مقاتلات أمريكية وطائرات سعودية شاركت في الغارات ضد «داعش»
مسؤول عراقي يحذر: المعركة المقبلة على أبواب بغداد
?85 من الأنبار في قبضة «داعش» والتنظيم يضيق الخناق على الرمادي

عواصم - (وكالات): شنت طائرات بقيادة الولايات المتحدة 21 غارة جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قرب مدينة عين العرب «كوباني» السورية أمس، أدت إلى «إبطاء» تقدم التنظيم، بحسب القيادة الأمريكية الوسطى. وفي إحدى أعنف جولات القصف حتى الآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاصر مدينة كوباني، «دمرت» الضربات الجوية التي شنها التحالف منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم، ومبنى، وشاحنة، وعربتين، و3 مجمعات، كما ألحقت أضراراً بالعديد من الأهداف. كما قصف التحالف في غارة جوية أخرى شرق سوريا مصفاة صغيرة للنفط، حسب القيادة.
وقالت القيادة في بيان إن «الدلائل تشير إلى أن الغارات الجوية أدت إلى إبطاء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية» في المنطقة المحيطة بكوباني. إلا أنها قالت إن «الوضع الأمني على الأرض لا يزال غير واضح، حيث يحاول تنظيم الدولة الإسلامية كسب مزيد من المناطق، فيما تواصل الميليشيات الكردية صمودها».
وتهدف الضربات الجوية إلى «اعتراض» تعزيزات تنظيم الدولة الإسلامية وإعاقة جهوده للتزود بالإمدادات ومنعه من «تجميع قواته القتالية» للسيطرة على الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد في كوباني، بحسب القيادة الأمريكية.
وأضافت أن المقاتلات الأمريكية شاركت في الغارات إضافة إلى طائرات سعودية.
ويحقق التنظيم المتطرف مكاسب متزايدة على الأرض في المناطق المحيطة بكوباني، وتردد أنه سيطر على نصف المدينة المحاذية للحدود التركية. ويحرز التنظيم كذلك تقدماً في محافظة الأنبار غرب العراق.
ويعقد القادة العسكريون في الائتلاف الدولي اجتماعاً في واشنطن بينما لم تنجح الغارات الجوية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا في وقف تقدم الجهاديين خصوصاً في عين العرب حيث يحتل مبنى وسط المدينة.
ويشارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اجتماع القادة العسكريين وذلك للمرة الأولى منذ بدء حملة غارات الائتلاف الذي يضم 22 دولة على مواقع التنظيم المتطرف.
ويشارك في الاجتماع ضباط كبار بينهم رؤساء أركان يمثلون 22 بلداً هي أستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وألمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ولبنان وهولندا ونيوزيلندا وقطر والسعودية وإسبانيا وتركيا والإمارات والولايات المتحدة.
ورغم الغارات شبه اليومية التي تشنها مقاتلات أمريكية ولدول حليفة، وصل الجهاديون للمرة الأولى إلى وسط عين العرب شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أنها «المرة الأولى التي يسيطر فيها التنظيم على مبنى وسط المدينة» منذ بدء هجومه عليها قبل نحو شهر، علما بأن «مقاتليه الذين يتقدمون من الشرق بلغوا وسط عين العرب أكثر من مرة إلا أنهم تراجعوا في السابق بفعل المقاومة الشرسة» للمقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب.
وقالت فايزة عبدي عضو مجلس بلدية عين العرب التي لجأت إلى تركيا إن تنظيم الدولة الإسلامية «بات يطوق المدينة من ثلاث جهات». وفي العراق، سجل الجهاديون تقدماً خصوصاً في محافظة الأنبار حيث لا يزال الجيش العراقي يمنى بالانتكاسات أمام التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من المحافظة منذ مطلع العام.
وفي المحافظة الواقعة غرب العراق على الحدود مع سوريا والأردن والسعودية، كان آخر انسحاب للجيش العراقي مع فرار 300 من جنوده من مركز لهم قرب مدينة هيت.
وأعلن مسؤول من الشرطة المحلية أن قضاء هيت الذي كان أحد المعاقل الأخيرة للحكومة في المحافظة بات «تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية %100». وأشارت الأمم المتحدة إلى أن المعارك من أجل السيطرة على المدينة في وقت سابق أدت الى نزوح 180 ألف شخص.
وذكر نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أنه «يمكننا القول إن الأنبار باتت خاضعة بنسبة 85% لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية» الذي يضيق الخناق على الرمادي كبرى مدن المحافظة.
وحذر العيساوي من أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو دون تدخل بري لقوات أجنبية في الأيام العشرة المقبلة فإن المعركة المقبلة ستكون على أبواب بغداد».
من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم قائد القوات المسلحة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أن القادة العسكريين الـ 22 سيتباحثون خلال الاجتماع المقرر في قاعدة اندرو قرب واشنطن في «التحديات ومستقبل الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية». من جهته، صرح المتحدث باسم قائد القوات المسلحة الفرنسية الكولونيل جيل جارون أن باريس «تعتزم المشاركة في إعداد خطة عمل مشتركة ذات هدف إقليمي»، و«الاتفاق حول الجوانب الاستراتيجية المهمة».
وشدد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي على أن أوباما يريــد «التفاوض سريعــاً حــول إجراءات إضافية يمكن أن يقوم بها الائتلاف لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليه في نهاية المطاف».
إلا أن المتحدث لم يشر إلى نـقـاط الخــلاف بيــن الــدول الأعضاء في الائتلاف. ومن نقاط الخلاف هذه مسألة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا، وهو ما تطالب به أنقرة بدعم من باريس غير أن واشنطن تعتبر أنه «غير مطروح على جدول الأعمال» حالياً.
لكن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان دعا إلى تنفيذ ذلك «بشكل عاجل» مؤكداً أنه يعول على «خطــة عمل وتنسيق سيضعها الائتلاف خلال اجتماع رؤساء الأركان». من جهتها، بدأت الأمم المتحدة بتقليص مساعدتها الغذائية بنسبة %40 بسبب مشاكل مالية، حسبما أعلنت المديرة المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي إليزابيث راسموسن. وتوزع الأمم المتحدة مساعدات غذائية على 4.2 مليون شخص في سوريا التي تشهد منذ أكثر من 3 أعوام نزاعاً خلف نحو 200 ألف قتيل.