عواصم - (وكالات): أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب السورية «كوباني» المحاصرة من الجهاديين سيتلقون تعزيزات من 1300 مقاتل من «الجيش السوري الحر» المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن 150 مقاتلاً كردياً عراقياً من البشمركة فقط سيتوجهون إلى عين العرب عبر الأراضي التركية، لمساندة أكراد سوريا الذين سارعوا إلى التشكيك بذلك مفضلين فتح جبهات أخرى تخفف الضغط عنهم. لكن القائد العسكري الميداني في المعارضة السورية المسلحة العقيد عبد الجبار العكيدي أكد أن قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة مدينة عين العرب للمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وذلك فور الحصول على موافقة المقاتلين الأكراد وسواهم الذين يدافعون عن المدينة. كما قال وزير البشمركة الكردية هلكورد حكمت أن 200 عنصر على الأكثر من قواتها، سيتوجهون إلى مدينة عين العرب للدفاع عنها في وجه هجوم تنظيم «داعش».
في سياق متصل، أكد مسؤولون أمريكيون أن الأكراد قادرون على التصدي للجهاديين في عين العرب السورية مع التحذير في الوقت نفسه بأن الجيش في العراق ليس قادراً بعد على شن هجوم مضاد واستعادة المناطق التي سقطت في أيدي التنظيم المتطرف.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الطيران الأمريكي وجه 6 ضربات جوية لمقاتلي «داعش» قرب عين العرب، كما شنت الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها 12 ضربة جوية لأهداف التنظيم في العراق قرب سد الموصل وقرب مصفاة بيجي النفطية وبالقرب من الفلوجة.
وبدعم من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يقاتل الأكراد ضد الجهاديين على عدة جبهات بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «خسائر فادحة تسجل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية يومياً».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن خطوط القتال بين «داعش» والقوات الكردية لم تتغير منذ أسبوع، مضيفاً «اعتقد أن الأكراد الذين يدافعون عن المدينة سيتمكنون من الصمود» أمام الهجوم الذي أطلقه الجهاديون في 16 سبتمبر الماضي.
وأعلن الجيش الأمريكي أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 6600 طلعة جوية ضد «داعش» وألقوا أكثر من 1700 قنبلة. ولمدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا أهمية رمزية لمقاتلي «داعش» وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولين الأمريكيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم الجهاديين.
وفي واشنطن، أقر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بنتائج «متفاوتة» للضربات لكنه أردف قائلاً «نعتقد أن استراتيجيتنا تحقق نجاحاً».
وتنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن «الخلافة» في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، يعتبر المجموعة «الإرهابية» الأفضل تمويلاً في العالم حيث يكسب مليون دولار يومياً من مبيعات النفط في السوق السوداء.
ويبدو أن الأكراد في عين العرب تمكنوا من صد هجمات الجهاديين وصمدوا لأكثر من شهر فيما تلقوا وعوداً بتعزيزات من أكراد العراق وإلقاء الولايات المتحدة أسلحة من الجو. لكن رغم الغارات الجوية فقد تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من إحراز تقدم بعد اشتباكات طويلة شمال المدينة وفي وسطها، وذلك للمرة الأولى منذ أيام.
كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل أيام لصالح المقاتلين الأكراد، وفقاً للمرصد أيضاً.
ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الأكراد الذين تلقوا مساعدات عسكرية ألقتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين أكراد من قوات البشمركة. في المقابل، عرض المسؤولون الأمريكيون صورة أكثر تشاؤماً بخصوص العراق.
وقالوا إن الجيش العراقي لا يزال غير قادر على شن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الجهاديون وهو يعيد رص صفوفه بعد سلسلة نكسات سجلها هذه السنة.
وقال مسؤول عسكري أمريكي إن القوات العراقية قادرة حالياً على شن هجمات محدودة على تنظيم الدولة الإسلامية لكنها بحاجة إلى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية أوسع نطاقاً حتى بدعم جوي من التحالف الدولي.
وقد دمرت قوات التحالف الدولي مستودع أسلحة ومركز تدريب للتنظيم في منطقة كركوك شمال العراق أثناء غارة قالت قيادة الأركان الفرنسية إنها كانت مكثفة وشديدة.
وقد حقق التنظيم تقدماً إضافياً في محافظة الأنبار غرب العراق، حيث تواجه القوات العراقية والعشائر المساندة لها مزيداً من التراجع.
واعتبر نواب عراقيون أن قرار إقليم كردستان إرسال عناصر من البشمركة للدفاع عن مدينة عين العرب شمال سوريا ضد هجمات «داعش»، مخالف للدستور العراقي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة تتحرى صحة تقارير ذكرت أن مقاتلي الدولة الإسلامية استخدموا غاز الكلور ضد قوات الأمن العراقية.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن «حزب الاتحاد الديمقراطي «أكبر حزب كردي سوري» قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، وهم يجرون محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه».
وأوضح الرئيس التركي أيضاً أن 150 مقاتلاً كردياً عراقياً من البشمركة فقط سيتوجهون في نهاية المطاف إلى عين العرب عبر الأراضي التركية.
كما أعلن القائد العسكري في المعارضة السورية المسلحة العقيد عبد الجبار العكيدي أن قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة مدينة عين العرب للمشاركة في القتال ضد «داعش»، وذلك فور الحصول على موافقة المقاتلين الأكراد وسواهم الذين يدافعون عن المدينة.
في المقابل، شكك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكري بنوايا تركيا التي أعلنت أن مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة سيعبرون الحدود التركية للقتال في كوباني، وطالبا المعارضة بفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط عن المدينة.
وقال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري صالح مسلم إنه لم يتم التوصل بعد لاتفاق على عبور مقاتلين من الجيش السوري الحر إلى عين العرب نافياً تصريحات أردوغان.