كتب ـ حذيفة إبراهيم:
انتشرت بين المترشحين المحتملين للانتخابات النيابية والبلدية مؤخراً، استبيانات حول «المترشح الأوفر حظاً»، ما أثار موجة واسعة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر لنتائجها المتناقضة والمضللة، واعتبروها انتهاجاً لسياسة «النوم في العسل».
واستقبلت حسابات التواصل الاجتماعي عشرات الاستبيانات، رغم أن غالبية من يستقبلونها لا يقطنون بدائرة المترشح صاحب الاستبيان، بينما أثيرت تساؤلات حول قانونيتها، باعتبارها تسبق فتح باب الترشح والسماح بالدعاية الانتخابية.
وعلق رئيس نادي التواصل الاجتماعي علي سبكار على الظاهرة، أن هذه الاستفتاءات ليست ذات مصداقية، خصوصاً أنها تعد وتفرع نتائجها من قبل حملة المترشح نفسه.
وأضاف «وصلتني رسالة من أحد المترشحين عن مدينة حمد، ورغم أني لست من سكنة المنطقة إلا أنه طالبني بالتصويت»، موضحاً «الاستبيانات عشوائية، والخاسر الأكبر منها هو المترشح، لأنه يستسلم للنتائج، ويظن أنه بالمقدمة وحظوظه وافرة».
وقال سبكار إن الاستبيانات يجب أن تجريها جهة محايدة، وتعتمد على عينات عشوائية من أهالي الدائرة فقط، فضلاً عن تقييم البرنامج الانتخابي وغيرها من إجراءات تسبق اختيار المترشح الأكفأ.
وأكد أن استخدام الاستبيانات ممكن ولكن بشكل أكثر حرفية، بإرسالها لأهالي الدائرة فقط، وبنسبة لا تقل عن 10% من أصوات الدائرة، لافتاً إلى استبيانات الرأي علم وتخصص، تضطلع بمهامها شركات تخصصية.
وأوضح أن بعض المترشحين يعمدون إلى خداع الناخب، بادعاء أنهم الأوفر حظاً بين مترشحي الدائرة، مستدركاً «المواطنون أصبحوا أكثر وعياً تجاه هذه الألاعيب».
ودعا سبكار، المترشحين إلى طرح استفتاءات حول برامجهم الانتخابية، لتكون أكثر نفعاً مما يفعلونه حالياً بخصوص حظوظهم بالفوز.
وحول قانونية هذه الظاهرة اعتبرها المحامي فريد غازي تجاوزاً، مشيراً إلى أن العديد من التجاوزات تم التغاضي عنها للسماح لبعض المترشحين بالتعريف عن أنفسهم.
وقال «الدعاية يجب ألا تبدأ قبل غلق باب الترشح، أو على الأقل قبل قبول ترشح الشخص، وتستمر إلى ما قبل الانتخابات بـ24 ساعة».
وأوضح أن التجاوزات بخصوص الدعاية الانتخابية «كثيرة جداً» ولا تعــد ولا تحصــى، مستدركــاً «لكن التهنئات في الشوارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تندرج تحت بند التعريف، وهي لا تؤثر على سير العملية الانتخابية».
وأضاف أن هذه الاستبيانات تأتي بنتائج متناقضة، وقال «المضحط أن البعض يعلنون ترشحهم ثم انسحابهم، وهو لم يقيد بعد رسمياً كمترشح».