عواصم - (وكالات): شن التحالف الدولي أمس ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش في مدينة عين العرب «كوباني» الكردية السورية بينما قللت واشنطن من خطر الجهاديين على العاصمة العراقية بغداد. في الوقت ذاته، قام مسلحون من «داعش» بالتحليق في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك تحت إشراف ضباط عراقيين سابقين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان إن تنظيم «الدولة الإسلامية «أصبح يمتلك 3 طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع «ميغ 21» و»ميغ 23». وأضاف «يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي الذي تم حله وهم عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» على تدريب المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات على قيادة هذه الطائرات من خلال دورات تدريبية». وذكر أن هذه التدريبات تجري «في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات «داعش» في سوريا». نقل المرصد عن سكان في حلب في شمال سوريا قولهم إنهم «شاهدوا طائرة تحلق على علو منخفض في أجواء المنطقة بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري». وبحسب المرصد، فقد استولى تنظيم «الدولة الإسلامية» على هذه الطائرات بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة. ويسيطر التنظيم على مطار الطبقة العسكري في الرقة شمال سوريا، والجراح في حلب، والبوكمال في دير الزور شرق البلاد.
في موازاة ذلك، وبعد أكثر من شهر على بدء هجوم التنظيم الجهادي على كوباني التي سيسمح له الاستيلاء عليها بتعزيز سيطرته على الحدود التركية السورية، ما زال المقاتلون الأكراد تساعدهم ضربات مكثفة ومحددة الأهداف يتصدون للجهاديين.
وما زال مستقبل المدينة التي أصبحت رمزاً لمكافحة الجماعة المتطرفة التي ارتكبت فظائع في سوريا والعراق غير واضح على الرغم من المعارك الطاحنة التي أودت بحياة أكثر من 700 شخص كما ذكر المرصد السوري. وقد دفعت المعارك مئات الآلاف من الأشخاص إلى النزوح. ورغم خسارتهم مربعهم الأمني في المدينة الحدودية مع تركيا والتي تبلغ مساحتها بين 7 كيلومترات مربعة، يبدي المقاتلون الأكراد مقاومة شرسة تساعدهم على ذلك ضربات التحالف الدولي التي يجري تنسيقها بين القوات الكردية والأمريكية. وذكر المرصد السوري أن التنظيم الجهادي المتطرف «نفذ هجوماً على نقاط سيطر عليها مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية قبل يومين، حيث استمرت الاشتباكات حتى ساعات الفجر الأولى». وأضاف أن الهجوم الذي تمكن الأكراد من صده «تزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي 6 ضربات جوية استهدفت تمركزات التنظيم في منطقة الاشتباك في القسم الشرقي من مدينة عين العرب». في مقابل ذلك، نفذ المقاتلون الأكراد «هجوماً على نقطة تمركز «داعش» عند طريق حلب جنوب غرب مدينة عين العرب حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، لتتحول بعدها إلى اشتباكات متقطعة». وأعلن المرصد السوري أيضاً أن ضربات التحالف الدولي قتلت 13 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطق مختلفة من كوباني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هناك تنسيق بين القوات الكردية والأمريكيين، إذ إن الأكراد يعطون الأمريكيين إحداثيات» خلال الاشتباكات. ويسيطر مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الأكراد، منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 سبتمبر الماضي.
واعترف الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» جون كيربي بأن كوباني ليست نقطة استراتيجية بالضرورة. وفي العراق المجاور لسوريا، سعت الولايات المتحدة التي اعترفت أولا بأنها قلقة من تقدم الجهاديين الذين يسيطرون على الجزء الأكبر من محافظة الإنبار على الرغم من الضربات، إلى الطمأنة بشأن مصير بغداد على الرغم من هجمات الجهاديين.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» «نعتقد أن بغداد حالياً في منأى عن تهديد وشيك». وأضافت «لا يوجد في الوقت الراهن تجمع كبير لقوات للدولة الإسلامية في الخارج، استعداداً لدخول» العاصمة العراقية.
وقد بدأت قوات عراقية تنفيذ عملية واسعة بمساندة طيران دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لاستعادة السيطرة على مناطق شمال مدينة تكريت شمال بغداد، التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما ذكرت مصادر رسمية وأمنية.
في الوقت ذاته، فرضت السلطات العراقية حظراً للتجوال في مدينة الرمادي، بالتزامن مع إحراز المقاتلين المتطرفين تقدماً في معارك الأنبار ضد الجيش العراقي. في غضون ذلك، وجه تحسين سعيد علي بك أمير الإيزيديين في العراق والعالم نداء إلى المجتمع الدولي والحكومة العراقية للمساعدة في استرجاع أكثر من 3000 شخص معظمهم من النساء والأطفال، قام التنظيم المتطرف بخطفهم، ويقوم ببيعهم في أسواق الرقيق. من جانبه، قال قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية تؤثر على التنظيم لكن الحملة ستستغرق وقتاً، موضحاً أن مكافحة التنظيم في العراق يبقى «الأولوية» بالنسبة للولايات المتحدة بينما تهدف الغارات الجوية في سوريا في المقام الأول إلى عرقلة خطوط إمدادات العدو.
ورأى الجنرال أوستن الذي يشرف على حملة الغارات الجوية في العراق وسوريا «إشارات مشجعة» بعد الغارات الأخيرة في محيط مدينة عين العرب.
من ناحية أخرى، شدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو على الطابع « الإنساني المحض « للمنطقة العازلة التي ترغب أنقرة في إقامتها شمال سوريا لحماية اللاجئين الهاربين من الحرب.