عواصم - (وكالات): قتل 662 شخصاً أغلبهم من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش في المعارك التي تشهدها مدينة عين العرب «كوباني» شمال سوريا منذ شهر بين التنظيم المتطرف والمقاتلين الأكراد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أن تقدم الدولة الإسلامية في كوباني توقف أمس بعد أن شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أعنف غارات جوية حتى الآن على مقاتلي التنظيم الذين يهاجمون البلدة منذ نحو شهر. في الوقت ذاته، أكدت الولايات المتحدة مقتل «مئات» الجهاديين في المدينة لكنها حذرت من أن المدينة مهددة بالسقوط في أيدي «داعش» الذي يحرز تقدماً في العراق. وشنت القوات الأمريكية 14 غارة جوية ضد جهاديي «داعش» قرب المدينة.
وأوضحت قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى في بيان أن الغارات دمرت 19 مبنى يحتله الجهاديون ومركزين للقيادة. ومصير كوباني، ثالث مدينة كردية في سوريا على الحدود مع تركيا والتي أصبحت في العالم أجمع رمز مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، يبقى غامضاً بعد شهر من المعارك الطاحنة.
وبلغ الأمر بالجهاديين حد احتلال نصف المدينة، لكن المقاتلين الأكراد يبدو أنهم استعادوا السيطرة على بعض الأحياء بفضل كثافة القصف الجوي الأمريكي.
وخلال سلسلة جديدة من الضربات التي تأتي في إطار عملية «العزم التام»، لم يعلن الأمريكيون استهداف مواقع للجهاديين في العراق. وأقر منسق التحالف الدولي الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن بأن الخيار العسكري والضربات الجوية لا تكفي لإلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف. من جانبه، تحدث البنتاغون عن مقتل «مئات» المقاتلين المتطرفين جراء القصف الجوي «في كوباني وحولها». وفي الوقت الذي شهدت فيه المدينة الحدودية مع تركيا اشتباكات جديدة، شن المقاتلون الأكراد في مدينة راس العين القريبة والحدودية مع تركيا أيضاً في محافظة الحسكة هجوماً على موقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» على بعد نحو 30 كلم إلى الغرب وقتلوا 20 من عناصره. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «662 شخصاً قتلوا في الاشتباكات في عين العرب منذ بدء هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» عليها في 16 سبتمبر الماضي».
وأوضح أن 374 من مسلحي التنظيم قتلوا في الاشتباكات، فيما قتل 258 مقاتلاً من «وحدات حماية الشعب» الكردية، و9 مقاتلين أكراد آخرين، ومتطوع قاتل إلى جانبهم، و20 مدنياً كردياً.
وشدد مدير المرصد على أن حصيلة قتلى المعارك لا تشمل الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على المدينة.
في شأن متصل، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمام البرلمان أن بلاده ستعيد نشر طائراتها بلا طيار من أفغانستان لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق. وأوضح أن طائرات ريبر المسيرة عن بعد ستنفذ مهام استطلاع وتحديد مواقع وجمع بيانات دعماً للقوات العراقية والائتلاف الدولي التي تواجه التنظيم شمال العراق. كما أنها قادرة على إلقاء القنابل وإطلاق الصواريخ.
وأسفرت هجمات استخدمت في تنفيذ بعض منها سيارات مفخخة، عن 26 قتيلاً وعشرات الجرحى في العراق، كما أفادت مصادر أمنية وطبية، فيما أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجمات.
من ناحية أخرى، قال زعيم كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان الألماني فولكر كودر «حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل» إنه «لا يستبعد تسليح حزب العمال الكردستاني في إطار مساعي القضاء على متشددي الدولة الإسلامية». وترسل ألمانيا أسلحة إلى الأكراد شمال العراق لكن ميركل استبعدت من قبل مساندة حزب العمال الكردستاني الذي حارب طوال عشرات السنين من أجل الحصول على حكم ذاتي لأكراد تركيا وتعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وفي شأن آخر، أعلنت الخارجية الروسية أن روسيا والولايات المتحدة لم تتفقا على تقاسم المعلومات المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية. من جهة ثانية، أعلنت الشرطة الماليزية توقيف 14 شخصاً للاشتباه بارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية من بينهم مهندس حكومي وشخصان كانا يستخدمان فيسبوك لتجنيد مقاتلين.
في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة النمسوية بناء على طلب مدع في ميونيخ جنوب ألمانيا زوجين ألمانيين يشتبه في أنهما توجها للقتال في سوريا والمشاركة في الجهاد، كما أعلنت الشرطة البافارية.
في سياق متصل، نفذت أجهزة مخابرات كوسوفو بنجاح عملية إنقاذ لطفل يبلغ 8 سنوات كان وقع بين أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا حيث اقتاده والده الذي يقاتل مع التنظيم المتطرف.