كتب - محرر شؤون الانتخابات:
أجمع مراقبون ومحللون سياسيون، على أن بعض الجمعيات السياسية الإسلامية شهدت مؤخراً تراجعاً في شعبيتها وبريقها الذي كانت تحظى به في السابق، ما دفعها إلى الدخول في تحالفات وتنسيقات مع جمعيات أخرى أكثر شعبية وثقلاً بالشارع البحريني.
وقالوا إنه رغم تاريخ جمعية المنبر الوطني الإسلامي في العمل الوطني والسياسي، فإن ما شهدته الفترة الماضية، وتحديداً تجربة انتخابات عام 2010، دفعها إلى طلب التنسيق والتحالف في الانتخابات المقبلة مع جمعية الأصالة الإسلامية التي تحافظ على شعبيتها وثقلها.
وأوضحوا، أن جمعية المنبر حرصت على التحالف مع الأصالة كون الأخيرة تحمل نفس الصبغة، وخاصة أن هناك تطابقاً في التطور السياسي، لافتين إلى أن المنبر والأصالة في قارب واحد - على حد قولهم -.
من جانبه، أكد أحد المحللين السياسيين بإحدى الجمعيات، أن «المنبر جربت دخول الانتخابات بالتحالف مع الأصالة وبدونها، وكانت خسائرها بدونها فادحة، مشيراً إلى أن الأصالة تستند على شعبية كبيرة.
وبين، أن شعبية الأصالة تتواجد في الدوائر التقليدية والتاريخية للجمعية، وهي بذلك أكثر ضماناً من المنبر، لذا تصر المنبر على ذاك التحالف أو حتى التنسيق.
وأوضح، أن المنبر تعيش حالة من التوجس بعدما تراجعت شعبية الإخوان مؤخراً بشكل كبير، وتحالفها مع الأصالة قد يخفف من ذلك التراجع، وخاصة أن المنبر تخشى من الكتل الانتخابية التي قد تستهدفها كما حدث في انتخابات 2010 وأسقطت مرشحيها بدائرتين.
وتوقع المحلل السياسي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، عدم حرص جمعية المنبر بفوز كامل العدد الذي رشحته في قائمتها، ولكن ما يعنيها تخفيف الخسائر بقدر المستطاع، بمعنى أنها حتى وإن دخلت بعدد أقل في المجلس، فإن النتائج في الدوائر التي فشلت الجمعية فيها يجب أن تبدو وكأنها تنافسية أي دخلوا فيها دوراً ثانياً، أو كانت الفروق ضئيلة بينهم وبين منافسيهم، إذ إن ذلك ينفى على الأقل من تراجع شعبيتها.
وشدد، على أن المنبر تتجنب كل تلك السيناريوهات عبر تحالفها أو التنسيق - في أضعف الاحتمالات - مع الأصالة، فالمنبر أكثر ثقة في تنظيم الأصالة والتزام جمهورها، من ثقتها في باقي تنظيمات وجماهير جمعيات الائتلاف.
وفي السياق نفسه، أكد أحمد العامر، أن سبب حرص جمعية المنبر على التحالف مع الأصالة ينطلق من كونها تحمل نفس الصبغة السياسية، مشيراً إلى أن هناك تطابقاً في التطور السياسي بين الجمعيتين، لذا فإن احتمال تشكيل لوبي إسلامي قائم في أي وقت، لافتاً إلى أن التيارات الإسلامية فقدت الكثير من الامتيازات مؤخراً، مؤكداً أن المنبر والأصالة في قارب واحد.
وأشار إلى، أن الأصالة لها ثقل وتأثير على جمهورها، وهو ما يشجع الآخرين على التحالف معها، خاصة بعدما شهدته المنبر مؤخراً من ظروف إقليمية، وتراجع شعبية الإخوان.
وأكد العامر أنه على الجمعيات السياسية الإسلامية أن تسعى جاهدة لاستقطاب دماء جديدة من مختلف مكونات المجتمع، لخلق فكر وأيدلوجية جديدة أكثر مصداقية للشارع، معتقداً أن مشكلة الجمعيات السياسية هو فقرها في وضع الخطط الاستراتيجية، ودراسة الذات من حيث معالجة الضعف واستثمار القوى الموجودة للجمعية، وأيضاً استثمار الفرص في الظرف الحالي والمتوقع، وأخيراً ضعف الكفاءات وخاصة في بعض القيادات لدى تلك الجمعيات.
ومن جهته، أوضح الأمين العام لجمعية التجمع الدستوري الوطني، عبدالرحمن الباكر، أن ائتلاف الجمعيات السياسية لا يعتبر ثقلاً سياسياً كما يتصوره البعض، وهو ما دفع بالمنبر إلى السعي للتحالف مع الأصالة للوصول إلى اتفاقات لأن هناك دوائر تتنافس فيها الجمعيتان حفاظاً على الأصوات وعدم تشتيتها.
وبدأ التحالف بين جمعيتي المنبرالوطني الإسلامي، والأصالة الإسلامية عام 2006، ليستمر ثماني سنوات، حينما أطلقت الجمعيتان قائمة موحدة للانتخابات النيابية التي جرت في العام نفسه، وضمت القائمة 6 مترشحين من جمعية الأصالة، و8 مترشحين من جمعية المنبر، كما ضمت الأصالة بعد فوزها بخمسة مقاعد في انتخابات 2006 ثلاث نواب مستقلين ليرتفع عدد أعضاء كتلة الأصالة في مجلس 2006 إلى 8 نواب، فيما حصدت المنبر 7 مقاعد نيابية فقط.
وفي عام 2010 عملت الجمعيتان منفصلتان لتخسر المنبر أكبر خسائرها، ويصل من مرشحيها لمجلس النواب اثنان فقط هم: الأمين العام للجمعية د.علي أحمد، والنائب السابق محمد العمادي، فيما حصدت الأصالة 5 مقاعد لمرشحيها وهم: عبدالحليم مراد، وخالد المالود ، وعلي زايد، وعدنان المالكي، وعادل المعاودة قبل بعد أن تعلن الجمعية عام 2011 عن استقالته.