بعثت كثافة الترشح على الانتخابات المقررة يوم 22 نوفمبر المقبل، برسائل للداخل والخارج مفادها أن البحرينيين يحمون ديمقراطيتهم ضد دعاوى الفتنة والتخريب والإرهاب، وينظرون لمستقبل أفضل للوطن وأبنائه.
وسجلت الانتخابات النيابية والبلدية رقماً قياسياً لعدد المترشحين بلغ 493 مترشحاً، حسب ما أعلن رئيس هيئة التشريع والإفتاء القانوني المدير التنفيذي للانتخابات النيابية والبلدية المستشار عبدالله البوعينين، بينهم 322 للنيابي و171 للبلدي، ما يمثل بشارة لجميع أبناء الوطن في انتخابات نيابية وبلدية قوية ومنافسة حامية.
ويعتبر عدد المترشحين للانتخابات النيابية خلال 5 أيام من فتح باب الترشح، الأعلى في تاريخ الانتخابات النيابية المدشنة في العهد الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مع العلم أن اليوم الأخير شهد تمديداً لفترة تلقي الطلبات لمدة ساعة ونصف إضافية، نظراً لكثافة الإقبال على الترشح.
الرقم القياسي لعدد المترشحين يحمل عدة دلالات لا تخفى عن عين من يراقب المشهد الانتخابي البحريني، ويحمل رسائل مهمة للداخل والخارج، أولها الإجماع الشعبي على المشاركة في الانتخابات المقبلة وبكثافة.
ولم يتركز العدد الكبير للمترشحين في محافظة دون أخرى أو في دوائر انتخابية بعينها دوناً عن باقي الدوائر، بل امتد ليشمل كل المحافظات والدوائر الانتخابية جميعها، وهذا تجديد للثقة في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وتصميم على مواصلة طريق الإصلاح.
ويعكس الإقبال الكبير على الترشح للانتخابات النيابية والبلدية، مدى تطور الوعي عند المواطنين، ممن يدركون أهمية الانتخابات كحدث وطني مجيد وكبوابة للمشاركة في الحياة السياسية، ويؤمنون بأهمية المؤسسات الدستورية، وأن المشاركة فيها هو الطريق الوحيد لإصلاح حقيقي يعم بفائدته الجميع من أبناء الشعب.
وتفتح المشاركة المكثفة في الترشح، الباب أمام انتخابات حامية الوطيس تشتعل فيها المنافسة بين المترشحين، ما يجعل الإقبال على صناديق الاقتراع أكثر كثافة، ويؤكد سذاجة ما روج له من قدرة فئة على وقف عجلة الانتخابات، فالإرادة الشعبية الحرة تجاوزت كل تحديات الإرهاب وفتاوى التحريض والتهديد والعنف، وانطلقت تلبية لنداء الوطن.
ويدفع ترشح أكثر من 30 سيدة للانتخابات المقبلة، بالآمال إلى تمثيل أكبر للمرأة تحت قبة البرلمان المقبل عبر الاقتراع الحر، ما يمثل إضافة للبرلمان وللمرأة البحرينية ولجهود الإصلاح بقيادة جلالة الملك المفدى.
وترسل كثافة الترشح للانتخابات النيابية والبلدية المقبلة، رسالة إلى القيادة الرشيدة بأن شعب البحرين باق على العهد في مواصلة مسيرة الإصلاح الشامل بعزيمة لا تعرف الكلل، فهذا الشعب الذي صوت على الميثاق الوطني بنسبة 98.4% وشارك في كل الانتخابات السابقة، يظل يشارك في العملية الإصلاحية الشاملة.
ووجهت ثاني الرسائل إلى مدبري المكائد من أجل إشغال الشعب عن عرسه الديمقراطي، مضمونها «خبتم وخاب مسعاكم»، فالشعب بات يدرك جيداً حجم ما يدبر له من مكائد، ولم تعد تنطلي عليه الخدعة، وهو يريد مواصلة مسيرة التنمية والبناء من أجل حاضر ومستقبل مشرق لأبناء الوطن، ويدرك جيداً أنه الطريق لخير ونماء الوطن، وما تحقق من إنجازات منذ تدشين المشروع الإصلاحي لجلالة الملك أقوى شاهد.
والرسالة الثالثة موجهة للخارج الذي رأى بشكل واضح لا يقبل التشكيك مدى الإقبال الشعبي على المشاركة في الترشح للانتخابات، ليقول «هذه هي البحرين الحقيقية، وليست ما يروج لها البعض»، وهذا هو التفاف الشعب حول قيادة بذلت ومازالت وتظل تبذل كافة الجهود من أجل رفعة الوطن ورخاء شعبه.
ولعل بيان سفراء الاتحاد الأوروبي وخيبة أملها من قرار البعض مقاطعة الانتخابات، ورسالة بان كي مون لجلالة الملك وترحيبه بالانتخابات، وحث الجميع على المشاركة فيها، هي تأكيد العالم أن البحرين تسير في الطريق الصحيح.
المملكة وهي تتجه إلى الانتخابات الرابعة، تؤكد أن الديمقراطية محمية بيد أبنائها ممن يدافعون عنها ضد كل دعاوى الفتنة والتخريب والإرهاب، وتنظر للمستقبل بعيون يحدوها الأمل في غد أفضل، دون أن تلتفت لخفافيش الظلام من أعداء الوطن.