أكد الكاتب الصحافي، عبيدلي العبيدلي، أن مقاطعة الانتخابات، وإقصاء الآخر، والفئوية والمهاترات أبرز السلوكيات السلبية للناخبين، وأن المحصلة النهائية تؤدي لعلاقات وبيئة سياسية غير ناضجة وغير صحية.
وأوضح العبيدلي، خلال محاضرة، نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية، بعنوان «السلوكيات الإيجابية للناخب»، أنه على الناخب أن يدرك بأن الدعوة للمقاطعة سلوك غير إيجابي، وأن مشاركته في الانتخابات حقه المكتسب من الدستور، وأنه بالمشاركة يستطيع نقل الصراع من شكله الميداني إلى شكله المعاصر.
وذكر، أنه على الناخب التصويت للمترشح المناسب ذي الأمانة الوطنية، كما عليه الحذر من الانزلاق في المهاترات السياسية والابتعاد عن الفئوية لصالح الوطنية.
وقال العبيدلي، إن الانتخابات بمفهومها السياسي حق وطني ومكسب جماهيري لكل البحرينيين والبحرينيات المؤهلين لدخولها ضمن المعايير المطلوبة.
وشدد على، أنها اختبار ومسؤولية وطنية، وأن على الناخب والمترشح أن يعرفا أن عليهما مسؤوليات ثلاث: قبل، وأثناء، وبعد الانتخابات ووصول المترشح لقبة البرلمان، من خلال متابعة حق وأمانة المواطنين وقضاياهم ورؤيتهم التي حملها عبر انتخابه وفوزه بالانتخابات بدعمهم ومشاركتهم.
وبين، أن هناك عدداً من السلطات التي يواجهها الناخب، والتي تكون ضمن التحديات التي تواجهه، ومنها: سلطة العادات والتقاليد الاجتماعية، والسلطة الرسمية، والسلطة الحزبية الضيقة الأفق، والسلطة الدينية المزيفة.
وأشار إلى، أن هناك أيضاً عدداً من التحديات التي يواجهها الناخب، والتي تمثل سلسلة من القوانين والأنظمة التي تحد من رغباته أو طموحاته السياسية بممارسة حقه الانتخابي، والتي قد تمثل شكلاً من أشكال السلطات، ومنهــا التحديــات الحضـــارية والثقافيـة والسياسية والاجتماعية، ومن خلال اتخاذ القرار بالمشاركة أم المقاطعة، والتكوين الثقافي في فهم العملية الانتخابية، والتميز على أساس النوع الاجتماعي «الجندر»، والمشاركة في حملات الدعوة للمشاركة بالانتخابات، ووضع المقاييس المناسبة لعملية الانتخاب، والتمييز بين ما هو تنفيذي ونيابي تشريعي، والموازنة بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي، وإدراكه لمساحة الحرية التي يتيحها الانتماء السياسي والقيود التي تفرضها القيم الطائفية.
التهيئة الذاتية
وتابع، أما قبل الانتخابات، فعلى الناخب التهيئة الذاتية من خلال قراءة متأنية للمشهد السياسي بعناية، وتحديد القيم والأهداف والبحث عن التحالفات الممكنة والمشاركة في الحملات الأخرى من أجل الدعوة للمشاركة، وإدراك حد ومدى تسلط أو تأثير السلطات الحزبية، والتي يمكن تسميتها جمعيات أو أحزاب سياسية، عندما تمارس أي ضغط على الناخب أو المترشح وهو يمارس حقه الانتخابي، بأي شكل من أشكال السلطة أو الترهيب، وعليه أن يعرف أن الدعوة للمقاطعة هي سلوك غير إيجابي، وأن مشاركته في الانتخابات حقه المكتسب من الدستور، وهو سلوك حضاري، بالمشاركة يستطيع المواطن نقل الصراع من شكله الميداني إلى شكله المعاصر.
وحول دور الناخب أثناء الانتخابات، أشار العبيدلي إلي، أنه على الناخب التصويت للمترشح المناسب ذي الأمانة الوطنية، والمشاركــــة فــــي الحمــــلات الانتخابيـــة بديمقراطية تعد حقا من حقوقه التي كفلها الدستور، وعليه الحذر من الانزلاق في المهاترات السياسية والابتعاد عن الفئوية لصالح الوطنية.
وأكد، أن العملية الانتخابية وممارسة الحق الدستوري يجب أن تبدأ في أول مدرسة يعيشها الإنسان وهي البيت والمجتمع، عندما تقوم الأسرة بتشكيل لبنات العملية الانتخابية والتكوين الثقافي والديمقراطية، لتتجذر وتنطلق وتتنوع وتتشكل في المدرسة والجامعة، وتكون محطات مهمة لتشكيل الأبناء وتزويدهم بالمعرفة السياسية التي يحتاجونها وتأهيلهم لدخول الحياة والمشاركة بالتنمية الشاملة لمجتمعهم ووطنهم.
ولفت إلى، أنه على الناخب أن يميز صورة الهيكل الذي يريده في الانتخابات، ولا يقبل أي إملاءات أو تدخلات خارجية، وأن يبتعد عن الخلط بين العمل النيابي والعمل البلدي، وأن يساهم بدعم الاستحقاق الانتخابي للنساء، وعدم المشاركة في التحدي الاجتماعي الذي يمارسه البعض ضد المرأة، وأن يمارس حقه الانتخابي كشريك للحركة النسائية، وليس بمعاداتها، ومنعها من المشاركة في أداء دورها الوطني ومشاركتها في إرساء المزيد من أسس الديمقراطية والانفتاح، وأن حقها هو حق شرعي دستوري نص عليه الدستور وحملها مسؤوليته في التغيير والتطور.
وفيما يتعلق بدور الناخب بعد الانتخابات، بين العبيدلي، أنه على الناخب مراجعة التجربة الانتخابية بغض النظر عن نتائجها، ومراقبة المترشح الفائز ومتابعة أدائه والاستمرار في تطوير التحالفات السياسية، وتلمس هموم المواطن واقتراح التشريعات التي تلائمه.
التخلي عن العنف
وشدد على، أن هناك قضايا ينبغي التوقف عندها وهي كسر عقلية النخبة والانتقال للمجتمع المدني التعددي، والتخلي عن منطق العنف والإرهاب، والعمل على تغيير الأوضاع وتحسين الأحوال، ودعوة لفتح المجال أمام العقليات الجدلية المتفتحة وخلع عباءة الأيديولوجيات المقدسة، وكسر العقليات البيروقراطية المركزية الفوقية، لافتاً إلي أن مقاطعة الانتخابات، وإقصاء الآخر، والفئوية والمهاترات أبرز السلوكيات السلبية للناخبين.
وأشار العبيدلي، إلى أن المرحلة الحالية صعبة بالعالم ككل وبالمنطقة العربية خاصة في ظل التحديات التي أفرزتها المرحلة المعاصرة، مشدداً على أن تأثيرات المرحلة تنعكس بشكل مباشر على المشهد البحريني، وهذا ما يجعل سلوك الناخب وتصرفاته بالغ التأثير على المشهد الاجتماعي البحريني.
وفي رده على تساؤلات الحضور، قال العبيدلي، إن المشاركة الانتخابية مسؤولية وطنية لا تقبل التردد، وهي مسؤولية لدعم عمل المجتمع المدني في عملية دعم العملية الانتخابية، وأن التنازل عن الحق ضد مصلحة الوطن والمجتمع.
وأكد، ضرورة وجود آليات رقابة على النواب لتقييم عملهم بعد 4 سنوات من العمل داخل المجلس، ومؤكداً من جانب آخر على أهمية دعم ودفع المرأة البحرينية للمشاركة بايجابية في العملية الانتخابية.
من جانبهم، دعا الحضور، خلال المداخلات، إلى تعزيز دور الإعلام بكافة وسائله وتوجهه لدعم المواطنين والجمهور المتابع للعملية الانتخابية ببرامج، ونشرات ودعايات يومية، وفقرات عن الدستور، والحقوق الدستورية والتأكيد على لحمة الشعب البحريني وأبنائه بكافة شرائحهم وطوائفهم واتجاهاتهم، وأنهم جميعاً أبناء لوطن واحد يضمهم ويحتويهم جمعياً في ظل الحفاظ على منجزاته ومكتسباته والعمل جميعا على الارتقاء به من خلال استغلالنا لكل الأدوات الدستورية التي تحقق لنا المكاسب المشروعة.