- 60% من أثرياء الشرق الأوسط يرون أن تكوين الثروات في المنطقة ممكن حالياً بشكل أكبر وأسرع مما كان عليه في السابق وأكثر من أي منطقة أخرى في العالم وفقاً لآخر إصدار من "ويلث إنسايتس" - 54% من أثرياء المنطقة يعتبرون الاستثمارات الشخصية المساهم الأكبر في إجمالي ثرواتهم - 50% من أثرياء الشرق الأوسط يرون أن ثرواتهم ازدادت خلال الأزمة الاقتصادية الأخيرةأشار التقرير الأخير ضمن سلسلة تقارير "ويلث إنسايتس" الصادرة عن قسم إدارة الثروات والاستثمار في "باركليز" إلى أن أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط يبدون ثقة متزايدة حيال إمكانية التنمية السريعة لثرواتهم مقارنة مع أثرياء الأسواق الأخرى حول العالم. وأجمع أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع من الشرق الأوسط (60%) على إمكانية تشكيل الثروة اليوم بشكل أسرع من السابق، مقابل 43% في أوروبا و31% في أمريكا الشمالية. وأشار أكثر من نصف المشاركين (54%) في التقرير إلى أن الاستثمارات الشخصية قد ساهمت بشكل كبير في محافظ ثرواتهم الإجمالية مقارنة بمصادر الدخل الأخرى كالميراث (49%).ولفت 50% من المشاركين في الاستطلاع من منطقة الشرق الأوسط إلى ارتفاع مستوى ثرواتهم خلال الاضطرابات المالية الأخيرة، وهو ما يثبت ميل أثرياء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لامتلاك وجهات نظر أكثر إيجابية حيال النكسات المالية مع إظهار عزيمة أكبر للتغلب على الشدائد، الأمر الذي يتماشى مع نتائج الإصدار السادس عشر من "ويلث إنسايتس" الذي أقر فيه 45% من أصحاب الثروات بأن الأزمة المالية الأخيرة قد قدمت لهم العديد من الفرص. علاوة على ذلك، يعتقد المشاركون أن الإخفاقات السابقة في مساعي ريادة الأعمال تزيد من فرص نجاح أي مشروع تجاري جديد.وتم نشر التقرير- الذي يحمل عنوان "الأصل والميراث: تغير نظام تشكيل الثروة" - اليوم في 17 يونيو 2013 مستنداً إلى استطلاع ضم آراء أكثر من 2,000 من أصحاب الثروات بينهم عدد من كبار رواد الأعمال والمستثمرين. ويوفر التقرير دراسة معمقة حول الآليات الراهنة لتشكيل وإنفاق وتبادل الثروات في العالم؛ كما يتناول المشهد العالمي للثروة، والدور الذي تلعبه الثقافات المختلفة في التحضير للمستقبل آخذين بعين الاعتبار تراث الثقافات تجاه التخطيط للثروة والميراث والعمل الخيري.وفي اقتصاديات الشرق الأوسط ذات النمو المتسارع، أوضح نحو ثلاثة أرباع المشاركين (73%) في الاستطلاع أن القسم الأكبر من ثرواتهم تم جمعه في غضون أقل من 20 عاماً. ويميل الأثرياء في هذه المنطقة إلى توظيف جزء أكبر من مواردهم في الممتلكات الخاصة بدلاً من الأصول والمقتنيات الملموسة. وتتوزع ثروات أثرياء المنطقة وسطياً بشكل كبير في الممتلكات الخاصة (30% من الثروة)، تليها الاستثمارات (23%) والمدخرات النقدية (20%). وفي المقابل، تتجه 13% من الثروة فقط إلى الأصول الملموسة.من الأصل إلى الميراثمع تنامي حجم الثروات وتكوينها بمعدل أسرع من أي وقت مضى، يتطرق التقرير إلى شدة التحديات التي تواجه الأفراد حديثي الثراء والعائلات التي تحتاج إلى رسم خطة للمستقبل.وأوضح التقرير أن العديد من أثرياء العالم الآن يفضلون تقديم أموالهم للعائلة والأصدقاء والأعمال الخيرية في حياتهم بدلاً من توريثها، إذ يعتبرون ثرواتهم كأداة "تمكين". ويسود هذا التوجه منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، حيث يخطط 19% من أثرياء الشرق الأوسط لوهب كامل ثروتهم للعائلة والأصدقاء والجهات الخيرية خلال حياتهم مقارنة مع 5% فقط في المملكة المتحدة و4% في الولايات المتحدة الأمريكية. وكشف 96% من المشاركين في الاستطلاع من الشرق الأوسط عن نيتهم في وهب ثروتهم – جزئياً أو بالكامل – إلى العائلة أو الأصدقاء إما خلال حياتهم أو كميراث.وقال روري غيلبرت، المدير التنفيذي ورئيس إدارة الثروات والاستثمار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "باركليز": "بالنسبة لأصحاب الثروات في أسواق النمو الجديدة، تعد الأموال بمثابة أداة تمكين لعائلاتهم، ولذلك يبدي هؤلاء رغبة في نقل ثرواتهم وتوريث أعمالهم إلى الأجيال الجديدة. ويكشف التقرير أن العائلات الثرية في منطقة الشرق الأوسط تتمتع بروح ريادية قوية مع رغبة واضحة بلعب دور فاعل في إدارة أموالهم، كما أن لديهم ثقة كبيرة بمستقبل المنطقة".التأثير على الأعمال الخيريةبالإضافة إلى مسألة الميراث، يكشف التقرير أن الأصل المتغير للثروة يؤثر بشكل كبير على دوافع الأثرياء حول العالم ليصبحوا أكثر اهتماماً بالأعمال الخيرية. ويميل أثرياء الشرق الأوسط إلى تقديم المال للجهات الخيرية انطلاقاً من الشعور بالواجب والمسؤولية (65%) والمعتقدات الدينية (60%). وينطبق ذلك على 69% من أثرياء المملكة المتحدة وسويسرا، و71% في الولايات المتحدة الأمريكية، و84% في موناكو.وفي هذا السياق، أضاف غيلبرت: "نتوقع حدوث نمو كبير في المكاتب العائلية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع سعي أثرياء المنطقة، الذين بنوا ثرواتهم على مدى العقود القليلة الماضية، إلى اعتماد سبل مناسبة لنقلها إلى الجيل التالي. ولا تزال ريادة الأعمال هي الدافع الأكبر وراء تكوين الثروات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتم جني هذه الثروات من خلال نجاح ونمو المشاريع التجارية. وحتى عندما يتلقى أثرياء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جزءاً كبيراً من ثرواتهم عن طريق الميراث، فإنهم يشاركون بفعالية في تنمية ذلك الإرث المالي. ومن هذا المنطلق، فإن أثرياء المنطقة هم الأكثر تفاؤلاً مقارنة ببقية المناطق التي شملها الاستطلاع، حيث يرون أن تكوين الثروة هي مسألة أكثر سهولة في الوقت الراهن مقارنةً بأي وقت مضى. ولا تعتبر منطقة الشرق الأوسط مركزاً لتكوين الثروات فحسب، بل تشكل كذلك محور استقطاب مميز لاستثمارات أثرياء العالم الباحثين عن فرص نمو مستقرة".