عواصم - (وكالات): أكد خبراء أنه بعد أكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية، نجح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في منع سقوط مدينة عين العرب «كوباني» بيد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لكنه ما زال يبذل جهوداً لوقف تقدم التنظيم على جبهات أخرى، فيما صدت القوات الكردية هجوماً آخر شنه التنظيم على المدينة بانتظار أولى التعزيزات التي يأملون أن ترسلها قوات البشمركة العراقية، قبل أن يعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الرئيس في سوريا لا يريد مساعدة من البشمركة بكردستان العراق للدفاع عن عين العرب في وجه «داعش».
وقال مسؤولون أمنيون إن قوات الحكومة العراقية استعادت السيطرة على 4 قرى بالقرب من قمة جبلية تشرف على خطوط إمداد «داعش» في إطار حملة تسعى لتحقيق مكاسب في مواجهة المتشددين. في سياق متصل، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل 800 شخص بينهم 481 من «داعش» في معارك عين العرب منذ بداية هجوم التنظيم قبل 40 يوماً»، كما أفاد إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي لا يأخذ في الاعتبار قتلى الغارات الجوية. في الوقت ذاته، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن «الجيش الأمريكي نفذ 5 غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية قرب عين العرب ونفذ أيضاً بمساعدة الدول المشاركة في التحالف 12 غارة جوية أخرى في العراق». وأضافت القيادة في بيان «في سوريا دمرت 5 غارات جوية قرب عين العرب 7 عربات تابعة للدولة الإسلامية ومبنى تابعاً للتنظيم».
وفي العراق نفذت 9 غارات جوية حول سد الموصل الاستراتيجي و3 غارات جنوب غرب الفلوجة.
وقالت القيادة المركزية في البيان «من بين الدول الحليفة التي شاركت في الغارات الجوية في العراق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واستراليا وبلجيكا والدنمرك وهولندا، والدول التي نفذت غارات جوية في سوريا هي البحرين والولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن». في شأن متصل، ذكر محللون أنه لتوجيه ضربة حقيقية إلى تنظيم الدولة الإسلامية، على الرئيس باراك أوباما زيادة الغارات الجوية وإرسال مستشارين عسكريين أمريكيين للعمل مع القوات المحلية في المعارك والتأكد من أن القنابل تصيب أهدافها وأن العمليات تتكلل بالنجاح.
في شأن متصل، صدت القوات الكردية هجوماً آخر شنه «داعش» على عين العرب بانتظار أولى التعزيزات التي يأملون أن ترسلها قوات البشمركة العراقية.
وأشار المرصد السوري إلى أن الجهاديين فشلوا لليلة الرابعة على التوالي في السيطرة على الحي الشمالي لمدينة عين العرب.
ويركز تنظيم الدولة الإسلامية اهتمامه على المكان «لمحاصرة» مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي «في المدينة وقطع طريق الإمدادات ومنعهم من إجلاء جرحاهم نحو تركيا»، بحسب المرصد.
واستمرت المعارك على الجبهة الجنوبية الشرقية من المدينة، خاصة في سوق الهال وكاني عربان، وفي الجنوب حيث قتل 7 جهاديين. ويتهيأ الأكراد، الذين يؤازرهم مقاتلون من المعارضة السورية، لتلقي مساعدة في الأيام المقبلة من مقاتلي البشمركة في كردستان العراق الذين سمحت لهم السلطات التركية بالعبور عبر أراضيها.
وقتل أكثر من 800 شخص في مدينة عين العرب منذ بداية هجوم تنظيم الدولة الإسلامية قبل 40 يوماً، بينهم 481 جهادياً من التنظيم و302 مقاتل وكردي، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
وفي العراق، كثف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من وتيرة الضربات في الأيام الأخيرة، وشن 23 ضربة يومي الجمعة والسبت الماضيين. واستهدفت نصف الضربات مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» بالقرب من سد الموصل، الأكبر في البلاد والذي له أهمية استراتيجية كبرى، والذي استعادته القوات الحكومية والكردية نهاية أغسطس الماضي. وقد يؤدي تدمير الجهاديين له إلى فيضانات ضخمة في الموصل وبغداد، أكثر المدن المأهولة بالسكان في العراق.
وشن التحالف بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 600 غارة جوية ضد «داعش» والقى اكثر من 1700 قنبلة في سوريا والعراق، بحسب القائد العسكري الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وتمكنت القوات الكردية العراقية، بغطاء جوي أمريكي، من استعادة مدينة زومار شمال غرب الموصل بعد أسابيع من القتال. إلا أن الجهاديين تمكنوا من التقدم في مناطق أخرى من العراق، وخاصة في الشمال حيث قاموا بتطويق جبل سنجار مرة أخرى، ومحاصرة مئات العائلات الأيزيدية. وقال مسؤولون أمنيون إن قوات الحكومة العراقية استعادت السيطرة على 4 قرى محيطة بجبال حمرين التي تعتبر بؤرة لنشاط المتشددين وتقع على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة كركوك النفطية. من جانبه، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الرئيس في سوريا لا يريد مساعدة من البشمركة بكردستان العراق للدفاع عن عين العرب في وجه تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الرئيس التركي إن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدافع جناحه المسلح عن مدينة عين العرب غير متمسك بـ «وصول البشمركة إلى كوباني والسيطرة عليها».
وأضاف أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي وصفه بالمنظمة «الإرهابية» لا يريد المجازفة بفقدان نفوذه شمال سوريا.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم حكومة كردستان العراق سفين دزيي إن «القوات الكردية لعراقية لن تشارك بشكل مباشر في القتال في عين العرب وإنما ستقدم دعماً مدفعياً للأكراد السوريين».