أكد المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية د.ياسر العلوي أهمية المشاركة الإيجابية والاختيار الواعي للمترشح المناسب في الانتخابات النيابية والبلدية المقرر إقامتها في 22 نوفمبر المقبل، فيما قال خبير للتنمية السياسية بالمعهد خالد فياض إن تبديل المترشح لانتمائه السياسي، كلما اقترب موعد الانتخابات، فإن ضبابية ما سوف تحيط بتوجهاته في التعامل مع القضايا والمشاكل التي ستواجهه في المجلس، مبيّناً أن الانتماء السياسي يحدد أي الأفكار والبرامج سيتبنى في حالة حصوله على مقعد مجلس النواب.
وأوضح د.ياسر العلوي، خلال مشاركته في المحاضرة التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية بالتعاون مع المحافظة الجنوبية، تحت عنوان «كيفية اختيار المرشح الكفء»، الأحد الماضي بقاعة جمعية دار الحكمة للمتقاعدين، أن المعهد يحرص دائماً في كافة برامجه السياسية على أهمية توصيل أسس التنمية السياسية والوعي الثقافي والسياسي للجميع، وأنه سيركز من خلال برنامج المحاضرات الحالية على الوصول إلى مختلف الشرائح المجتمعية، لاطلاعها على المفاهيم السياسية والقانونية الأساسية التي تدفعها إلى ممارسة حقها السياسي، مما يشجع الجميع على الإقبال إلى الانتخابات لأهمية هذه التجربة الديمقراطية للوطن والمواطنين.
وأشاد بالشراكة مع محافظات المملكة في إطار مواكبة مستجدات المرحلة الانتخابية الحالية، وسعياً لرفع مستوى التنمية السياسية في المجتمع، والوصول للناخب البسيط لكي يؤدي المعهد دوره الكامل ومسؤوليته الحقة في هذا الجانب المهم، موجهاً الشكر لكل من يدعم المعهد في إيصال برامجه إلى جميع شرائح المجتمع.
وأشار العلوي، بحضور أعضاء مجلس إدارة المعهد، وحشد من المتقاعدين، والناخبين والمترشحين، وعدد من أعضاء الجمعيات السياسية والاجتماعية، والمهتمين بالشأن السياسي وعدد من المواطنين وطلاب الجامعة، إلى أن المحاضرة تهدف إلى توعية الناخبين بأهمية المشاركة الإيجابية والاختيار الواعي للمترشح المناسب، وتضمنت عدة محاور مهمة لتحقيق الفائدة المرجوة منها، حيث تطرقت إلى كيفية التعرف على المرشح، وماهية الطرق المثلى لتقييم برنامجه الانتخابي، كما تتضمن مواصفات المرشح الذي يصلح للتمثيل الانتخابي، إضافة إلى كيفية التواصل معه قبل مرحلة التصويت، وبعدها.
آليات اختيار المترشح
وقدم المحاضرة خبير للتنمية السياسية بمعهد البحرين للتنمية السياسية خالد فياض، الذي استعرض عدداً من المحاور، مشيراً إلى أن مهنة السياسي هي من أصعب المهن على مر التاريخ وهو ما عبر عنه ذلك الطبيب النمساوي الأشهر سيجوند فرويد عندما قال ”إن هناك ثلاث مِهن يبدو أنها في غاية الصعوبة لأن الفشل فيها مُتوَقـع سلَفاً « فَنُّ حُكم الناس وتدبير شؤونهم، وفن تربيتهم، وفن علاجهم، مشيراً إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء مجلس النواب والتي تجعلنا نفكر دائماً في من هو المترشح المناسب الذي نستطيع أن نختاره كممثل عنا بعيداً عن أية أهواء شخصية أو انتماءات تحت وطنية «أسرية، عائلية، قبائلية»».
وبين أن آليات اختيار المترشح المفضل، تكون أولاً من خلال الخلفية الاجتماعية والاقتصادية والتربوية للمرشح، ومستوى تعليمي معين حيث إن ذلك يساعده على التعاطي الإيجابي مع عضوية المجالس المنتخبة، ومستوى مهني معين حيث إن الوظائف التقنية تكون أكثر قدرة على تخصيص ساعات معينة للعمل مع الناخبين من الوظائف الحرفية «العامل – المزارع « التي عادة ما يكون الوقت ملكاً لصاحب العمل، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي، مشدداً على أهمية أن يحرص الناخب في اختيار مرشحه أن يضع في اعتباره النشاط الرئيس للناخبين في تلك الدائرة الانتخابية فليس من المنطقي أن يكون النشاط الرئيس للناخبين العمل الحرفي.
وتحدث المحاضر حول مزايا إعادة اختيار المرشح والأعضاء السابقين في المجالس المنتخبة انطلاقاً من الشهرة التي حصل عليها وعلاقاته المعقدة التي أقامها مع مؤسسات الدولة أو مع أي من المرشحين الآخرين أو الخبرة التي اكتسبها من العمل التشريعي.
واستعرض أيضاً عيوب إعادة اختيار الأعضاء السابقين والمحسوبية، والعمل على إبطاء انتشار المحسوبية»، وتحديد الأهداف، وهل هدفه وقدرته «التغيير أم التطوير أم الحفاظ» والقدرة على تحديد وإنجاز الأولويات، وأن يكون لديه برنامج سياسي ورؤية متكاملة لمستقبل الوطن في «أفكاره.. أهدافه.. أدواته.. ومدى تلبيتها لاحتياجات الناخب» والتواجد المستمر في دائرته وبين من انتخبوه سواء بشخصه أو من يمثله والانضمام إلى كيان أو مؤسسة أو جمعية معروف تلقيها أموالاً من الخارج وعدم تلقيه هو شخصياً أية أموال أجنبية لمخاطر ذلك على عملية تضارب والانتماءات.
الوعي السياسي الدقيق
وأكد خالد فياض ضرورة أن يكون المترشح على معرفة تامة بقضايا الشأن العام في بلاده والتفاعل معها ومتمتعاً بالوعي السياسي الدقيق وعارفاً بالشؤون الدولية والقضايا الكبرى للوطن والقدرة على المتابعة الدقيقة لأداء الحكومة ومواجهتها إن أخطأ، وكفاءة واحترافية فريق العمل الذي يعمل معه، ويجب أن يكون مدير حملته يمتلك القدرة على تعبئة وتحريك الجماهير وامتلاك الحس التنظيمي والقدرة على التصرف في الطوارئ واتخاذ القرار والإيمان بتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات والإيمان بحدود الدولة الطبيعية والسياسة والإيمان بالديمقراطية كسلوك أولاً ونظام سياسي ثانياً والقدرة الإبداعية على التعامل مع مصادر المعلومات وتحصيلها والاستفادة منها في رسم الخطط واتخاذ القرارات، الابتعاد عن المثالية والشعارات الرنانة والإيمان بالواقعية السياسية والاقتصادية.
ودار بعد ذلك نقاش سياسي واجتماعي ومداخلات من جمهور الحضور أجاب عليه المحاضر، وقدم أمثلة ومحلية أضافت بعداً كبيراً للتعريف بالجمهور بالعديد من الآليات في اختيار الناخب، وتطرق الحديث أيضاً عن الانتخابات السابقة، وعدم إيمان الجمهور ببعض المرشحين الذين اختارهم ولم يكونوا على قدر المسؤولية.