كتب – أحمد الجناحي: تمكن عدد من النساء البحرينيات من كسر حاجز الخوف واحتكار الذكور لمهنة الطيران، وحققن حلم طفولتهن في التحليق عاليا في سماء مفتوحة، متجاوزات كثير من الصعوبات والتحديات. ياسمين فريدون احدى هؤلاء، تعتبر أول كابتن طيارة بحرينية وخليجية تطير في سماء العالم.. عن هوسها بالطيران والسفر منذ صغر سنها تقول فريدون «أحب الطيارة وأعشق السفر منذ الصغر، تخرجت من الثانوية، وبدأت بالسؤال عن دراسة الطيران الجوي، وكانت الاجابات ترشدني لإختيار تخصص آخر، وبالفعل التحقت بجامعة البحرين وتخصصت في نظم المعلومات الإدارية، لكن شعف الطيران كان يراودني، فبدأت من الجديد البحث عن طريق يوصلني للطيران، وبالفعل حصلت على فرصة الابتعاث من قبل طيران الخليج مع ضمان الوظيفة بعد إنهاء الدراسة، وكانت الفرصة الذهبية بالنسبة لي، فاخترتها دون تردد، وتم قبولي بعد عام كامل من الفحوصات والاختبارات، لدراسة التخصص». وتضيف فريدون: توفقت بفضل رب العالمين ودعم الشركة من الحصول على الشهادة المطلوبة، وعملت مع الشركة مدة 6 سنوات، وحصلت على رتبة الكابتن قبل 8 شهور، لأكون أول كابتن بحرينية وخليجية.. بعد عديد من المصاعب واجهتها، بفضل من الله، والدعم المستمر من الأهل وطيران الخليج وحكومة البحرين، تمكنت من تجاوزها، وأذكر أني في الفترة الأخيرة كنت الوحيدة في كليه الطيران في دولة قطر أدرس الطيران، بعدما أنهت زميلتي ميساء هزيم دراستها هناك بعد 6 شهور من التحاقي بالكلية. وتذكر فريدون عن المواقف التي قد تتعرض لها كابتن الطائرة «نظرات الاستغراب ترافقني حتى هذا اليوم، من مختلف الجنسيات والمسافرين، وأذكر أني في أحد المرات سمعت مجموعة من المسافرين يخبرون مضيف الطائرة أنهم يرفضون السفر برفقتي لأنني بنت وبحرينية، وأنا كنت في قمة الهدوء لأني اعتدت على مثل ردود الفعال هذه، وما كان للمسافرين إلا أن يسافروا معي بالرحلة، وعند وصولنا اجتمع نفس المسافرين من أجل تقديم عبارات الشكر والافتخار لي، ولم يعلموا أني سمعتهم قبل الرحلة يرفضون السفر معي». وترى فريدون أن المجتمع سيعتاد ويتقبل المرأة البحرينية في المجال خصوصاً أنها قادرة على إثبات جدارتها، داعية جميع الفتيات اللاتي يرغبون بدراسة الطيران الجوي، بعدم التردد وأخذ الفرصة واستغلالها خير استغلال، مردفة أن «أجمل شعور في العالم أن تكون هوايتك هي وظيفتك». بدورها تعتبر ميساء هزيم، مساعد طيار أول، أول بنت بحرينية وخليجية تدخل مجال قيادة الطائرة في شركة طيران الخليج، درست في دولة قطر وهناك نالت فرصتها، حصلت على فرصتي كطيار جوي، فتم اختياري من بين الـ 10 من أصل 1300 طلب تقديم، تخرجت من كلية الطيران بدولة قطر العام 2006، وبدأت رحلاتي على متن طائر الآير باس 320، وبعدها عملت على متن طايرة الآير باس 330 والـ 340، التي تتجه للرحلات الطويلة»، وبدعم من الأهل استطعت أن أحلق في السماء متحدية كل المصاعب والمخاوف، أبرزها طبيعة العمل وساعات العمل، «فأنت لا تذهب في الصباح للعمل في مكتب وتعود الظهيرة، الأمر مختلف كلياً، يتطلب عملك في بعض الأحيان أن تكون خارج الوطن لمدة يوم أو يومين، وهذا الأمر يصعب على البنت بالتحديد، ولكن بتوفيق رب العالمين ودعم الأهل، استطعت التأقلم مع الوضع وتحدي الظروف والصعوبات، وهذا الأمر شيء من شخصيتي وطبيعتي، فأنا أحب التحدي». وتضيف هزيم أن المواقف التي صادفتني أغلبها جميلة، تدفعني للأمام، دائماً ما أسمع عبارات الشكر والافتخار بالبنت البحرينية من قبل المسافرين، وفي الحقيقة لا أرى نفسي في وظيفة أخرى غيرها، وهناك من الفتيات من يسألنني عن التخصص، وأجيب بكل صراحة، إن كان الإلتحاق بوظيفة كابتن الطائرة من أجل الراتب أو المظهر أو التغير، فلا أنصح، وأما إن كان بحب وشغف فلا أروع من مجال الطيران»، مشيرة إلى أن الولع بالطيران أحد أهم متطلبات الوظيفة، والمجال بحاجة للدراسة المستمرة، فنحن نخضع كل 6 شهور لامتحانات ونقرأ كثيراً في المجال لنكون على علم ودراية بكل جديد. أما وعد الدوسري، مساعد طيار أول، متزوجة وأم لولدين فتقول «درست إدارة الأعمال، وعملت في شركة خدمات مطار البحرين باس لمدة 4 سنوات، ومن هنا بدأ حبي للطيران والطائرات، وحصلت على فرصة الدراسة في الخارج، والتحقت بالكلية بعد موافقة زوجي وعائلتي، وأنا الآن أعمل في المجال منذ 5 سنوات». وتضيف «في كل مجال هناك إيجابيات وسلبيات، وبالنسبة للمرأة في مجال الطيران، هناك مشكلة مع الوقت، والتوفيق بين العمل والأسرة، ولله الحمد أن أولادي كبار يمكنهم الاعتماد على نفسهم، صحيح في بداية الأمر كان المشوار صعب، ولكن الحمدلله تحسنت الأوضاع». وتذكر الدوسري «في بعض الأحيان يرفض المسافرون السفر معنا على الرحلة لأننا إناث، ولكنهم بعد الرحلة عادة ما يأتون لشكرنا، والسبب يعود لعدم تعود هؤلاء على المرأة البحرينية في مثل هذه الوظائف، وأعتقد أن المرأة هي الشخص المناسب لهذه الوظيفة لقدرتها على أداء أكثر من شغلة في وقت واحد». بيد أن أنوار عبدالله، مساعد طيار أول، أصرت على دخول مجال الطيران أسوةً بوالدها الذي توفي «قررت السير على خطى والدي ودخول مجال الطيران، ودرست في الأردن على حسابي الشخصي»، حيث تحتاج الوظيفة للصبر والكفاح والتضحية نظراً لطبيعة العمل.وتذكر عبدالله «بعد الهبوط جاء أحد المسافرين ليشكر قائد الطائرة على الهبوط السلس والمريح، وتفاجأ المسافر عندما أخبره قائد الطائرة أن عملية الهبوط تمت بواسطتي، والمفاجأه الأكبر التي استطعت ملاحظتها على تفاصيل وجه عندما علم أني بنت وبحرينية». وتنصح أنوار الفتيات بدخول مجال الطيران.