كتب – حذيفة إبراهيم:أرجع نواب ومترشحون محتملون للانتخابات المقبلة عدم إجراء أي مناظرة بين المترشحين للانتخابات النيابية أو البلدية خلال الاستحقاقات الماضية إلى «خوف بعض المترشحين من ضعف حجتهم وعدم ثقتهم بنفسهم» أو «سيطرة مترشحين معينين على الدائرة وتمرسهم بالأجواء الانتخابية»، فيما طالب مواطنون بـ»إجراء تلك المناظرات لمعرفة المرشح الأكفأ على اعتبارها حقا للناخب».وقال مواطنون لـ»الوطن» إن «المناظرة تكشف زيف بعض الشعارات لدى المرشحين وتبين كفاءاتهم ومدى إلمامهم بالعمل النيابي أو البلدي».ولم تشهد الانتخابات البحرينية خلال دوراتها الثلاث الماضية أي مناظرات بين المترشحين سواء الراغبين بشغل المقعد النيابي أو البلدي، عكس ما يجري في بلدان الأخرى خلال الانتخابات بشتى أنواعها.تشابه البرامجوقال النائب عبدالرحمن بومجيد إن «المترشحين للانتخابات النيابية والبلدية، يعرضون برامجهم في المقرات الانتخابية، وللناخبين أن يزوروها ويطلعون على تلك التجارب، وهي أشبه بالمناظرة، ويمكن التعرف على الأهداف من خلالها».وأضاف أن «البعض يخشى من إجراء مناظرات خصوصاً المستقلين مع مرشحي الجمعيات السياسية، حيث مرشحي الجمعيات السياسية يمتلكون مكاتب وهيئات تساعدهم في المناظرة، ووضع البرنامج والكلمة التي تقال، وتدريبهم بشكل جيد، وهو ما لا يحظى به المترشحين من المستقلين».وتابع «البعض يخشى من أن يتسلق المرشح الآخر على ظهره، حيث يخاف من أن يحضر المناظرة معه، ويحضر جمهوره، ويستمعون للرأي الآخر والذي قد يكون أحياناً أكثر حجة، فيخسر جمهوره، أو أنه يكون ضعيف الحجة والبيان».وبيّن أن «البرامج الانتخابية والوعود تتشابه بين المرشحين، سواء تلك المتعلقة بالإسكان أو الخدمات والمعاشات وغيرها، فليس هناك جديد يختلف بين المترشحين إلا الأفكار المتعلقة بها».رفض الدخول في مناظرةمن جانب آخر، كشف أحد المترشحين فضل عدم الكشف عن اسمه، عن تلقيه عروض للدخول في مناظرات، إلا أنه رفضها جملة وتفصيلاً، مشيراً إلى أنها «تأتي بهدف تشتيت الناخب فقط».وقال إن «أهالي الدائرة يعرفوني، ربما لا استطيع التحدث بشكل جيد، ولكن الإنجازات هي من تشفع لي، تلقيت عروض للدخول في مناظرة ودائما ما أرفضها».وأوضح أن «المناظرة لها سلبياتها وإيجابياتها، فهي تكون إيجابية في الدول التي يوجد بها ناخبين على مستوى عال من الوعي، والدول ذات الوعي الأقل تكون أصعب، ولذلك فإنه من الصعب الدخول في مناظرة في ظل الأجواء البحرينية».وأوضح أن «الناخبين يستطيعون الاطلاع على البرامج للناخبين، والتي يعتبر العديد منها حبر على ورق، ولا يمكن الاعتماد على الكثير منها»، مشيراً إلى أن «المناظرات، تشهد أحياناً كلاماً غير لائق، أو لا يعبر عن الحقيقة والواقع، بأي شكل من الأشكال».فشل في جمع المرشحينقال المواطن احمد الساعي إنه «سعى مراراً لتنظيم مناظرة بين المترشحين لانتخابات العام 2010، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، حيث سعى لاستضافتهم في أحد المجالس بالدائرة».وأوضح أن «المترشحين يخشون من الأسئلة المباشرة من الجمهور أو المترشحين الآخرين، ولذلك يفضلون الوجود في المقرات الانتخابية بين جمهورهم لكي يوجد من يدافع عنهم في ظل وجود الأسئلة الصعبة أو المحرجة».وأكد الساعي أن «الجمهور متعطش لمثل تلك المناظرات، وهو أصبح أكثر حاجة لها، في ظل تصاعد الوعود الوردية من قبل المرشحين، وبعد ظهور مرشحين جدد إلى الساحة، ورغبة المواطنين بالتعرف عليهم بشكل أفضل».وقال إن «المسجد كان المقر الرئيس لبعض المترشحين، وهو الآن لم يعد كذلك، والمجالس البحرينية تستضيف بشكل عام كل مترشح على حدة، ولكن حان الوقت ليكونوا جميعاً في مكان واحد».