عواصم - (وكالات): تتواصل حرب الشوارع في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا بين تنظيم «داعش» الذي يحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على المدينة ومقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية الذين يقاومون بضراوة، مدعومين من طائرات الائتلاف الدولي التي تواصل غاراتها على مواقع التنظيم المتطرف، فيما أفادت مصادر داخل المدينة أنها شهدت أعنف قتال منذ أيام حيث هاجم التنظيم المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة. وفي العراق المجاور، سجل تنظيم داعش تقدماً جديداً خلال الأيام الأخيرة في مواجهة القوات الحكومية العراقية.
ونفذت طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة 3 غارات في عين العرب ومحيطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من التنظيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. على الرغم من ذلك، تمكن التنظيم من التقدم في اتجاه وسط المدينة، بينما كان المقاتلون الأكراد ينجحون في استعادة بعض المواقع لجهة الشرق.
وأشار المرصد السوري إلى أن «داعش» تعرض لخسائر فادحة خلال الأيام الأخيرة. وأورد المرصد أن جثث 70 مقاتلاً من التنظيم وصلت تباعاً خلال الأيام الأربعة الماضية إلى المشفى الوطني في مدينة تل أبيض في محافظة الرقة. وقد لقي هؤلاء مصرعهم خلال المعارك مع «وحدات حماية الشعب» في عين العرب.
وقتل في معارك الأمس، بحسب المرصد، 16 عنصراً من داعش و7 مقاتلين أكراد.
وأكد مسؤول كردي محلي في عين العرب إدريس نعسان أن «داعش» استقدم مزيداً من التعزيزات إلى المدينة، مشيراً إلى «أنهم يهاجمون بضراوة، ولكن بفضل الضربات الجوية ورد المقاتلين الأكراد، لم يتقدموا».
وتجري معركة عين العرب تحت نظر العالم بأسره، وتلقى اهتماماً من كل وسائل الإعلام في المنطقة والعالم.
ومنذ نهاية سبتمبر الماضي، نفذ الائتلاف العربي الدولي أكثر من 100 غارة في عين العرب ومحيطها، بحسب الجيش الأمريكي. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأردني الأسبق معروف البخيت أن «نحو 1300 تكفيري أردني يقاتلون في صفوف التنظيم في العراق، وقد قتل منهم ما يزيد عن 200 عنصر».
وفي العراق، قصفت القوات المسلحة الأمريكية مواقع لتنظيم «داعش» قرب بيجي شمال بغداد حيث توجد المصفاة الرئيسية للنفط في البلاد. كما قصفت 5 مواقع في محيط سد الموصل الاستراتيجي تسبب بتدمير آليات ومبنى للتنظيم.
من جهته، يتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى طهران اليوم، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهامه قبل أكثر من شهر، تهدف إلى «توحيد الجهود» في المعارك ضد «داعش».
ورفضت واشنطن مشاركة إيران في الائتلاف الدولي ضد التنظيمات المتطرفة.
من ناحيته، قال وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينيس خلال زيارة لواشنطن إن بلاده سترسل نهاية العام 300 جندي إلى العراق لتدريب قواته على قتال «داعش»، مؤكداً في الوقت نفسه أنها لا تعتزم التدخل ضد التنظيم المتطرف في سوريا. في سياق متصل، أعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب اتفاق بلادها مع الحكومة العراقية على إرسال نحو 200 عنصر من القوات الأسترالية الخاصة إلى العراق لمساعدة الجيش في المعارك ضد «داعش».