اعترافاً بدور المغرب في استتباب السلم والأمن عبر العالم، كرمت إسبانيا مؤخراً عبداللطيف الحموشي، مدير المخابرات الداخلية المغربي «الديستي»، حيث سلم كاتب الدولة الإسباني المكلف بالأمن فرانسيسكو مارتينز فاسكز، خلال حفل نظم بمدريد، وسام «الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر»، وهو أحد أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية. هذه التوشيحات والتي تم الإعلان عنها بمناسبة تخليد يوم الشرطة الإسبانية، بحضور وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديز دياز، اعترافاً بتميز العلاقات الأمنية بالبلدين، والمرتكزة على الثقة والتعاون المتبادل.
ويبدو أن إسبانيا عاكست فرنسا التي خلقت نوعاً من الفتور بين البلدين من خلال نفس الاسم الذي تم استدعاؤه من طرف القضاء الفرنسي في قضية تتعلق بالتعذيب، وهي السابقة التي جاءت ضداً في الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها.
وقد أدى هذا الحادث إلى تعليق المغرب لجميع الاتفاقيات القضائية مع فرنسا.
وكان الملك محمد السادس وشح سنة 2011 السيد عبداللطيف الحموشي بوسام العرش من درجة ضابط. وفي نفس السنة تم توشيحه بوسام فارس من الدرجة الوطنية الشرفية من طرف رئيس الجمهورية الفرنسية.
وجه المدير العام للأمن الإسباني انكاسيو كوسيدو خلال تكريم الحموشي رسالة إلى سياسيي بلده؛ فقد أكد أن بين البلدين تعاوناً مكثفاً وخاصاً، وأن إسبانيا محظوظة بـ «تضحية وعمل» الأجهزة الأمنية المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، كما تحدث عن «تعاون مكثف وخاص» في المجال الأمني لا سيما في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وجميع أشكال الجريمة المنظمة، خاصة مكافحة الإرهاب.
وشدد على أن دينامية التعاون الأمني الثنائي هي أيضاً ثمرة «للعلاقات الممتازة» التي تجمع بين الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، والحكومتين والأجهزة الأمنية بالبلدين.
وأردف المدير العام للشرطة الإسبانية أن «إسبانيا محظوظة أن يكون لها جار عند حدودها الجنوبية كالمغرب، البلد الصديق والقوي والذي يجمعنا به تعاون جيد للغاية في جميع المجالات»، وأضاف أن الإرهاب يشكل «التحدي الأكبر والخطر الذي يتعين علينا مواجهته سوياً».