تتجه ألانظار لمتابعة ما تسفر عنه مواجهة الحسم التي تجمع منتخب الأردن وضيفه والعماني غدا الثلاثاء على استاد الملك عبد الله الثاني بعمان في ختام مشوار المنتخبين ضمن منافسات المجموعة الثانية من الدور الرابع الحاسم من التصفيات الأسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
لكن الحلم العماني بالتأهل الى نهائيات كأس العالم يتعلق بنتيجة المباراة الثانية في سيدني بين منتخبي استراليا والعراق، اذ ان "الكانغوروز" يملكون فرصة كبيرة لحجز البطاقة الثانية للمجموعة ومرافقة اليابان مباشرة الى النهائيات من دون الدخول في حسابات الملحق.
وقد تتحول أهمية مباراة الاردن وعمان من تحقيق الامل العماني بالتأهل من خلال الفوز، هذا في حال تعثر استراليا امام العراق، الى مجرد صراعي عربي-عربي مع الاردن لانتزاع المركز الثالث للمجموعة وخوض الملحق مع ثالث المجموعة الاولى.
ونظرا للمساحة الشاسعة التي تفصل سيدني عن عمان وللفارق الزمني الكبير بين البلدين، فان مباراة استراليا والعراق مقررة في الحادية عشرة بتوقيت غرينيتش، اي قبل خمس ساعات من موعد اقامة مباراة الاردن وسلطنة عمان، وبالتالي فان نتيجة المباراة الاولى ستحدد وجهة المعركة، ان كانت على بطاقة مباشرة للتأهل، اول لخوض الملحق.
تتصدر اليابان ترتيب المجموعة برصيد 17 نقطة، وهي كانت ضمنت تأهلها قبل جولتين، تليها استراليا (10 نقاط) وعمان (9 نقاط) والاردن (7 نقاط) والعراق (5 نقاط).
وحسب لوائح الفيفا، ينظر اولا الى عدد النقاط، وفي حال التعادل يؤخذ بالاعتبار فارق الاهداف، ثم اكبر عدد من الاهداف المسجلة، وبعدها ينظر الى نتائج المواجهات المباشرة.
وبالاستناد الى هذه المعايير، فان كلا من منتخبي عمان والاردن ما يزال يملك فرصة ان لم يكن بالتأهل المباشر عبر حجز البطاقة الثانية الى جانب اليابان، فباحتلال المركز الثالث وخوض الملحق.
لكن في المقابل سيكون فوز استراليا على العراق كافيا لها لمرافقة اليابان الى النهائيات في البرازيل، وسينحصر امل عمان والاردن بالتالي باحتلال المركز الثالث وخوض الملحق، اما في حال تعثرها وفوز عمان، فان منتخب السلطنة سيحقق انجازا تاريخيا بتأهله الى المونديال للمرة الاولى.
ويكمن امل الاردن بالفوز على عمان بفارق كبير من الاهداف، وخسارة استراليا امام العراق، لكن حظوظه على الارجح ينحصر بالملحق في حال فوزه، نظرا للفارق الكبير من الاهداف مع استراليا.
ويخوض صاحبا المركز الثالث في المجموعتين الاولى والثانية ملحقا من مباراتين ذهابا وايابا، ويلتقي المتأهل فيه مع خامس اميركا الجنوبية في ملحق آخر لتحديد المنتخب الذي سيشارك في المونديال.
وحتى الان، يبدو ان خامس تصفيات اميركا الجنوبية ينحصر بين منتخبي الاوروغواي وفنزويلا، ما يجعل الفرصة العربية صعبة جدا.
وينتظر أن تكتظ مدرجات استاد الملك عبد الثاني بجماهير أردنية وعمانية حاشدة نظراً لأهمية وقيمة مواجهة الغد.
ومنذ عودته من ملبورن صباح الخميس الماضي بعد الخسارة امام استراليا برباعية نظيفة، يعمل العراقي عدنان حمد المدير الفن لمنتخب الأردن على تهيئة لاعبيه نفسياً وبدنياً لمواجهة سلطنة عمان، وقد طالب لاعبيه بطي صفحة الخسارة الثقيلة في ملبورن والتفرغ لمواجهة الفرصة الأخيرة أمام المنتخب العماني.
وبينما جدد حمد ثقته بقدرة لاعبيه على تحقيق الفوز والبقاء في قلب أجواء المنافسة في تصفيات المونديال، فقد أكد احترامه وتقديره لقدرات وطموحات المنتخب العماني.
ورداً على سؤال لـ "فرانس برس" قال حمد "ينبغي أن يفخر الأردنيون بالمرتبة التي وصل إليها منتخب بلادهم .. نحن سنبذل كل ما في وسعنا من اجل الفوز على المنتخب العماني وضمان بلوغ الملحق الأسيوي وهذا بحد ذاته انجاز أخر ومشرف للكرة الأردنية".
من جهته شدد الفرنسي بول لوغوين المدير الفني لمنتخب سلطنة عمان على انه سيلعب للفوز وليس للتعادل الذي يكفيه لبلوغ الملحق، معرباً عن أمله في تعثر المنتخب الأسترالي أمام ضيفه العراقي.
وشدد لوغوين على انه "طالب لاعبيه بتقدير قيمة وأهمية مواجهة عمان والتعامل الجدي مع هذه المرحلة المتقدمة التي بلغها المنتخب العماني ولأول مرة"، مضيفاً "اقدر قدرات وطموحات المنتخب الأردني وادرك اننا سنكون أمام مهمة شاقة على اعتبار أنه حقق في عمان الفوز على اليابان واستراليا".
من جهته، يسعى المنتخب العراقي الى خاتمة طيبة في مشوار التصفيات بعد ان ودع رسميا دائرة المنافسة حتى على الملحق.
وفقد العراق فرصة تأهله الى المونديال للمرة الثانية في تاريخه بعد الاولى في المكسيك 1986 اثر خسارته امام اليابان صفر-1 في الجولة الماضية.
لم تكن بداية مسيرة المنتخب العراقي في مشوار تصفيات الدور الرابع الاخير مشجعة، بل جاءت متواضعة عندما استهلها بتعادل ايجابي امام الاردن 1-1 في الجولة الاولى ذهابا وبنفس النتيجة خرج امام عمان في الجولة الثالثة وسقط امام اليابان صفر-1 في الجولة الرابعة وخسر امام استراليا في الجولة الخامسة 1-2 لكنه انعش اماله في الجولة السادسة بفوزه على الاردن 1-صفر ايابا،ولم يستطع الاحتفاظ بنغمة الفوز بخسارته من عمان صفر-1 بمسقط في الجولة الثامنة، ثم امام اليابان بالنتيجة ذاتها.
وما يزيد من صعوبة مهمة المنتخب العراقي امام نظيره الاسترالي افتقاده خدمات خمسة من ابرز لاعبيه في مقدمتهم يونس محمود الذي قرر الاعتزال، في حين ستغيب بطاقات الحرمان المدافع علي رحيمة وعلاء عبد الزهرة، والاصابة المدافع سلام شاكر ونشأت اكرم.
وقال المدير الفني لمنتخب العراق فلاديمير بتروفيتش "مواجهة استراليا ليست سهلة، فهو منتخب عنيد على ملعبه ولاعبوه يمتازون بالقوة البدنية والمهارات الفردية العالية، لكننا سنقدم مباراة عامرة بالكفاح لانتزاع الفوز".
واضاف "رغم سعي الاستراليين لحسم البطاقة الثانية بعيدا عن مواجهة الاردن وعمان، فاننا نتطلع لاثبات قوة ومكانة المنتخب العراقي".