إسطنبول - (رويترز): تجسدت مخاطر امتداد الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في العراق وسوريا إلى تركيا أمس مع ورود تقارير عن قيام السلاح الجوي التركي بقصف مواقع مقاتلين أكراد غاضبين من رفض أنقرة تقديم يد العون لحماية الأكراد في سوريا. وأعلنت مصادر أن مقاتلات تركية قصفت مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني جنوب شرق البلاد، في أول انتكاسة مسلحة جدية في مفاوضات السلام التي بدأت قبل عامين وتتعرض لتهديد خطير نتيجة الحرب العنيفة في سوريا المجاورة.
وبعد أيام على أعمال عنف تخللت تظاهرات موالية للأكراد في كل أنحاء تركيا قصفت طائرات أف 16 من سلاح الجو التركي مواقع للحزب الذي هاجم بحسب قوى الأمن التركية تكراراً مركزاً للشرطة في بلدة داغليجا جنوب شرق البلاد.
وقتل 35 شخصاً في أعمال الشغب التي وقعت الأسبوع الماضي حين هب أفراد الأقلية الكردية التركية التي يقدر عددها بنحو15 مليوناً في غضب احتجاجاً على رفض الحكومة التركية المساعدة في الدفاع عن بلدة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية والتي تتعرض لهجوم من مقاتلي الدولة الإسلامية.
وهدد الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بالانسحاب من محادثات سلام لإنهاء التمرد الكردي المستمر في تركيا منذ عقود إذا لم يتحقق تقدم بحلول اليوم.
وقال الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «حريت» التركية أمس إن الطيران الحربي التركي هاجم أهدافاً لحزب العمال الكردستاني جنوب شرق البلاد في أول عملية جوية كبيرة منذ بدء عملية سلام قبل عامين. كما نقلت أنباء الغارات وسائل إعلام متعاطفة مع الحزب الكردي. ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة هجمات جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي يسيطر على مناطق كبيرة في سوريا كما استولى على مساحات واسعة شمال العراق خلال الأشهر القليلة الماضية. وما يحدث في تركيا من اضطرابات يظهر خطر امتداد حربين أهليتين معقدتين يشارك فيهما الكثير من الأطراف وهو ما ينطوي على مخاطر لكل دول الشرق الأوسط بلا استثناء.
ورفضت أنقرة الانضمام الى التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن ضد الدولة الإسلامية إلا إذا تصدى أيضا للرئيس السوري بشار الأسد. وفي ضربة للآمال الأمريكية، نفت تركيا أنها توصلت لاتفاق يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة أنجيرليك الجوية في حربها ضد متشددي الدولة الإسلامية.