كتب - أحمد جناحي:
عابراً قارات العالم ودوله، بأصوات الفنانين وعزف المبدعين؛ جاء مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته الـ 23 هذا العام؛ ليقدم أشكالاً متنوعة من الموسيقى والغناء، الممزوجة بالروح الشبابية والخبرة الفنية، لجمهور مدهش. انطلق المهرجان من خلال حفل فني جماهيري ملأ مدرجات مسرح البحرين الوطني، قدمته الفنانة البريطانية ليونا لويس. وأشركت فيه جماهيرها بالعديد من الأغنيات الاستثنائية، إذ قدمت لجمهورها أشهر ألحانها المنتقاة من ألبوماتها التي تصدرت قوائم الألبومات العالمية.
ليونا التي تعد واحدة من أبرز الأسماء في عالم موسيقى البوب، والتي حازت على عدد من الجوائز العالمية .. جاءت إلى البحرين لتقدم نموذجاً من قدرتها الصوتية المميزة للجماهير المتعطشة إلى فنها في المنطقة. وهي كذلك التي أدت الأغنية الرئيسة للفيلم الشهير أفاتار. ومن أوروبا كذلك جاءت فرقة أوركسترا الحجرة لفيينا وبرلين، التي قدمت روائع الموسيقى الكلاسيكية، وفي حوار إبداعي فريد بقيادة النمساوي الشهير راينر هونك، أدت فيه الفرقة أجمل مقطوعات مشاهير الموسيقى مثل موزارت وهايدن ودفوراك وغيرهم.
جمعت الأمسية، التي شهدت حضوراً واسعاً ومتنوعاً، أناقة وسلاسة أنغام الآلات الوترية التي تتميز بها فيينا، والتألق الآسر والعواطف الجياشة لآلات النفخ التي اشتهرت بها برلين لتشكل أوركسترا الحجرة لفيينا وبرلين، هذا التعاون الذي مضى عليه عشر سنوات بين أوركسترات فيينا وبرلين الفيلهارمونية يتمازج بكل تناغم لينتج أعذب الألحان الكلاسيكية وأروعها، ما أهلها لتحتل مكانة رائدة في طليعة الأوركيسترات العالمية.
كذلك شارك الفنان السويسري باستيان بايكر بحفل فني جماهيري قدم خلاله موسيقى البوب والروك، متقاسماً مشاعره وأحاسيسه بأشهر أغنياته التي تعاون فيها مع نخبة من الموسيقيين والمنتجين في أوروبا وأمريكا الشمالية، مستحضراً فيها تجربته وخبراته الإنسانية.
قام بايكر خلال السنوات القليلة الماضية بإحياء مئات الحفلات الناجحة في العديد من المحافل المرموقة حول العالم، مثل مهرجان مونترو للجاز، ومهرجان باليو، وفرانكوفوليز دي لا روشيل، وأولمبيا أوف باريس، فافتتح حفلات بعض من أهم الأسماء في عالم الموسيقى مثل إلتون جون، برايان أدامز، جوني هاليداي، ومارك لانيغان.
البرتغال أيضاً كان لها حضورها الشهي في مهرجان البحرين الدولي للموسيقى هذا العام، فأحيت الفنانة كارمينو حفلاً فنياً مميزاً، شدت فيه بمجموعة من أغنياتها المتنوعة في حفل التقى فيه الجمهور البحريني بفن الفادو التي تتميز به كارمينيو، وحضره عدد من المهتمين بالفن والموسيقى. . كارمينيو تنحدر من عائلة من الموسيقيين، وتشربت ثقافة الـ «فادو» منذ سنٍ مبكرةٍ، فاعتادت الاستماع لتسجيلات والديها وحضور لقاءات المغنيين التي كانت تعقد في المنزل. وقد جالت كارمينيو بعد صدور ألبومها الأول أنحاء العالم بفنها وشاركت في احتفالات ومهرجانات كثيرة.
من الوطن العربي كانت عائشة رضوان قد صدحت بصوت الغناء الصوفي، من خلال حفل فني .. غنت فيه شيئاً مما تضمنته ألبوماتها. وكثيرة هي الألقاب التي عرفت بها الفنانة المغربية عائشة رضوان، وجميعها تشير إلى موهبتها الغنائية المتميزة، وهي موهبة تستغلها لإحياء العصر الذهبي لمدرسة الموسيقى العربية. هي مغنية بالفطرة، الأمر الذي سمح لها بإجادة طيف واسع من الأساليب الموسيقية، من الغناء الأمازيغي إلى الجاز والكلاسيكي الغربي والغناء العربي الأصيل.
أما ختام المهرجان فكان مسكاً أردنياً، في حفلٍ ألهب قلوب الحاضرين بدفئه للفنانة مكادي نحاس. إذ قدمت الفنانة مكادي نحاس في حفلها باقة من أغنياتها التي تمتزج فيها مختلف الألوان الكلاسيكية والتراثية لتحمل عبق تراث العصر الذهبي للموسيقى العربية، مستلهمة موسيقاها من الموروثات السمعية العربية المختلفة، ومؤدية أغنياتها بلهجات محلية، متجاوزة تعبها بعد الولادة حيث أنجبت قبل بضعة أيام.
970x90
970x90