افتتح وزير الصحة صادق الشهابي ماراثون وفعاليات اليوم العالمي لمكافحة سرطان الثدي في دوحة عراد أمس، نيابة عن راعي الحفل النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وتحت شعار «أنتِ الأمل.. فحص أبكر يساوي حياة أطول».
وتقدم الشهابي بجزيل الشكر إلى القيادة الحكيمة وصنّاع القرار لدعمهم المستمر لجميع الخدمات الصحية بالبحرين، بما فيها الخدمات الوقائية، وشكر راعي الحفل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على رعايته واهتمامه بمثل هذه الفعاليات الوطنية.
وأكد أن هذه الفعالية تهدف لنشر ثقافة الوقاية، عبر حملات التوعية وأنشطة رفع الوعي الصحي والتواصل وخلق نموذج رائد عن الشراكة الاجتماعية في مكافحة الأمراض بالبحرين ودعم مرضى سرطان الثدي حديثي التشخيص والمرضى الخاضعين للعلاج وآخرين أنهوا علاجهم. وقال إن الفعالية من شأنها نشر مفهوم الكشف المبكر كوسيلة أساسية للوقاية وتعزيز المشاركة المجتمعية والاستعداد لمواجهة الحواجز الثقافية والخوف من مرض سرطان الثدي وزيادة الوعي المجتمعي حول المرض وأعراضه ومسبباته وطرق علاجه.
ودعا الشهابي إلى تشكيل حلقة وصل بين المرضى وأهاليهم مع مقدمي الرعاية الطبية من أطباء وممرضين وأخصائيي دعم نفسي وتوفير مواد تعليمية مكتوبة ومرئية ومسموعة حول سرطان الثدي، أسبابه وطرق علاجه والوقاية منه، والترويج لحالات سرطان تم شفاؤها كقصص ناجحة لمحاربة السرطان، والدعم الأسري والاجتماعي والنفسي والمعنوي للمرضى وأهاليهم.
وأشار الوزير إلى أنه بحسب الإحصاءات والدراسات العلمية، فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً عند النساء، ويعتبر السبب المرتبط بأعلى نسبة وفيات عند النساء المصابات بالأورام.
وأعرب عن أسفه أن معظم حالات سرطان الثدي يتم تشخيصها في مرحلة متقدمة، ما يقلل فرص الشفاء، إذ أن الكشف المبكرلسرطان الثدي يمنح المريضة فرصة أكبر للشفاء والتعافي ويقلل المضاعفات النفسية والجسدية.
وأضاف «بينت دراسات أجريت على مريضات بحرينيات أن 70% من المصابات هن أصغر سناً من المتوسط العالمي للإصابة بسرطان الثدي، وبحسب آخر الإحصاءات البحرينية، يعتبر سرطان الثدي أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء بنسبة 37%، بينما بلغ عدد المصابات بسرطان الثدي في عام 2013 (294) حالة، بينهن 291 بحرينية و3 أجنبيات، أما عدد المصابين في عام 2014 فبلغ 216 حالة بينها 191 بحرينية و23 أجنبية».
وأردف «حظيت المملكة بمكانة متقدمة في مجال الوقاية والتخلص من الأمراض، بفضل تضافر الجهود من قبل العاملين في الحقل الصحي الحكومي والخاص وبدعم صناع القرار وبمشاركة المواطنين والمقيمين بالمملكة، وأسهمت ثقتهم العالية بالخدمات الصحية المقدمة في البحرين ممثلة بوزارة الصحة، في خفض معدل الإصابة بالأمراض».
ونبه إلى أن وزارة الصحة توفر أحدث الأدوية والأجهزة الطبية في هذا المجال لتشخيص مرضى السرطان وعلاجهم وتأهيلهم، موجهاً الشكر الجزيل لكل من شارك في إنجاح الفعالية من عامة الناس والعاملين في الحقل الصحي الحكومي والخاص.
من جانبها، قالت وكيل وزارة الصحة د.عائشة بوعنق، إن الاحتفال باليوم العالمي لسرطان الثدي يهدف لنشر الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة سرطان الثدي، عبر التركيز في أهمية الكشف المبكر كوسيلة أساسية للوقاية. وأضافت أن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر انتشاراً لدى المرأة في إقليم شرق المتوسط، سواء من حيث المعدل السنوي (61 ألف و525 حالة سنوياً)، أو الوفيات (31 ألف و832 حالة سنوياً).
ولفتت بوعنق إلى أن منظمة الصحة العالمية توقعت أن معدل الإصابة بالسرطان والوفيات في المنطقة سيتضاعف خلال السنوات الـ20 المقبلة.
وقالت نقلاً عن آخر الإحصاءات، إن معدل انتشار سرطان الثدي في أمريكا بلغ أكثر من 100 حالة لكل 100 ألف سيدة، بينما بلغ في البحرين وباقي دول الخليج 70 حالة لكل 100 ألف.
وتابعت «يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والنامي على حد سواء، ويلاحظ ارتفاع معدلات وقوع هذا السرطان في العالم النامي نتيجة زيادة متوسط العمر المأمول وزيادة التوسع العمراني واعتماد أنماط الحياة الغربية».
وأردفت «رغم إمكانية إسهام الاستراتيجيات الوقائية في الحد من بعض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، فإن تلك الاستراتيجيات لا تمكن من التخلص من معظم حالات السرطان التي تظهر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث لا يتم تشخيص المرض إلا في مراحل متأخرة».
وقالت إن الكشف المبكر عن المرض يظل حجر الزاوية لمكافحته وعلاجه في الوقت المناسب، حيث تتمثل استراتيجية الكشف المبكر في معرفة العلامات والأعراض الأولى وفحص الثدي بالطرق السريرية.
وأكدت بوعنق أهمية رفع الثقافة المجتمعية بأهمية الوقاية واتباع سلوكيات صحية من شأنها تقليل الإصابة بهذا المرض المميت، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى لتقديم العلاج المناسب لكل مواطن ومقيم، وتبذل جهوداً جبارة لإنقاذ حياة المرضى وتوفير العلاج المناسب لهم.
وأضافت أن الوزارة تجهد للترويج للحياة الصحية واتباع أنماط حياة صحية ليعيش الفرد سليماً ومعافى ومنتجاً، عبر توفير العديد من المواد التعليمية المكتوبة والمرئية والمسموعة حول أمراض العصر ومنها سرطان الثدي. وقص الوزير شريط انطلاق الفعاليات وإطلاق البالونات، بينما تم تخصيص «تي شيرت» للتوقيعات وتوزيع الكتيبات التوعوية والتثقيفية والملصقات الخاصة بفعالية سرطان الثدي. وحضر إطلاق الفعالية عدد من المسؤولين والمعنين بأمراض السرطان، والمرضى وأهاليهم وجمهور العامة.