مع بدء العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان المبارك ، طمان تجار مواد غذائية المواطنين بتوفر معروض وفير من مختلف أصناف الأغذية من لحوم حمراء وبيضاء وأسماك وخضراوات وفواكه وورقيات وحتى زيوت نباتية وسكر وأرز.
واستبعدوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا) حدوث اي شكل من أشكال النقص بالمعروض هذه السنة، متوقعين في نفس الوقت ان لا يطرأ تغير ملموس على أسعار السواد الأعظم من السلع الغذائية.
ونصح التجار المواطنين والمقيمين الى تغيير نمطهم الاستهلاكي بعدم اللجوء الى تخزين المواد الغذائية والتدفق بأعداد كبيرة الى الأسواق مطلع الشهر الفضيل خوفا من حدوث نقص، الأمر الذي قد يحدث إرباكا غير مبرر في الأسواق.
استقرار أسعار الخضراوات والفواكه
وطمأن المدير التنفيذي لمجموعة شركة نادر وإبراهيم أبناء حسن والمستثمر بالأغذية، إبراهيم الأمير، مجموع المواطنين والمقيمين من توافر كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه تكفي لتغطية احتياجات الجميع في كامل شهر رمضان المبارك.
وعزا الأمير تطميناته الى جاهزية جميع التجار بتوفير معروض وفير من كافة الاصناف الخضرية وغيرها من فواكه وورقيات الأمر الذي سيساهم في استقرار اسعار الغالبية العظمى من السلع الغذائية المستوردة من جميع أنحاء منطقة الشرق الاوسط.
وتوقع الأمير ان يصل معدل الاستهلاك من الخضراوات والفواكه بكامل شهر رمضان المبارك هذه السنة الى ما يعادل 10 آلاف طن، أي بنفس معدلات العام الماضي، مبديا انطباعا جيدا من وجود مخزون استراتيجي يغطي احتياجات الجميع لشهر كامل وأكثر.
واوضح الأمير بأن ما يميز رمضان هذه السنة حلوله بموسم الصيف الذي تكثر فيه المحاصيل الزراعية ويزداد الإنتاج الخضري من الدول المجاورة الشقيقة كالسعودية والأردن ولبنان، ما سيحول دون ارتفاع اي اسعار او تغيرها بصورة جذرية.
ولكن، أبدى الأمير بعض التخوف من احتمالية انقطاع انتاج بعض السلع الزراعية من الانتاج السعودي كالبصل والبطاطا والقرع والبوبر والبطيخ بسبب نقص المياه هناك وامكانية منع تصديرها، الا انه عاد ليؤكد توفير بدائل من دول اخرى كالبطاطا من مصر وباكستان والهند والصين ولبنان وقبرص. اضافة الى توفير البطيخ والشمام من الأردن والإمارات والهند وايران.
ودعا الأمير في ختام تصريحه لـ (بنا) بعدم التهافت على الشراء في الايام الاولى من الشهر الفضيل حتى لا يحدث إرباك مفاجئ بمعادلة العرض والطلب من الخضراوات والفواكه.
اللحوم الحمراء رقم واحد بمائدة الإفطار
وفيما يخص سوق اللحوم، توقع تاجر اللحوم بسوق المنامة المركزي ، سيد ناصر الحليبي أن يتضاعف استهلاك المواطنين والمقيمين من اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان المبارك ليصل الى 4000 رأس يوميا، وبحد أقصى 5000 رأس يوميا مطلع الشهر الفضيل. ليصل إجمالي الاستهلاك المحلي هذه السنة إلى اكثر من 120 ألف رأس غنم، بمعدل يفوق ما سجل في رمضان الماضي.
وعن أبرز شحنات اللحوم الحية المستوردة هذه السنة، أوضح الحليبي بأنه بحسب الوعود الحكومية من المتوقع ان تصل المملكة أواخر يونيو الجاري باخرة مواشي محملة بأكثر من 40 ألف رأس غنم صومالي لتغطية احتياجات السوق مطلع الشهر الفضيل.
وبين الحليبي بأنه من المفترض التحضير لشهر رمضان المبارك قبل شهرين من قدومه، مشيراً الى ان الطلب على لحوم الأغنام والأبقار يبدأ بالتزايد تدريجيا منذ منتصف شهر شعبان الجاري، ويصل ذروته القصوى خلال أول 4 أيام من شهر رمضان.
ولفت الحليبي الى عدم وجود إشكالية باللحوم المبردة المستوردة عن طريق الجو، ولكن يبقى السؤال حول الكميات المطروحة من اللحوم الحية، لافتا الى ان السوق المحلي يستهلك في أواخر الأسبوع بأيامه العادية ما بين 2800 الى 3400 رأس يوميا.
تنوع معروض الزيوت والأرز والسكر
وفيما يتعلق بالسلع الغذائية الأساسية، توقع عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الأغذية في غرفة تجارة وصناعة البحرين، إبراهيم الدعيسي بأنه لا توجد ضغوط تذكر على السكر الذي نزل سعره من 15 دينار الى 13 دينار لكل 50 كغم، مع توافر أصناف متعددة أبرزها الهندي والتايلندي.
وبالنسبة للزيوت النباتية، أكد الدعيسي بأن أسعارها في تناقص، حيث من المتوقع ان يصل سعرها بالجملة هذه السنة الى 7 دنانير مقابل 10 دنانير العام الماضي.
أما بالنسبة للأرز، فيرى الدعيسي بأن أسعاره شهدت حركة تصحيحية بارتفاع يصل الى دينار واحد نتيجة قلة معروضه في بلدان المنشأ كباكستان والهند.
كما اكد الدعيسي عدم حدوث تغيير على 90% من مائدة رمضان الغذائية في المملكة هذه السنة مع استقرار غالبية
الأسعار، مطمئنا المستهلكين بتوافر مخزون غذائي يغطي كامل الشهر الفضيل ويزيد لموسم آخر.
واوضح الدعيسي بأن شهر رمضان يشكل فرصة ذهبية لجميع تجار الأغذية لتعويض بعض خسائر الأشهر الستة الأخيرة، وكذلك الحال بالنسبة للمستهلكين الذين سيستفيدون من توفر السلع الغذائية المختلفة بأسعار تنافسية في متناول الجميع وبتنوع كبير في المعروض.
الأسماك الحلقة الأضعف بقائمة المشتريات
أما بالنسبة لسوق الأسماك، قال الجزاف مكي سرحان بأن الوضع اعتيادي كما هو الحال في كل سنة، حيث يخف الطلب على كافة انواع الاسماك في النصف الأول من الشهر الفضيل، ويعود بالتصاعد تدريجيا بالنصف الثاني منه.
واضاف سرحان بالقول: "يصبح الإقبال على السمك ضعيف نسبيا مع تفضيل المواطنين والمقيمين للحوم الحمراء والبيضاء من الدواجن، ولكن يعود السمك ليصبح صنفا اساسيا على مائدة الإفطار بعد العاشر من رمضان، وزياد تواجده بأطباق الغبقات".
وتوقع سرحان أن يسجل الطلب على الروبيان بكافة أحجامه ارتفاعا ملحوظا مع اقتراب موعد رفع الحظر عن صيده بحلول السابع من رمضان.
وحول أبرز الاصناف السمكية التي ستنال نصيب الأسد في شهر رمضان، قال سرحان بأن الطلب سيتركز على انواع الصافي والشعري مطلع الشهر الفضيل، تليها الهامور والحمام والكنعد ذات الاحجام الكبيرة بحلول منتصف الشهر، بمعدل زيادة في الاقبال تتراوح ما بين 60 الى 80% مقارنة بالأيام العادية.
وتوقع سرحان ان تصل الذروة في الإقبال على الأسماك في العشر الأواخر من الشهر الفضيل مع ملل الناس من اللحوم الحمراء ورغبتها بتنويع موائد الإفطار.
كما توقع ان يتمكن الصيادون من تنزيل ما بين 5 الى 20 طن من مختلف أنواع الاسماك يوميا خلال رمضان، في حل كانت الأجواء عادية بموسم صيف هذه السنة، دون ان تطرأ ارتفاعات شديدة بدرجات الحرارة.