كتب ـ أحمد الجناحي:
يقال إن الرجل أكثر وفاءً لأصدقائه حتى بعد دخوله عش الزوجية على خلاف المرأة، وأنه ـ أي الرجل ـ يخصص من يومه ولو ساعة لرفقائه، بينما المرأة وبمجرد تطليقها حياة العزوبية تضع صديقاتها في ذيل أولوياتها.
وتتباين الإجابات حول هذه الظاهرة.. بين من يعزو الأمر إلى انشغال الزوجة بزوجها وأطفالها ولا تجد بالتالي وقتاً لصديقاتها، وآخرون يردون الظاهرة إلى طبيعة المرأة، وانتفاء حاجتها للأنيس الاجتماعي بمجرد الزواج!
فتور العلاقة
تؤمن شيرين علي وهي أم لطفل وموظفة بالقطاع الحكومي، أن الزواج لا يعدم الصداقة ولكن يجعلها باردة «ظروف الزواج والمسؤوليات سببت فجوة مع صديقاتي، وساد علاقتنا نوع من الفتور رغم أننا نتواصل بشكل يومي عبر الهاتف إلا أن اللقاء المباشر أصبح صعباً».. زوج شيرين بالمقابل مازال على تواصل مع أصدقائه ويلتقيهم بالأسبوع مرة أو مرتين.
وتعترف جواهر محمد أن خطبتها أبعدتها كثيراً عن أصدقائها بسبب ضيق الوقت «كنت ألتقيهم 4 إلى 5 مرات في الأسبوع، ولكن بعد الارتباط والخطبة أصبحت لا أراهم كثيراً».
تقول جواهر «عندما ابتعدت صديقتي جوجو بسبب ظروف الزواج شعرت بفراغ كبير في حياتي، لم أكن حينها مرتبطة، وفتحت مشرعي الخاص لأشغل نفسي».
وفي رأي غريب ومختلف تقول جواهر إن الزواج يمكن أن يتيح وقتاً أطول للارتباط والتواصل مع الأصدقاء بعد فترة الخطوبة «أيام الدلع بتروح وفي هذه الفترة أنا مشغولة بالتزامات التحضير للعرس ورغم ذلك خصصت يوماً لأصدقائي، وسنجد الوقت للأصدقاء بعد الزواج حتماً».
الوقت متوفر
وتلقي «د . ع» باللائمة على الزوج في انقطاع زوجته عن صديقاتها «أحب التواصل مع صديقاتي ولا أتخلى عنهن بسهولة، وأستطيع التوفيق بين الحياة الزوجية ومسؤولياتها وحقوق الصداقة، لكن المشكلة بزوجي فهو يقضي جل يومه خارج المنزل مع أصدقائه، وبالمقابل يرفض أن تزورني صديقاتي أو أن أخرج برفقتهن».
وترى أن الزواج لا يعدم الصداقة لأن الشخص قادر على ترتيب أولوياته «على الشخص أن يتحلى بفن إدارة حياته، فالشخص قادر على برمجة نفسه مع أي حياة جديدة رغم المسؤوليات والأعباء الإضافية، فلا يسرف في أمر معين على حساب آخر، وسبل التواصل كثيرة وعديدة بوجود التكنولوجيا».
عملية تلقائية
شيماء القاسم تجمعها علاقة صداقة قوية مع زميلتها مريم، تحولت تدريجياً إلى علاقة بين أسرتين «اعتبرها بمثابة أختي، ولطالما وقفت بجانبها في حل مشاكل أسرية ومادية، وكانت مطلعة على كل تفاصيل حياتي، لكنها للأسف لم تراع كل هذا بمجرد زواجها».
ولا تختلف حكاية سارة الخالدي كثيراً، فما أن تزوجت صديقتها بدأت تشعر باختلاف المعاملة، رغم أن صداقتهما تعود لأيام الدراسة «فجأة أصبحت حذرة وتتحدث بتحفظ على غير عادتها، إذ كانت قبلاً اجتماعية منفتحة تتحدث بتلقائية وحماس أمام الجميع».
ظلت سارة تزور صديقتها بين الفينة والأخرى وتسترجع معها ذكريات الماضي، إلا أن الصديقة المتزوجة لم تبادلها الزيارة، رغم إصرارها على الدعوة، وهكذا فهمت سارة أنه لم يعد مرحباً بها، فآثرت الانسحاب بهدوء، وكما توقعت فإن الصديقة لم تكلف نفسها يوماً عناء الاتصال بها، ولكأنها تخلصت من عبء ثقيل.
وقطعت حصة الراشد علاقتها بصديقاتها المتزوجات تدريجياً وبشكل تلقائي، ولم تشعر بأي صدمة أو تغير جراء ذلك، لأنها تدرك أن عمر الصداقات بين الفتيات قصير للغاية، ينتهي إما بانقضاء سنوات الدراسة، أو بعد الزواج «أعتقد أنه مسار طبيعي، بعكس ما يحصل في الصداقات بين الرجال، التي قد تمتد من الطفولة أو سنوات المراهقة والدراسة إلى ما بعد الزواج وحتى سن متأخرة من العمر».
وتجد غادة راشد في الفتاة التي تضع حداً لعلاقتها مع أقرب صديقاتها بمجرد الزواج «إنسانة أنانية، وقليلة الوفاء، ولا تعرف معنى للصداقة». وتقول إن هذا النوع يعتقد أن وجود صديقة في حياتها قد يسبب لها مشاكل مع زوجها هي بغنى عنها، وتكون النتيجة أن تبادر إلى قطع تلك العلاقة قبل أن يعترض الزوج أو يعبر عن ضيقه من تلك الصداقة.