعي، الطلاب «بالابتعاد عن الأكل الثقيل وشرب المنبهات والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية من النيكوتين، كما وجه الطلاب لممارسة الرياضة بجميع أنواعها التي تساعد وتشجع على النوم».