كتب - حذيفة إبراهيم:
وصف نواب ومراقبــون إخفـــاء الانتماء السياسي للمترشحين في الاستحقاق الانتخابي المقبـل بـ«الخــــداع»، وأن العديد من الذين أعلنوا ترشحهم كمستقلين هم ليسوا كذلك، مشيرين إلى أن فقدان ثقة الناس بالجمعيات، والخوف من الفشل، ومحاولة ضرب بقية المترشحين هي أهم الأسباب لإخفاء الانتماء السياسي.
وأوضحوا، في تصريحات لـ«الوطن»، أن الانتخابات الماضية شهدت دخول البعض ممن أدعوا بأنهم مستقلين وهم ليسوا كذلك، فيما استطاع المواطنون كشفهم مبكراً، مؤكدين أن الوعي ازداد خلال السنوات الماضية لدى الناخبين، وهم لن يقبلوا الخداع من أي كان.
وبينوا أن من يخفي انتماءه في البداية، ويحاول خداع المواطنين، لن يكون وفياً بوعوده الانتخابية، وسيفقد مصداقيته.
وأضافوا أن ««ما بني على باطل فهو باطل» ومن يبني علاقته مع الناخبين منذ البداية بـ«كذبة الاستقلال» لا يمكن الوثوق به مجدداً، وهو مهما قدم من وعود للمواطنين لن يوفي بها، وسيعمل على استغلال حاجات الناس للوصول إلى مبتغاه».
قالت النائب سوسن تقوي إن المرشح للانتخابات يجب أن يكون صادقاً أمام الناخبين الذين يريدهم أن يولوه الثقة ليصل لمجلس النواب.
وأضافت أن مصارحة المرشح لناخبيه بأنه مرشح مستقل أو منتمي لجمعية سياسية أو محسوب على تيار سياسي أو مدعوم منه يجب أن يعلنه بشكل واضح ودون مواربة أو تضليل أو تدليس على الناخبين.
وأكدت أنه إذا ضلل المرشح ناخبيه في بداية مشواره ووفقه الله بالوصول لمجلس النواب فإن ذلك مؤشر على رغبة بالانتفاع الشخصي والتسلق على إرادة المواطنين وذلك سقوط أخلاقي وسياسي ذريع لمن يريد الدخول في الميدان النيابي.
وأشارت تقوي إلى أن النائب لطالما يطالب الوزراء بالشفافية في العمل وأن الأولى أن يكون المرشح أو النائب كذلك.
وأشادت تقوي بوعي المواطنين السياسي وقدرتهم على فرز المرشحين وما يقدمونه من برامج انتخابية بعضها قد يكون غير منطقي ولكسب الأصوات ولكن الناخبين يدركون ذلك ولا يمكن شراء صوت الناخب بوعد غير منطقي أو إعانات خيرية أو غير ذلك من الوسائل والحيل.
من جانبه، قال النائب محمود المحمود إن إنكار دعم إحدى الجمعيات له عدة أسباب حيث يفضل البعض أن يبقى اسمه مستقلاً، خوفاً من خسارة بعض الأصوات في دائرته.
وأوضح أن السبب الآخر، هو رفضه لأن يكون حبيس جميع قرارات الجمعية، فيما يتلقى الدعم من أجل الوصول نظراً لعدم وجود إمكانية لتحمله تكاليف الانتخابات.
وأشار إلى أن البعض ممن ترشحوا لبرلمان 2010 على أنهم مستقلون، تبين لاحقاً أنهم يتبعون جمعيات معينة.
وأكد المحمود أن على المترشحين أن يكونوا واضحين منذ البداية للوصول إلى البرلمان، وليس التسلق من أجل مصالح شخصية.
وبين أنه لم تحدث سابقاً أن أحد ما استغل إحدى الجمعيات لإيصاله إلى البرلمان، ثم انقلب عليهم لاحقاً.
وأوضح المحمود أن الجمعيات قد تدفع بمرشحين 2 في دائرة واحدة، على أن الاثنين مستقلين، فيما تهدف إلى أن أحدهم يفوز، والآخر يشتت الأصوات للمرشحين الآخرين.
وأكد أن الأمر موجود حالياً لدى بعض المترشحين للانتخابات القادمة، مشيراً إلى أن الناس كشفوا تلك الحيل ولم تعد تنطلي عليهم.
إلى ذلك، قال الناشط السياسي خالد بورشيد إن سبب إخفاء الدعم الحقيقي من الجمعيات لبعض المترشحين، هو رفض الناس للجمعيات السياسية بعدما جربت أداءهم خلال الدورات الماضية، ورأت القرارات التي اتخذتها.
وبيّن أن النائب المنتمي إلى جمعية لا يمتلك قراره 100%، وأن آراء الجمعية وتوجهاتها تتحكم به بشكل شبه كامل.
وأوضح بورشيد أن بعض التأثيرات الخارجية على التيارات السياسية المختلفة وآراء المواطنين حولها، مشيراً إلى أن المستقلين هم «الرهان الناجح» في مجلس النواب، والذين يستطيع الناخب محاسبتهم، أو تغيير آرائه وقناعاته وليس الجمعية.
وأكد أن «ما بني على باطل فهو باطل» ومن يبني علاقته مع الناخبين منذ البداية بـ«كذبة الاستقلال» لا يمكن الوثوق به مجدداً، وهو مهما قدم من وعود للمواطنين لن يوفي بها، وسيعمل على استغلال حاجات الناس للوصول إلى مبتغاه.
وأوضح أن من يدعي الاستقلالية سينكشف في النهاية، فضلاً عن أن الثقافة السياسية للمواطنين والوعي طوال الـ 12 عاماً الماضية، أثرت على قرارات الناخبين، وأصبح لديهم رصيد كبير من المعلومات.
وحول الانتخابات الحالية، أكد بورشيد أن العديد من المترشحين يدعون الاستقلالية وهم ليسوا كذلك، والبعض منهم فضل الانسحاب حتى قبل فتح باب الترشيح نظراً لكون الجمهور كشفه»، وانخفضت حظوظه بالظفر بكرسي البرلمان.