عواصـــم - (وكالات): يســــود التوتـــر العلاقــــات الدبلوماسية بين إيران وباكستان منذ أسبوعين على خلفية مقتل ضباط وجنود من الطرفين على الحدود خلال اشتباكات اندلعت بين مجموعات مسلحة من حركة «جيش العدل» البلوشية الإيرانية وبين شرطة الحدود والحرس الثوري الإيراني في محافظة سيستان بلوشستان التي تقطنها أقلية سنية كبيرة في إيران، والمجاورة لمحافظة بلوشستان الباكستانية.
وفي هذا الصدد، استدعت إيران السفير الباكستاني في طهران للاحتجاج على تسلل مسلحين قادمين من باكستان بعد عدة حوادث مسلحة خلفت 8 قتلى على الحدود، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا.
وقال المدير المكلف غرب آسيا بالخارجية الإيرانية رسول سلامي لدى استقباله السفير الباكستاني نور محمد جدماني «ليس مقبولاً أن يعتدي إرهابيون ومتمردون على بلادنا انطلاقاً من اراضي باكستان ويقتلوا حرس حدودنا». وطلب من الحكومة الباكستانية «اتخاذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث». في الوقت ذاته، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية، السفير الإيراني في إسلام آباد، علي رضا حقيقيان، وأبلغته «احتجاجها الشديد» على مقتل ضابط باكستاني وإصابة 4 جنود على يد القوات الإيرانية أثناء اشتباكات مع مجموعات مسلحة على الحدود. ووفقاً لوكالة «داون» الإخبارية، فإن «باكستان أبلغت السفير الإيراني بطلبها في أن تفتح السلطات الإيرانية تحقيقاً في حادثة مقتل حرس حدودها». وهدد نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، بأن إيران ستتدخل في باكستان لمواجهة المجموعات المعادية إن لم تقم إسلام آباد بضبط الحدود.
وتتجاور محافظة سيستان بلوشستان الايرانية التي تقطنها طائفة سنية مهمة في ايران، مع محافظة بالوشستان الباكستانية. وتشهد بانتظام هجمات ينفذها مسلحون مناهضون لحكم طهران.
وقتل اثنان من حرس الحدود الإيراني وضابط من القوات شبه العسكرية الباكستانية في حادث على الحدود، بحسب مصادر في باكستان وإيران. ومنذ بداية اكتوبر الماضي قتل 5 اشخاص بينهم 4 من عناصر الأمن الايراني في هجمات نفذها مسلحون في المحافظة.
وخطفت مجموعة «جند العدل» السنية في المحافظة 5 من حرس الحدود الإيراني في فبراير الماضي. وافرج عن 4 منهم في أبريل الماضي في حين لايزال مصير الخامس مجهولا.
في سياق منفصل، لقي 7 ضباط من الشرطة الإيرانية مصرعهم أثناء تحطم طائرتهم من طراز «توربو كوماندور» قرب مدينة زاهدان عاصمة إقليم بلوشستان، حيث كانت تحمل فريقا من ضباط وزارة الداخلية كان متوجهاً للتحقيق في أحداث الاغتيالات والعمليات العسكرية في منطقة سراوان.