استطاع مدرب برشلونة لويس أنريكي في أول مواسمه مع الفريق إظهار جوانب مبشّرة في الجوانب الدفاعية للفريق بعدما عانى الموسمين الماضيين من اهتزاز خطوط الدفاع فكلفته الموسم المنصرم الخروج خالي الوفاض.
ويُحسب للمدرب الشاب أن رصيد فريقه من استقبال الأهداف بعد 8 جولات لا زال «صفر».
لكن لا يُمكن الجزم بمدى صلابة برشلونة الدفاعية حتى اللحظة، لاسيما وأنه محلياً لم يخض مباريات صعبة من الطراز الأول، كما أن الفريق استقبل 4 أهداف في أول مباراتين بدوري أبطال أوروبا، من بينها 3 أهداف ضد باريس سان جيرمان، وارتكب حينها الفريق الكتالوني أخطاءً دفاعية متعددة أعادت الشكوك حول مدى قوة الدفاع.
هذه الشكوك من شأنها أن تضع ضغوطاً على برشلونة، لردها وإثبات قدرة الفريق على الصمود دفاعياً أمام الكبار والفرق القوية.
هذه القوة الدفاعية لم تأتِ على حساب الهجوم، فالفريق سجل 22 هدفاً بمعدل 2.75 هدف في المباراة، ما يعني أن الفريق يمتلك حتى اللحظة الجودتيْن الهجومية والدفاعية.
لذلك ستضع مواجهة الكلاسيكو القادمة ضد ريال مدريد في البرنابيو دفاعات برشلونة في اختبارٍ حقيقيّ لرؤية مدى صلابتها وصمودها أمام ماكينة أهداف الريال صاحب أقوى هجوم حتى الآن في الدوري الإسباني برصيد 30 هدفاً، لكنه استقبل ثُلثها تقريباً (9 أهداف).
الريال وجد نفسه مؤخراً بعد بداية صعبة كلفته 6 نقاط بالخسارة أمام أتليتيكو مدريد (1-2)، وريال سوسيداد (2-4)، بعدما عانى كثيراً الفريق على صعيد الكرات العرضية والثابتة، واستقبل منها عديد الأهداف من بينها رباعية كاملة من سوسيداد.
رونالدو لوحده سجّل نصف الأهداف المدريدية في الدوري (15 هدفاً) وضعته في صدارة ترتيب الهدافين بفارق كبير عن نيمار ثانياً (8) وميسي ثالثاً (7 أهداف)، بعدما تغيرت طريقة لعب الأخير نسبياً مع مدربه أنريكي متراجعاً قليلاً للخلف لاستخدامه كصانع ألعاب.
معظم أهداف ريال مدريد بالليجا تم تسجيلها في 4 مباريات (23 هدفاً) ضد ديبورتيفو لاكورونيا (8) وليفانتي (5) ومثلها على إلتشي وبلباو، لذلك سيجد الريال نفسه أيضاً تحت الضغط أمام أقوى دفاع (برشلونة) لإثبات أنه قوي هجومياً وليس لأن الفرق الأخرى متواضعة.
قوة ريال مدريد الهجومية بهذا الشكل المفرط تعود لعدة أسباب تتعلق أولاً بتوهّج النجم رونالدو الذي يعيش أحد أفضل أيامه، بالإضافة إلى تنوّع مفاتيح اللعب في الفريق من العمق والأطراف.
حاجة ريال مدريد لضرورة الفوز على برشلونة لتقليص الفارق بينهما، من شأنها أن تدفعه ليلعب بأوراقه الهجومية بقيادة رونالدو، لكن هذه المهمة ستواجه صعوبة نظراً لضرورة مساهمة الفريق ككل في الجوانب الدفاعية أمام فريق يمتلك مفاتيح هجومية قوية.